من فيل ستيوارت
واشنطن (رويترز) - قال الجيش الأمريكي في ساعة متأخرة يوم الاثنين إن 22 جنديا أصيبوا في "حادث مؤسف" لطائرة هليكوبتر بشمال شرق سوريا يوم الأحد، دون أن يكشف النقاب عن سبب الحادث أو تفاصيل تتعلق بمدى خطورة الإصابات.
وأضافت القيادة المركزية الأمريكية في بيان أنه تم إجلاء عشرة من العسكريين إلى منشآت رعاية متقدمة خارج المنطقة.
وأوضحت القيادة المركزية، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أنه لم يتم الإبلاغ عن نيران معادية لكنها ذكرت أن تحقيقا يجري للوقوف على سبب الحادث.
ولم يرد مسؤولون في القيادة المركزية على طلبات للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال مصدران أمنيان إن الحادث وقع قرب مدينة الشدادي في محافظة الحسكة.
وأحالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا، الأسئلة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وتنتشر بموجبه قوات أمريكية في المنطقة.
وقال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في بيان "نتمنى الشفاء العاجل لجرحى المروحية الأمريكية التي سقطت بشمال شرق سوريا. ونؤكد التزامنا بمواصلة العمل مع شركائنا في التحالف ضد تنظيم الدولة من أجل ضمان استقرار المنطقة".
ولم ترد إدارة الحكم الذاتي، التي يقودها الأكراد وتحكم المنطقة، ولا الحكومة السورية المركزية في دمشق على طلبات للتعليق.
ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، معظمهم في الشرق، في إطار مهمة لقتال فلول تنظيم الدولة الإسلامية. وتعرضت القوات الأمريكية هناك لهجمات متكررة في السنوات الماضية على أيدي مسلحين مدعومين من إيران.
وأصيب 25 عسكريا أمريكيا ولقي متعاقد أمريكي حتفه وأصيب آخر في هجمات وضربات مضادة في سوريا في مارس آذار.
وجرى نشر قوات أمريكية للمرة الأولى في سوريا خلال مهمة أطلقتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
ورغم أن تنظيم الدولة الإسلامية بات الآن ظلا لذلك التنظيم الذي حكم أكثر من ثُلُث سوريا والعراق حين أعلن دولة الخلافة عام 2014، فما زال مئات المقاتلين يقيمون معسكرات في مناطق قاحلة، لا وجود فيها للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أو للجيش السوري المدعوم من روسيا وميليشيات تدعمها إيران، ويسيطرون عليها سيطرة كاملة.
ويُحتجز آلاف من مقاتلي التنظيم في مراكز تتولى حراستها قوات سوريا الديمقراطية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال قادرا على إعادة إنتاج نفسه ليصبح تهديدا كبيرا.
وتلقي تهديدات الميليشيات المدعومة من إيران للقوات الأمريكية بالضوء من جديد على الوضع الجيوسياسي المعقد في سوريا حيث يعتمد الرئيس بشار الأسد على دعم إيران وروسيا ويعتبر القوات الأمريكية محتلة.
(تغطية صحفية فيل ستيوارت من واشنطن وكانجيك جوش من بنجالورو - إعداد مروة غريب ونهى زكريا ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين علي خفاجي)