من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - أطلق الفنانان التشكيليان الفلسطينيان نبيل عناني وسليمان منصور جائزة باسمهما في محاولة منهما لتشجيع الفنانين الشبان لتقديم أفضل ما لديهم من مختلف أنواع الفنون سواء الرسم أو النحت أو التصوير الفوتوغرافي، وخصصا معرضا فنيا لعرض الأعمال المتنافسة.
واختار الفنانان أن يحمل المعرض الذي افتتح يوم السبت في مركز خليل السكاكيني في رام الله اسم (الربيع للفنون البصرية) وذلك "في محاكاة لمعرض الربيع الذي كان يقام سنويا في الثمانينيات بتنظيم من رابطة الفنانين الفلسطينيين بمشاركة فنانين من كافة أنحاء فلسطين".
وجاء في نشرة عن المعرض الذي يتناول العلاقة ما بين الهوية والمكان "بما أن الجائزة تستهدف الفنانين الشبان، فإن لكلمة الربيع كذلك معنى إضافي يجسد نبض الفنانين الشباب والشابات، ويعكس بداياتهم الفنية ويحثهم على المضي قدما في إنتاجهم".
وقال نبيل عناني لرويترز خلال مشاركته في افتتاح المعرض "أنا وسليمان في بينا صداقة عمر كنا في الرابطة (رابطة الفنانين الفلسطينيين) منذ عام 1975، في كل مشاريعنا كان التركيز على الشباب".
وأضاف "في الفترة الأخيرة حسينا إنه في فراغ وكان لازم نعمل شي للشباب، فقررنا نعمل جائزة تبرع منا ونشجع الشبان يقدموا أعمال فنية مميزة، وطلبنا من فناني الجولان المشاركة في هذه المسابقة".
وأوضح عناني أنه تقدم لهذه المسابقة أكثر من 90 عملا لفنانين شبان تقل أعمارهم عن 35 عاما، اختير منهم 28 للمشاركة في المعرض، حيث يتم بعد ذلك اختيار الأعمال الفائزة.
ووصف الأعمال المشاركة بأنها "أعمال مميزة على كل الأصعدة، سواء على المستوى الفني والتقنيات المستعملة، سواء في الفيديو آرت، الرسم، أو النحت".
ويرى سليمان منصور أن حقبة الثمانينيات كانت فترة ذهبية للفن الفلسطيني حيث كان للفن تأثيره على المجتمع.
وقال لرويترز خلال مشاركته في افتتاح المعرض "عملية خلق منافسة بين الفنانين شغلة مهمة لتطوير الفن، وهذا معروف عالميا، اعمل منافسة بيصير الفنان بدو يطلع أحسن ما عنده".
وأضاف "سعيد جدا بهذا التجاوب الكبير من الفنانين للمشاركة في هذه المسابقة، وهذا يعطينا الدافع أن تكون هذه الجائزة سنوية".
وتابع قائلا "نحاول من خلال هذا المعرض تذكير الناس بفترة ذهبية مر فيها الفن الفلسطيني، ما عندنا طموح نغير كثير في الوضع الحالي لكن على الأقل نذكر الناس، والفنانين بالذات، بالعصر الذهبي للفن الفلسطيني".
وتتراوح الأعمال الفنية المعروضة بين الرسم بالألوان الزيتية ونحت النحاس والخشب وأعمال أخرى من الطين، كما استخدم بعض الفنانين أشياء من الطبيعة للتعبير بها عن هويتهم، وصورا شخصية وأخرى للمنازل في المدن والمخيمات.
وقالت الفنانة الشابة هاجر خاطر من قرية مجدل شمس المشاركة في المعرض إنها استخدمت في عملها "النحاس الأحمر مع تقنيات أحماض كيميائية وطَرق للنحاس".
وأضافت لرويترز فيما كانت تقف بجوار عملها الذي بدا كأنه من أدوات الشرب أو الأكل "العمل يحكي هوية غير معروفة للجولانيين، يحكي ذكرياتي من المنطقة وشو الأشياء التي عشتها".
وأوضحت أن فكرة العمل الذي استغرق عامين جاءت من استخدام الناس قديما للنحاس في عمل الأواني للشرب والطهي حيث "حاولت أوصل فكرة الإناء الذي كنا نستعمله في حياتنا اليومية ووصل إلى محل ما عاد فيك تستخدمه".
وتؤكد هاجر أن المشاركة في المعرض فرصة كبيرة لها قائلة "شرف كبير أكون موجودة في مكان مع فنانين كبار وإحنا في أول الطريق".
من جانبها، قالت رنا عناني مسؤولة المعرض إن "مبادرة تنظيم معرض الربيع هي خطوة نحو توفير فرص أمام الفنانين الشبان من جغرافيات مختلفة للقاء وتبادل الأفكار والحوار فيما بينهم من جهة، والتفاعل مع الجمهور من جهة أخرى، على أمل أن يسلحهم ذلك بفرصة جديدة تعزز عطاءهم وتغني المشهد الفني".
وأضافت "منصات ومساحات العرض في فلسطين محدودة، وهي غير متاحة بالغالب أمام الفنانين الشبان، فالحيز الثقافي رغم اتساعه يضيق باستمرار أمام المواهب الجديدة".
وتابعت قائلة "هذه مبادرة لدعم الفنانين الشبان ونأمل أن تستمر في المستقبل وتعمل على تمكين كثيرين منهم ووضعهم في بداية طريقهم الفني".
وأشارت إلى أن المعرض يأتي كجزء من جائزة سليمان منصور ونبيل عناني للفنون البصرية التي ستمنح لثلاثة فنانين شبان يعلن عنهم بنهاية المعرض الذي يستمر حتى العاشر من الشهر القادم.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)