💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

فرنسا تنشر 45 ألف شرطي بعد أعمال شغب احتجاجا على مقتل مراهق برصاص الشرطة

تم النشر 30/06/2023, 08:24
© Reuters. سيارة محترقة وآثار دمار أخرى ناجمة عن  اندلاع أعمال شغب واشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين في الساعات الأولى من يوم الجمعة في باريس احتج

من ليلي فورودي و شارلوت فان كامبنهاوت

باريس (رويترز) - قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان يوم الجمعة إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة مع نشر 45 ألف شرطي في الشوارع بعد أعمال شغب مستمرة منذ ثلاث ليال بسبب مقتل مراهق برصاص فرد شرطة في إشارة مرورية بإحدى ضواحي باريس التي تسكنها الطبقة العاملة.

وتسببت أعمال العنف، التي أُضرمت خلالها النيران في بعض المباني والسيارات بالإضافة إلى نهب بعض المحال، في وضع الرئيس إيمانويل ماكرون في أكبر أزمة خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018.

واندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورج وليل وباريس، حيث قُتل نائل م. (17 عاما)، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص الشرطة يوم الثلاثاء في ضاحية نانتير.

وأذكت وفاته، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة والمجتمعات الحضرية بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.

ووجه وزير الداخلية رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة قال فيها "الساعات المقبلة ستكون حاسمة وأنا أعلم أنه يمكنني الاعتماد على جهودكم المضنية"، وذلك في محاولة لوضع نهاية للاضطرابات.

وطلب دارمانان من السلطات المحلية وقف حركة جميع الحافلات والترام من الساعة التاسعة مساء (1900 بتوقيت جرينتش) في أنحاء البلاد وقال في وقت لاحق إن 45 ألفا من قوات الشرطة سينتشرون مساء يوم الجمعة في الشوارع.

وردا على سؤال في البرنامج الإخباري الرئيسي الذي بثته شبكة (تي.إف1) التلفزيونية مساء الجمعة عما إذا كان بإمكان الحكومة إعلان حالة الطوارئ، قال دارمانان "بكل بساطة، نحن لا نستبعد أي فرضية وسنرى بعد هذه الليلة ما سيختاره رئيس الجمهورية".

وانتشر نحو 40 ألفا من أفراد الشرطة في الشوارع ليل الخميس. وأصيب أكثر من 200 منهم. وقال دارمانان إن أكثر من 900 شخص اعتقلوا في أعقاب الاضطرابات التي اندلعت يوم الخميس، وأضاف أن متوسط ​​أعمارهم 17 عاما.

ورغم أن أسوأ أعمال العنف مقتصرة على ضواحي المدن حتى الآن، فإن أي علامة على انتشارها في مراكز أكبر ستمثل تصعيدا كبيرا.

وبدأت الشرطة الفرنسية إخلاء ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة باريس من المحتجين بعد أن بدأت فيها مظاهرة دون تخطيط مسبق.

وقال مسؤول محلي إن لصوصا نهبوا متاجر، أحدها لشركة أبل، في مدينة ستراسبورج يوم الجمعة.

وقال مصدر لرويترز إن العديد من المتاجر تعرضت للنهب في جميع أنحاء البلاد.

وقالت شرطة باريس إنه جرى اقتحام متجر لبيع الأحذية تابع لشركة نايكي في وسط باريس وإنها ألقت القبض على عدة أشخاص بعد تحطيم نوافذ متجر في شارع رو دي ريفولي.

وألغت السلطات بعض الفعاليات من بينها حفلتان موسيقيتان في ملعب فرنسا بضواحي العاصمة. ويقول منظمو سباق (تور دو فرانس) إنهم مستعدون للتعامل مع أي موقف عندما يدخل المتسابقون البلاد يوم الاثنين بعد انطلاق السباق في مدينة بلباو الإسبانية.

وحظرت السلطات تنظيم مظاهرات عامة كانت مقررة يوم الجمعة في مدينة مرسيليا جنوب البلاد، ثاني أكبر مدن فرنسا، وطلبت من المطاعم إغلاق ساحاتها الخارجية المخصصة لتناول الطعام مبكرا. وأضافت أن جميع وسائل النقل العام ستتوقف اعتبارا من الساعة السابعة مساء.

