سول (رويترز) - قالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية يوم الجمعة إن كوريا الجنوبية انتشلت من البحر أجزاء من صاروخ استخدم في محاولة كوريا الشمالية الفاشلة إطلاق أول قمر صناعي عسكري لها الشهر الماضي.
جاء هذا الإعلان بعد حوالي أسبوعين من محاولة كوريا الشمالية الفاشلة إطلاق أول قمر صناعي لها للتجسس، لكن محرك الدفع وحمولته سقطا في البحر.
وقال جيش كوريا الجنوبية إنه استخرج الحطام مساء يوم الخميس من عمق نحو 75 مترا تحت سطح البحر قبالة الساحل الغربي، مضيفا أن البحث مستمر عن أي مكونات أخرى مما وصفتها كوريا الشمالية بأنها مركبة إطلاق فضائية.
وبدأت كوريا الجنوبية في انتشال الحطام بعد وقت قصير من الإطلاق، واستعادت بالفعل أجزاء أصغر. لكن العملية واجهت صعوبات لأسباب من بينها ارتفاع المد وضعف الرؤية، مما دفع الجيش إلى إرسال عشر سفن وعشرات من غواصين المياه العميقة.
وأظهرت الصور، التي نشرتها هيئة الأركان المشتركة، جسما أسطوانيا كبيرا عليه علامة "تشونما"، التي تعني حصانا مجنحا باللغة الكورية. وقالت كوريا الشمالية إن الصاروخ يحمل اسم "تشوليما-1".
وقالت هيئة الأركان المشتركة في بيان "الجسم الذي استخرجناه سيخضع لتحليل دقيق بالتعاون مع الولايات المتحدة".
وصرح وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونج سوب أن الحطام من المرحلة الثانية للصاروخ على ما يبدو، وأن الجيش سيواصل البحث عن الحمولة والمرحلة الثالثة.
وذكر لي تشون جيون، الباحث في معهد سياسات العلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، أن الجسم الذي تم انتشاله في الآونة الأخيرة هو خزان وقود على مايبدو.
وأضاف أنه إذا عثر الجيش على محرك متصل بالخزان، فسيساعد ذلك على اكتشاف بعض خصائص محرك الصاروخ الجديد لكوريا الشمالية المصمم لإنتاج قوة دفع أكبر على ارتفاعات أعلى.
وقال تشانج يونج كيون الأستاذ في جامعة كوريا للطيران إن الحطام سيوفر معلومات أيضا عن التطور التقني لقدرات كوريا الشمالية فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وما إذا كانت قد اشترت أي مكونات من الخارج في انتهاك محتمل للعقوبات.
وأردف قائلا "إنها بيانات مهمة".
وقالت كوريا الجنوبية إن سفنا حربية صينية أجرت أيضا عمليات استخراج في المياه التي سقط فيها الصاروخ الكوري الشمالي، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان الجيش الصيني يواصل بحثه.
وأدانت سول وواشنطن الإطلاق ووصفته بأنه استفزاز وانتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر استخدام كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وقالت بيونجيانج إنها تمارس حقها في تطوير استخدام الفضاء لمواجهة ما وصفته "بالعدوان" الأمريكي، وتعهدت بإطلاق صاروخ آخر قريبا.
وصرحت البحرية الكورية الجنوبية بأن الغواصة الأمريكية المزودة بالصواريخ الموجهة (يو.إس.إس ميشيجان) وصلت البلاد يوم الجمعة للمرة الأولى منذ عام 2017 لإجراء تدريبات حربية خاصة مشتركة تهدف إلى تحسين الاستجابة لتهديدات كوريا الشمالية.
واعتُبر إرسال الغواصة بمثابة استعراض للقوة ضد كوريا الشمالية التي أطلقت صاروخين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي يوم الخميس وحذرت من رد "حتمي" على التدريبات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
(إعداد محمود سلامة ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)