من ماكس هوندر
كريفي ريه (أوكرانيا) (رويترز) - لقي عشرة مدنيين على الأقل حتفهم في ضربة صاروخية روسية أصابت مبنى سكنيا في مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء، بينما انسحبت القوات الروسية من أراض في المراحل الأولى من هجوم أوكراني مضاد.
ووقف سكان وهم ينتحبون أمام المبنى السكني المحترق والدخان يتصاعد منه بعد الهجوم الذي وقع في ساعة مبكرة صباح يوم الثلاثاء في مدينة كريفي ريه التي تقع على بعد نصف ساعة بالسيارة من الخزان الضخم لأحد السدود والذي فقد مياهه الأسبوع الماضي بسبب انهيار السد وتسبب في وقوع فيضانات في مساحات شاسعة في جنوب أوكرانيا.
وقال اولكسندر فيلكول رئيس بلدية مدينة كريفي ريه عبر تطبيق تيليجرام "حتى الساعة 1300 (1000 بتوقيت جرينتش) قتل عشرة أشخاص"، مضيفا أن شخصا آخر محاصر تحت الانقاض بينما أصيب 28 شخصا آخرون.
وقال ناجون إن انفجارين وقعا. وقالت الأوكرانية أولها تشيرنوسوفا إن انفجارا عنيفا تسبب في سقوطها من على الفراش. وأضافت أنها هرعت إلى شرفتها لتنتظر رجال الإنقاذ. وقالت "اعتقدت أنني سأضطر إلى القفز إلى شجرة".
وتناثر الزجاج وقوالب الطوب في الشارع وفي الفناء المبنى. وألحق الانفجار أضرارا بخمس سيارات على الأقل.
ومدينة كريفي ريه هي مسقط رأس الرئيس الأوكراني.
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تيليجرام "يواصل القتلة الروس حربهم على المباني السكنية والمدن العادية والشعب".
وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدا. وصعدت هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن أوكرانية في الأسابيع الأخيرة، بينما بدأت كييف هجومها المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وبدأ الهجوم الأوكراني بعد سبعة أشهر من انطلاق هجوم روسي كبير لم يسفر سوى عن تحقيق مكاسب محدودة على الرغم من أنه شهد أكثر المعارك البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولا يزال الهجوم المضاد الأوكراني في أيامه الأولى، ولم ينضم إلى القتال بعد عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين الجدد وكذلك مئات المركبات المدرعة الغربية.
وتُظهر مقاطع فيديو والتقطت في قرى خلال اليومين الماضيين وتحققت رويترز من صحتها أن أوكرانيا استعادت السيطرة بالفعل على أراض تزيد مساحتها على الأراضي التي استردتها منذ نوفمبر تشرين الثاني.
لكنها لم تخترق بعد الخطوط الدفاعية الرئيسية التي بنتها موسكو على مدى شهور.
واتهمت روسيا أوكرانيا أيضا بشن قصف عبر الحدود في إطار عمليات الهجوم المضاد. وقال حاكم كورسك في روسيا يوم الثلاثاء إن عدة منازل تضررت كما تعطلت إمدادات الكهرباء في قريتين بالمنطقة القريبة من الحدود. ولا تعلق أوكرانيا على تقارير حول حوادث في روسيا.
ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا محذرة من غارات جوية في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن قوات الدفاع الجوي دمرت جميع الصواريخ الروسية التي استهدفت العاصمة.
وقالت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا إن القوات الجوية دمرت عشرة من أصل 14 صاروخ كروز أطلقتها روسيا على أوكرانيا وواحدة من أربع طائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وبعد أسبوع من غياب المعلومات أو تقديم القليل منها عن الهجوم، قالت أوكرانيا يوم الاثنين إنها استعادت سبع مناطق سكنية حتى الآن. وذكرت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع أن القوات تقدمت لمسافة 6.5 كيلومتر واستولت على مساحة 90 كيلومترا مربعا على امتداد 100 كيلومتر من خط الجبهة الجنوبي.
ولم تعترف روسيا بأي مكاسب لأوكرانيا وتقول إن قواتها تصد التقدم منذ الرابع من يونيو حزيران.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء لقطات مصورة لما قالت إنها دبابات ليوبارد ألمانية الصنع ومركبات برادلي القتالية أمريكية الصنع اغتنمتها القوات الروسية في معركة مع القوات الأوكرانية.
ولم يتسن لرويترز التحقق من مكان اللقطات أو توقيتها.
ويقول محللون عسكريون إن الأوكرانيين لم ينشروا بعد الجزء الأكبر من قواتهم بينما لا تزال التحصينات الدفاعية الرئيسية بعيدة.
وتسبب تدمير سد نوفا كاخوفكا الأسبوع الماضي في كارثة إنسانية على جانبي خط الجبهة وربما يلحق أضرارا بالزراعة لعقود في واحدة من أكبر الدول المُصدرة للحبوب في العالم.
وتبادل الجانبان الاتهامات بتدمير السد. وتقول دول غربية إن أوكرانيا لم يكن لديها سبب لارتكاب مثل هذه الكارثة خاصة وأن قواتها كانت تبدأ في شن الهجوم.
(إعداد أميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)