من ماهر نزيه وأمينة إسماعيل
بغداد (رويترز) - شارك آلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في احتجاج حاشد أمام السفارة السويدية في بغداد يوم الجمعة للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد أن أضرم رجل النار في مصحف أمام مسجد في ستوكهولم.
وحمل المحتجون صور الصدر ووالده، وهو أيضا رجل دين بارز، بالإضافة إلى الأعلام العراقية وهتفوا "نعم نعم للقرآن، مقتدي مقتدي".
وأضرم المحتجون النيران في أعلام كبيرة بألوان قوس قزح التي تمثل شعار مجتمع الميم بعد الوقوف عليها بينما كانت آيات من القرآن تتلى في الخلفية.
ولا صلة واضحة بين الهجوم ومجتمع الميم لكن الصدر حث أتباعه على حرق شعارهم حتى اليوم الثامن من شهر محرم.
وقال الصدر في بيان نشره على تويتر يوم الخميس "حرق علم مجتمع الميم هو أكثر ما يغيظهم.. ألا فخذوه وأحرقوه من كل حدب وصوب وليستمر ذلك بكثافة إلى الثامن من محرم الحرام والرجاء عدم التقصير في ذلك والله لا يضيع أخر المحسنين".
وشهدت محافظة ذي قار في جنوب العراق احتجاجا أضيق نطاقا.
وكان الصدر قد دعا في البيان أيضا "المؤمنين أعزهم الله بعزه التعبير عن رأيهم بخصوص حرق الكتب السماوية ولا سيما القرآن الكريم أمام المساجد أو السفارات وفي أعياد المسلمين وذلك من خلال تظاهرة حاشدة غاضبة ضد السفارة السويدية في العراق".
وحث أتباعه على المطالبة بطرد السفير السويدي وقطع العلاقات مع السويد.
وقال الصدر في بيان تلاه زعيم التيار الصدري في المسيرة يوم الجمعة "يا أيها الذين ينادون بالديمقراطية والحرية ويطالبون بحرية التعبير كونوا منصفين مع أنفسكم إن لم تكونوا منصفين مع الله تعالى أو مع الآخرين. فإن كنتم تدافعون عن الحريات وحقوق الإنسان فعليكم أن لا تكيلوا بمكيالين، فان كنتم تقولون إن حرق علم المجتمع الميمي يعتبر جريمة كراهية كبرى، كما سارعت أمريكا وأشباهها لقول ذلك فلماذا لا تعتبرون حرق القرآن جريمة كراهية كبرى؟!".
واتهمت الشرطة السويدية الرجل الذي أحرق المصحف بالتحريض ضد جماعة عرقية أو قومية. ووصف الرجل نفسه في مقابلة صحفية بأنه لاجئ عراقي يسعى لحظر القرآن.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير السويدي يوم الخميس وحثت الحكومة السويدية على تسليم الرجل حتى يمكن محاكمته وفقا للقانون العراقي.
ورفضت الشرطة السويدية طلبات كثيرة في الآونة الأخيرة لتنظيم احتجاجات مناهضة للقرآن، لكن المحاكم ألغت هذه القرارات، قائلة إنها تنتهك حرية التعبير.
وقالت الشرطة السويدية، في تصريحها عن مظاهرة الأربعاء، إنه بينما "قد يكون لها عواقب على السياسة الخارجية"، لكن المخاطر والعواقب الأمنية المرتبطة بحرق المصحف لم تكن من النوع الذي يستدعي رفض الطلب.
وأصدرت حكومات دول إسلامية كثيرة، منها تركيا والإمارات والأردن والمغرب، احتجاجات على الحادث. كما استنكرته الولايات المتحدة لكنها أضافت أن إجازة الاحتجاج دعم لحرية التعبير ولا تمثل تأييدا لما حدث فيه.
وقال محتج يدعى سيد علي "نحن المسلمون نؤمن أن القران والإنجيل والتوراة والزبور كتب سماوية خط أحمر... (لكنهم) قاموا بفعل حرق القران".
وأضاف "نطلب من هذه الحكومة العراقية سحب السفير العراقي وإغلاق السفارة وطرد السفير السويدي.. ونحن نتنكر ونشجب هذا الفعل الجبان".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية- علي خفاجي)