من دان وليامز
القدس (رويترز) - أدان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الأربعاء أعمال العنف التي نفذتها مجموعات من المستوطنين اليهود في بلدات وقرى فلسطينية في الأيام القليلة الماضية بينما حذر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي من أن الضباط لا يمكنهم الوقوف متفرجين أمام الهجمات التي لقيت انتقادات شديدة من الولايات المتحدة.
وبعد هجوم نفذته حركة حماس الأسبوع الماضي بالقرب من مستوطنة وأسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين، انخرط المستوطنون الإسرائيليون في موجة من التخريب وإشعال الحرائق. وقال شهود فلسطينيون إن المشاركين في أعمال التخريب جاءوا من المستوطنات ويقدر عددهم بالمئات وكان من بينهم رجال ملثمون ومسلحون.
واتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش الإسرائيلي المنتشر على نطاق واسع في الضفة الغربية بتجاهل أو حتى التحريض على أعمال التخريب. وقال الجيش إن هناك جنديين على الأقل خارج الخدمة بين نحو عشرة محتجزين يشتبه بضلوعهم في أعمال التخريب.
وصعدت واشنطن إدانتها لما وصفته بأنه "عنف المستوطنين المتطرفين"، وقالت إنها تتوقع خضوع الضالعين في أعمال التخريب للمساءلة مشيرة إلى أن بعض الفلسطينيين المتضررين يحملون الجنسية الأمريكية. وهناك خلاف قائم بالفعل بين واشنطن وإسرائيل حول إقامة المستوطنات.
وأدان جالانت، في إفادة أمام الكنيست، الاضطرابات ووصفها بأنها "ظاهرة اجتماعية خطيرة يتعين علينا التصدي لها". ووصف الجناة بأنهم "مجموعة صغيرة".
وقال جالانت إن هناك مشتبها بهم محتجزين وتم تعزيز قوات الضفة الغربية كإجراء احترازي. وأضاف أن القوات الإسرائيلية ستواجه تحديا في "توزيع انتباهها" بين أعمال الشغب وتهديدات المسلحين الفلسطينيين.
ومضى يقول "هناك 500 قرية فلسطينية بعضها بحجم بلدة. وهناك عشرات الآلاف من السكان (الفلسطينيين). ولا يمكن حماية كل منهم دفعة واحدة".
ومضى يقول إن منع الإسرائيليين صعب "لأنك لا تستخدم المراقبة أو تنفيذ عمليات (عسكرية) عنيفة ضدهم".
وتسببت أعمال العنف في الضفة الغربية في شقاق بين حكومة إسرائيل القومية الدينية وقادة الأمن الإسرائيليين الذين أصدروا يوم السبت بيانا مشتركا وصفوا فيه هجمات المستوطنين بأنها "إرهاب قومي".
وأثار ذلك غضب حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف، إذ لطالما قلل هؤلاء من حجم وتأثير هجمات المستوطنين. وشبه أحدهم بيان قادة الأمن بتمرد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في الآونة الأخيرة، ولكنه سارع بالاعتذار بعدما أثارت تصريحاته غضبا عاما.
وقال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، في كلمة "الاعتذار بعد الواقعة لا يمحو ما حدث من ضرر كبير... جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل من أجل أمن المدنيين فحسب، ومن هنا تنبع سلطته".
وأضاف "الإرهاب وعواقبه الوخيمة يدفع ببعض الناس إلى ارتكاب أعمال محظورة قانونيا وأخلاقيا... ضابط جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يقف متفرجا حين يرى مواطنا إسرائيليا يعتزم إلقاء قنبلة مولوتوف على منزل فلسطيني، لا يمكن أن يكون ضابطا".
ولم يكن لهذه التأكيدات من حكومة إسرائيل اليمينية المتشددة تأثير كبير على الفلسطينيين، بعد نحو عقد من توقف جهود برعاية الولايات المتحدة لتحقيق أهداف إقامة دولتهم من خلال المفاوضات مع إسرائيل. ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية هجمات المستوطنين بأنها "إرهاب ترعاه الدولة".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)