دبي/القاهرة (رويترز) - قال سكان إن ضربات جوية أصابت عدة مناطق بالعاصمة السودانية يوم السبت أدت لمقتل مدنيين فيما اتفق طرفا الصراع على وقف جديد لإطلاق النار رغم أن سلسلة من الإعلانات المماثلة السابقة لم تفلح في وقف العنف.
ومع دخول القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الشهر الثالث، لم يحرز أي من الجانبين تفوقا واضحا.
وقالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في نزوح 2.2 مليون سوداني ومقتل المئات وزجت بمنطقة دارفور المنكوبة بالحرب إلى "كارثة إنسانية". وقال وزير الصحة السوداني إن ما يزيد على ثلاثة آلاف قتيل وستة آلاف مصاب سقطوا منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل نيسان الماضي.
وقالت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك مساء يوم السبت إن طرفي الصراع اتفقا على وقف إطلاق نار جديد مدته 72 ساعة ابتداء من الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأحد. ولم تفلح إعلانات هدنة في السابق في وقف القتال بين الطرفين تماما.
وجاء في البيان "اتفق الطرفان على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات، والامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار. كما اتفقا على السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان".
وبينما يتميز الجيش بامتلاك قوة جوية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري، ترسخ قوات الدعم السريع وجودها في الأحياء السكنية. وشهد يوم الجمعة ويوم السبت تكثيف الجيش على ما يبدو للضربات الجوية إذ أصابت عدة أحياء سكنية.
وفي كلمة نشرها الجيش يوم الجمعة، نبه الفريق ركن ياسر العطا الناس إلى ضرورة الابتعاد عن المنازل التي "احتلتها" قوات الدعم السريع. وأشار إلى أنه ستتم مهاجمة قوات الدعم السريع في أي مكان. وأضاف أن الوساطة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع هي "الذخيرة"، رافضا محاولات الوساطة على ما يبدو.
وأكدت سلطات الصحة بالخرطوم تقريرا لمتطوعين محليين يوم السبت عن مقتل 17 بينهم خمسة أطفال في منطقة مايو بجنوب الخرطوم وتدمير 25 منزلا.
والضربة هي الأحدث في سلسلة من الضربات الجوية والمدفعية على الحي الفقير والمكتظ بالسكان في المدينة حيث لا يستطيع معظم السكان تحمل تكلفة المغادرة.
* ضربات جوية
قالت لجنة المقاومة المحلية في وقت متأخر يوم الجمعة إن 13 قتلوا في قصف في اللاماب بغرب الخرطوم واصفة الحي بأنه "منطقة عمليات".
وقالت قوات الدعم السريع يوم السبت إنها أسقطت طائرة عسكرية غربي الخرطوم.
قال أحد السكان إن أعمدة الدخان شوهدت وهي تتصاعد بالقرب من مستودعات وقود في جنوب الخرطوم، وهو ما أظهره مقطع مصور اطلعت عليه رويترز.
واستمرت الضربات الجوية في وسط وجنوب أم درمان من يوم الجمعة حتى يوم السبت، مما ألحق أضرارا بالمنازل وتسبب في مقتل شخص واحد، بحسب اللجنة المحلية في حي بيت المال.
وقال سكان إن ثلاثة من عائلة واحدة قتلوا في حي شرق النيل جراء ضربة جوية يوم الجمعة.
وفي الجنينة بولاية غرب دارفور، فر أكثر من 270 ألفا عبر الحدود إلى تشاد، بعد مقتل أكثر من ألف شخص في هجمات حمَّل السكان والولايات المتحدة مسؤوليتها لقوات الدعم السريع ومسلحين متحالفين معها.
ونفى مصدر عسكري تشادي ومسؤول محلي في مدينة أدري التشادية، التي لجأ إليها الكثيرون ممن فروا، تقارير عن اشتباكات بين جنود تشاديين وقوات الدعم السريع.
وقالت الرئاسة إن الرئيس التشادي الجنرال محمد إدريس ديبي زار المنطقة للوقوف على الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك وضمان إغلاق الحدود.
وتسببت الحرب في حرمان الملايين في الخرطوم من الكهرباء والمياه والرعاية الصحية واضطر السكان إلى ترشيد الطعام وأبلغوا عن جرائم نهب مستشرية.
(تغطية صحفية خالد عبد العزيز من دبي ونفيسة الطاهر وعمر عبد الرازق وآدم مكاري وحاتم ماهر من القاهرة ومحمد رمضان من نجامينا - إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)