(رويترز) - تتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية التي شهدت نشوب اشتباكات دموية في جنين وإطلاق نار من فلسطينيين قرب مستوطنة يهودية أسقط قتلى وهجمات نفذها مستوطنون غاضبون على قرى فلسطينية واستخدام إسرائيل للقوة الجوية ضد مسلحين في تحرك غير معهود.
وفيما يلي لمحة عن الصراع في الضفة الغربية:
* صراع تاريخي
كانت الضفة الغربية، بما في ذلك البلدة القديمة في القدس، جزءا من فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948 عندما سيطرت عليها إمارة شرق الأردن وقتها خلال حرب بين إسرائيل المعلنة حديثا كدولة في ذلك الوقت والدول العربية.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال حرب عام 1967. وضمت إسرائيل القدس والحزام المحيط بها من الضفة الغربية في خطوة لم تحظ أبدا باعتراف دولي.
في عام 1994، تأسست السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات سلام مؤقتة، مما منح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا بينما واصلت إسرائيل احتلال الضفة الغربية.
تدير السلطة الفلسطينية الشؤون المدنية والأمنية في البلدات والمدن الفلسطينية الرئيسية. والمناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية محاطة بمناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة تبلغ أكثر من 60 بالمئة منها وتعرف باسم المنطقة (ج).
* السكان
باستثناء المناطق الإسرائيلية في القدس الشرقية، يقطن الضفة الغربية حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني نحو ثلثهم من النازحين لأنهم أو أسلافهم أُجبروا على الفرار من ديارهم في حرب عام 1948.
ووفقا لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية المعنية بمراقبة النشاط الاستيطاني فقد زاد عدد المستوطنين اليهود إلى حوالي 465400 يعيشون في 132 مستوطنة أقرتها الحكومة و146 بؤرة استيطانية لا تحظى بموافقة رسمية. ووافقت الحكومة الائتلافية الإسرائيلية التي تضم أحزابا قومية ودينية هذا العام على إنشاء آلاف الوحدات السكنية الإضافية للمستوطنين اليهود.
وتحد قيود عديدة قدرة الفلسطينيين على التنقل والبناء. ففي عام 2022، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 781 بناية فلسطينية هُدمت في المنطقة (ج) ويكون السبب في العادة عدم الحصول على تصاريح إسرائيلية يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها.
* رؤى متضاربة
الضفة الغربية في جوهر تطلعات الفلسطينيين لتأسيس دولة تشمل قطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. لكن عملية السلام مصابة بالجمود التام منذ فترة طويلة.
بالنسبة لإسرائيل تشكل الضفة الغربية أهمية استراتيجية ودينية. وهي معروفة في إسرائيل بيهودا والسامرة وبها مواقع ذكرت في التوراة وهو عامل جذب للاستيطان.
وفي عام 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خططا لضم أجزاء من الضفة الغربية. لكن إسرائيل علقت مثل هذه الخطوات بموجب اتفاق تطبيع للعلاقات مع الإمارات في 2020.
ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات اليهودية تقوض حل الدولتين.
* عنف
شهدت الضفة الغربية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987 وعرفت بمواجهات رشق خلالها فلسطينيون جنودا إسرائيليين بالحجارة. كما كانت مسرحا للانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 وتحولت إلى نزاع مسلح.
وبدأت إسرائيل في بناء جدار عازل خرساني يستقطع أجزاء من الضفة الغربية عام 2002 وقالت إنها تهدف ببنائه إلى وقف التفجيرات الانتحارية.
بالنسبة للفلسطينيين، فإن هذا الجدار الذي يقع معظمه داخل الضفة الغربية يصل إلى حد الاستيلاء الفعلي على الأرض.
وشاع العنف بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين بشكل كبير في أحدث مراحل الصراع مع تزايد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
وأثار هجوم مستوطنين على قرية حوارة الفلسطينية في فبراير شباط إدانة دولية. وجاء ذلك في أعقاب هجوم نفذه مسلح فلسطيني أدى إلى مقتل شقيقين إسرائيليين.
وحدثت عدة وقائع مماثلة منذ ذلك الحين، كان آخرها هذا الشهر عندما هاجمت حشود من المستوطنين بلدات وقرى في أعقاب مقتل أربعة إسرائيليين على يد مسلحين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
* الموقف الدولي
تعتبر أغلب دول العالم أن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية هي أراض محتلة.
وأكد قرار مجلس الأمن لعام 2016 مجددا أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 يشكل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الخامس من هذا الشهر إن أي تحرك صوب ضم الضفة الغربية، سواء بحكم الأمر الواقع أو بحكم القانون، سيضر بمساعي حل الدولتين.
وصرح هذا الأسبوع بأن الاضطرابات في الضفة الغربية ستزيد من صعوبة تحقيق هدف نتنياهو المتمثل في تطبيع العلاقات مع دول عربية منها السعودية.
(إعداد أيمن سعد مسلم ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)