وقالت الشرطة إنها نشرت مجموعات صغيرة في المدينة واعتقلت 36 شخصا. وأصيب اثنان من أفراد الشرطة بجروح. وحلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة في سماء المدينة.

وغادر ماكرون قمة تابعة للاتحاد الأوروبي في بروكسل مبكرا حتى يتمكن من حضور ثاني اجتماع طارئ للحكومة خلال يومين.

وطلب ماكرون من منصات التواصل الاجتماعي إزالة لقطات الشغب "الأكثر حساسية" من صفحاتها وإبلاغ السلطات بهوية المستخدمين الذين يحضون على ارتكاب العنف.

والتقى دارمانان بممثلين عن شركات ميتا (NASDAQ:META) وتويتر وسناب شات وتيك توك. وقالت شركة سناب (NYSE:SNAP) شات إنها لا تتهاون مطلقا مع المحتوى الذي يحض على العنف.

وقال محمد جاكوبي، صديق أسرة الضحية والذي شاهد نائل وهو يكبر منذ أن كان طفلا، إن ما يؤجج حالة الغضب هذه هو الشعور بالظلم في الأحياء الفقيرة بعد أن مارست قوات الشرطة العنف ضد الأقليات العرقية، وكثيرون منهم ينحدرون من المستعمرات الفرنسية في السابق.

وقال "سئمنا، نحن فرنسيون أيضا. نحن ضد العنف ولسنا حثالة".

وينفي ماكرون وجود عنصرية ممنهجة داخل أجهزة إنفاذ القانون.

* بؤرة نانتير الساخنة

أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في حدائق بالمدن، وفي ترام بمدينة ليون بشرق البلاد، وفي 12 حافلة داخل مرأب في أوبيرفيلييه بشمال باريس.

وفي نانتير على مشارف العاصمة، أضرم محتجون النار في سيارات وأغلقوا الشوارع وألقوا مقذوفات على الشرطة بعد وقفة احتجاجية سلمية في وقت سابق لتأبين الشاب.

وقالت وزيرة الطاقة إن عددا من العاملين في إحدى شركات توزيع الكهرباء أصيبوا بالحجارة التي ألقيت عليهم خلال الاشتباكات.

وذكرت وزارة الداخلية أن مثيري الشغب هاجموا 79 قسم شرطة و119 مبنى حكوميا، من بينها 34 دار بلدية و28 مدرسة، ليل الخميس.

وانتاب القلق بعض السائحين، بينما عبر البعض الآخر عن تأييدهم للمتظاهرين.

وقال السائح الأمريكي إنزو سانتو دومينجو في باريس "العنصرية والدخول في مشكلات مع الشرطة والأقليات من القضايا المستمرة ومن المهم معالجتهما".

ونصحت بعض الحكومات الغربية مواطنيها في فرنسا بتوخي الحذر.

وشدد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أهمية أن تكون التجمعات سلمية. ودعا السلطات الفرنسية إلى ضمان أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقا لمبادئ عدم التمييز.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب "هذه فرصة للبلاد لتعالج بجدية المشكلات العميقة المتعلقة بالعنصرية والتمييز العنصري في إنفاذ القانون".

وخضع رجل الشرطة، الذي قال الادعاء العام إنه اعترف بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب القاصر، لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد وهو محبوس احتياطيا الآن.

© Reuters. أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون بينما تشتعل ألعاب نارية ضمن أعمال شغب واشتباكات مع متظاهرين في الساعات الأولى من يوم الجمعة في باريس احتجاجا على مقتل شاب صغير برصاص الشرطة . تصوير: جونسالو فوينتس - رويترز.

وقال محاميه لوران فرانك لينار لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية إن موكله صوب على ساق السائق لكنه ارتطم بشيء عندما أقلعت السيارة مما جعله يصوب النار على صدر الشاب. وأردف قائلا "بكل تأكيد أن (رجل الشرطة) لم يرغب في قتل السائق".

وأعادت الاضطرابات للأذهان أعمال الشغب التي وقعت في عام 2005 وهزت فرنسا لمدة ثلاثة أسابيع وأجبرت حينها الرئيس جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ بعد وفاة شابين صعقا بالكهرباء في محطة كهرباء فرعية أثناء اختبائهما من الشرطة.

(إعداد سها جادو ورحاب علاء ومحمد علي فرج ونهى زكريا ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير سها جادو وعلي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.