من آندرو أوزبورن وجاي فالكون بريدج
موسكو (رويترز) - نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يوم الاثنين يظهر فيه الوزير سيرجي شويجو وهو يتحدث إلى الضباط، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها علنا منذ التمرد الذي قامت به مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة للمطالبة بإقالته.
وسيطر يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر على مقرات عسكرية في جنوب روسيا وحرك القوات باتجاه موسكو في محاولة لتصفية حسابات مع وزير الدفاع، حليف الرئيس فلاديمير بوتين، ومع فاليري جيراسيموف رئيس الأركان العامة.
وأظهر مقطع الفيديو شويجو في طائرة محلقة مع قائد آخر، وأيضا وهو يستمع إلى تقارير في مركز قيادة تديره وحدة زاباد (وتعني الغرب) العسكرية الروسية.
ولم يكن هناك صوت في الفيديو ولم يتضح مكان وتاريخ الزيارة.
كما ظهر بوتين في مقطع فيديو نشره الكرملين على موقعه الإلكتروني وهو يحيي المشاركين في منتدى صناعي لكن لم يتضح بعد أيضا توقيت تسجيل المقطع.
وانتهى التمرد عندما قال الكرملين إن روسيا ستُسقط التهم الجنائية الموجهة للمتمردين مقابل عودتهم إلى المعسكرات، وسينتقل بريجوجن إلى روسيا البيضاء بموجب اتفاق توسط فيه الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وسرعان ما انتشرت التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية بأن بريجوجن ربما يكون قد حصل على تنازلات ولا سيما تغييرات في القيادة العسكرية.
ولم يُشاهد جيراسيموف، الذي يتولى القيادة المباشرة للحملة الروسية ونادرا ما يظهر علنا، منذ التمرد.
لكن سيرجي ماركوف المستشار السابق في الكرملين، الذي لا يزال مقربا من السلطات، قال إن مقطع الفيديو الخاص بوزارة الدفاع كان "إشارة للجميع بأن شويجو في المنصب ومن المحتمل الآن أن يظل وزيرا للدفاع".
وأضاف ماركوف "بوتين لن يفعل أي شيء تحت ضغط أحد المتمردين".
- التقارير تفيد بأن بريجوجن لا يزال قيد التحقيق
علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة كوميرسانت ووكالات الأنباء الثلاث الرئيسية في روسيا أن الدعوى الجنائية المرفوعة ضد بريجوجن لا تزال مفتوحة وقيد المتابعة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف هويته في جهاز الأمن الاتحادي قوله إن الوقت لم يكن يسمح بإغلاق الدعوى، بينما نقلت وكالة تاس للأنباء عن مصدر مقرب من مكتب المدعي العام قوله إن "التحقيق جار".
وأثارت "المسيرة من أجل العدالة"، التي أطلقها بريجوجن بهدف الإطاحة بالنخبة العسكرية التي وصفها بأنها خائنة وفاسدة، مخاوف من حدوث اضطرابات في روسيا كما قوضت سمعة بوتين كزعيم لا ينازعه أحد.
وتعهد بوتين في خطاب للأمة يوم السبت بسحق التمرد ومعاقبة المسؤولين عنه. وشبه التمرد بالاضطرابات في زمن الحرب التي أدت إلى ثورات عام 1917 ثم إلى الحرب الأهلية.
وأثارت السهولة الواضحة، التي تمكن بها بريجوجن من إبرام اتفاق مع الكرملين بعد ساعات قليلة من استيلائه على مدينة روستوف في جنوب روسيا وإرساله قافلة مسلحة باتجاه موسكو، تساؤلات حول مدى سلطة بوتين.
وقال رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين في اجتماع للحكومة بثه للتلفزيون إن روسيا واجهت "تحديا لاستقرارها" ويجب أن تظل متحدة خلف بوتين قبل أن تكشف مجموعة من نواب الوزراء عن كيفية حفاظ البلاد على الاستقرار طوال الوقت.
ولم يتضح مكان بريجوجن الذي شوهد وهو يغادر وسط روستوف مساء السبت. وأصر على أنه وطني وليس خائنا ولم يكن يحاول الانقلاب.
وقال الشهر الماضي إن روسيا قد تواجه ثورة مماثلة لتلك التي حدثت عام 1917 وتخسر الحرب في أوكرانيا ما لم تكن النخبة الروسية جادة حيال ذلك.
(إعداد سها جادو ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)