لندن (رويترز) - اتهمت روسيا يفجيني بريجوجن رئيس جماعة فاجنر الروسيةالعسكرية الخاصة بالدعوة إلى تمرد مسلح يوم الجمعة بعدما زعم، دون تقديم أدلة، أن القيادة العسكرية قتلت ألفين من رجاله وتعهد بوقف ما وصفه بأنه "شر".
ومع وصول المواجهة طويلة الأمد بينه وبين وزارة الدفاع إلى ذروتها، أصدرت الوزارة بيانا قالت فيه إن اتهامات بريجوجن "غير صحيحة وتمثل استفزازا إعلاميا".
وقال بريجوجن إن أفعاله لا ترقى لدرجة انقلاب عسكري. لكن وكالة تاس للأنباء ذكرت أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي فتح دعوى جنائية ضده لاتهامه بالدعوة إلى تمرد مسلح.
وذكر الكرملين أنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بالتطورات وأن هناك "إجراءات ضرورية تتخذ".
والمواجهة، التي ظلت الكثير من تفاصيلها غير واضحة، هي أكبر أزمة داخلية يواجهها بوتين على ما يبدو منذ أن أرسل آلاف الجنود إلى أوكرانيا في فبراير شباط من العام الماضي فيما وصفها بأنها "عملية عسكرية خاصة".
واتهم بريجوجن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف بعدم الكفاءة وحرمان قواته من الذخيرة والدعم.
لكنه تجاوز خطا جديدا على ما يبدو في صراعه المتصاعد مع وزارة الدفاع، قائلا إن منطق الكرملين في غزو أوكرانيا يستند إلى أكاذيب اختلقها كبار ضباط الجيش.
وفي سلسلة من الرسائل الصوتية على قناته الرسمية على تيليجرام، قال بريجوجن "وزارة الدفاع أمرت بإخفاء 2000 جثة مخزنة حتى لا تظهر الخسائر".
وأضاف "الذين دمروا شبابنا، الذين دمروا حياة عشرات الآلاف من الجنود الروس، سيعاقبون".
وتابع "هناك 25 ألفا منا وسنكتشف سبب حدوث الفوضى في بلادنا".
وقال إن أفعاله ليست "انقلابا عسكريا"، مضيفا أن "معظم الجيش يدعمنا بقوة".
وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه نُشر على قناة فاجنر على تيليجرام مشهدا في غابة حيث تشتعل حرائق صغيرة وتبدو أشجار كأنها تحطمت بالقوة.
وحمل المشهد التعليق "تم إطلاق هجوم صاروخي على معسكرات شركة فاجنر العسكرية الخاصة. هنا كثير من الضحايا. قال شهود إن الضربة جاءت من الخلف، أي نفذها جيش وزارة الدفاع الروسية".
وذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب قالت، في أعقاب تصريحات بريجوجن، إن جهاز الأمن الاتحادي "فتح دعوى جنائية استنادا إلى دعوات بشن تمرد مسلح".
وقالت اللجنة "نطالب بوقف كافة الأفعال غير القانونية على الفور".
وقادت جماعة فاجنر استيلاء روسيا على مدينة باخموت الأوكرانية في الشهر الماضي، واستغل بريجوجن نجاحاته في ساحة القتال، التي تحققت بخسائر بشرية فادحة، لانتقاد موسكو علنا مع تمتعه بحصانة على ما يبدو حتى الآن.
لكنه رفض لأول مرة تبريرات بوتين لغزو أوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وقال بريجوجن "الحرب كانت ضرورية... حتى ينال (وزير الدفاع سيرجي) شويجو رتبة مارشال... وحتى يتمكن من الحصول على قلادة "بطل" ثانية... لم تكن الحرب ضرورية لنزع سلاح أوكرانيا أو تخليصها من النازيين".
وقال مارات جابيدولين، القائد السابق في فاجنر والذي انتقل إلى فرنسا عندما غزت روسيا أوكرانيا، لرويترز إن مقاتلي فاجنر سيساندون بريجوجن على الأرجح.
وأضاف "بالطبع يدعمونه، إنه قائدهم".
وقال "لن يترددوا (في قتال الجيش)، إذا اعترض أحد طريقهم".
(إعداد محمد حرفوش ومروة سلام للنشرة العربية)