من إميلي روز
القدس (رويترز) - بالنسبة للطاهية الكندية الشهيرة سوزان الحسيني كانت جولة الطهي الأولى التي تعيدها إلى الأراضي الفلسطينية فرصة للمحافظة على الأطباق والعلاجات الشعبية الخاصة بأجدادها والترويج لها.
فخلال جولة للطهي تحمل طابع الاعتماد على خيرات الأرض مباشرة في الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة، وجدت سوزان وأربعة آخرون من الطهاة البارزين أنفسهم أمام مطبخ فلسطيني لا يعرف الأجانب، الذين اعتادوا فقط على أخبار الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، شيئا عنه في الغالب.
وقالت سوزان، التي غادرت عائلتها الأراضي الفلسطينية عام 1967 إلى كندا "حلم حياتي كان إني أرجع إلى فلسطين... عشت طفولتي وأنا أعرف من أهلي عن فلسطين، عن مدنها... من خلال الأكل اللي كانت تأكلنا إياه أمي، كل أكله إلها قصة، وكل أكله مرتبطة برواية تربطنا بالأرض، بفلسطين".
وانطلقت الجولة برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف توسيع نطاق جاذبية المطبخ الفلسطيني عالميا على الرغم من الندرة النسبية وتكلفة بعض مكوناته.
وركز الطهاة ذوو الأصول فلسطينية على التقنيات التقليدية مثل كيفية تحويل الزنبق الفلسطيني الأرجواني الداكن السام الذي يزهر في الربيع إلى مكون يدخل في الحساء وإلى علاج تقليدي.
كما اطّلعوا على الفوائد الغذائية للفريكة، وهي عبارة عن حبوب قمح يتم حصادها بينما تكون السنابل لا تزال خضراء ثم تدخينها لتحتفظ بالبروتينات الطبيعية وتُطهى بطريقة مماثلة للأرز.
واستكشفت الطاهية ميرنا بامية مؤسسة مجموعة (استضافات فلسطين) التي تلقي الضوء على الوصفات الفلسطينية التقليدية وتسعى إلى إحيائها، طريقة جديدة لطبق (الكبة) المرتبط كثيرا بالمطابخ الكردية.
وقالت إن الأمر رائع للغاية لأن هناك اعتقادا دائما بأن المطبخ الفلسطيني ليس به وصفة للكبة.
وقال إسماعيل أبو عرفة، من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن الجولة فتحت أمام الطهاة نافذة على الثقافة الأوسع للفلسطينيين وسط كفاحهم المستمر منذ عقود من أجل إقامة دولة.
وأضاف أن الزوار يريدون التعرف على التاريخ والأهمية الثقافية، ولكن القيمة الغذائية لهذه الأطباق القديمة مهمة أيضا، مشيرا إلى أن هذه العملية يمكن أن تجعل من الأراضي الفلسطينية سوقا متخصصة تخدم حقا طرق الإنتاج التقليدية القديمة.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)