بيروت (رويترز) - من المتوقع أن تتسبب الانقسامات السياسية المتزايدة في لبنان في إحباط محاولة لاختيار رئيس جديد للبلاد يوم الأربعاء، إذ تحشد جماعة حزب الله الشيعية النافذة جهودها لمواجهة محاولة من الأحزاب المسيحية الرئيسية لانتخاب مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي.
وهذه هي المرة الثانية عشرة التي يجتمع فيها مجلس النواب لشغل مقعد الرئاسة، وهو المنصب المخصص لأحد أفراد الطائفة المسيحية المارونية بموجب نظام المحاصصة الطائفية في لبنان. والمنصب شاغر منذ أكتوبر تشرين الأول عندما انتهت ولاية ميشال عون المتحالف مع حزب الله.
وفي غمار التوتر الطائفي المتزايد، تستعد الفصائل الشيعية الرئيسية لعرقلة خطوة من جماعات منها أكبر حزبين مسيحيين في لبنان لانتخاب جهاد أزعور، وهو وزير مالية سابق ومدير إدارة الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي.
والفراغ الحكومي في لبنان غير مسبوق بالفعل. فلا تملك البلاد رئيسا أو حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة من شأنها التصدي لانهيار مالي أصاب البلاد بحالة من الشلل.
ومن المتوقع أن ينسحب حزب الله وأوثق حلفائه من الجلسة لمنع اكتمال النصاب القانوني اللازم للتصويت.
وتدعم الجماعة، التي تقول إنها تمارس حقوقها الدستورية، حليفها المسيحي الوثيق سليمان فرنجية وهو صديق للرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعم بشدة حق حزب الله في حيازة الأسلحة.
وتحدث حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، بلهجة عنيفة في حملته على أزعور، ووصفه بأنه مرشح مواجهة وتحد.
وكثف المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان الهجمات اللفظية على أزعور يوم الأحد من دون أن يذكره بالاسم، متهما إياه بأنه مدعوم من إسرائيل وقائلا إن رئيسا "بختم أمريكي ممنوع".
(تغطية صحفية مايا الجبيلي - إعداد محمد أيسم وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)