💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بلدة تركية تفضل "هدوء" الدولة الإسلامية على ضجيج الحرب السورية

تم النشر 23/10/2014, 14:55
بلدة تركية تفضل "هدوء" الدولة الإسلامية على ضجيج الحرب السورية

من حميرة باموق

اقجة قلعة (تركيا) (رويترز) - يشعر سكان بلدة حدودية تركية قريبة من مدينة كوباني السورية المضطربة بالامتنان لهدوء يقولون إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية جلبوه معهم عندما سيطروا على أراض سورية مجاورة.

وكانت شهور من الاقتتال العام الماضي فيما بين جماعات إسلامية والجيش السوري الحر الذي يحارب للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قد جعلت سكان بلدة اقجة قلعة التركية في حالة قلق بسبب دوي الانفجارات اليومية وقذائف المورتر.

لكن الحياة صارت أسهل في البلدة الواقعة بجنوب شرق تركيا منذ أن سيطر التنظيم المتشدد على الحدود عند بلدة تل أبيض في يناير كانون الثاني. ويقول السكان إن المقاتلين جيران أفضل لكنهم لا يتعاطفون مع قضيتهم.

وقال صاحب متجر يدعى مصطفى كيماز (35 عاما) وهو يشير باتجاه البوابة الحدودية "لم يعد هناك اطلاق نار ولا فوضى. أعلم أن هذا سيبدو غريبا لكنني أفضل وجود الدولة الإسلامية على الحدود مقارنة بالجيش السوري الحر."

وعلى بعد 65 كيلومترا باتجاه الغرب عبر الحدود التركية السورية تقصف الطائرات الأمريكية مواقع الدولة الإسلامية حول كوباني لمساعدة الأكراد على الدفاع عن مدينتهم في مواجهة هجوم بدأه التنظيم قبل أكثر من شهر. وتسقط الرصاصات والقذائف الطائشة على الأراضي التركية.

وبعدما عانى سكان اقجة قلعة من الخوف وضوضاء الاشتباكات عبر الحدود العام الماضي أصبحوا يشعرون بالسرور لأن انتصار الدولة الإسلامية وضع حدا للقتال.

وقال اسماعيل بالاكان (28 عاما) من وسط البلدة "ربما كان أهالي هذه البلدة يتعاطفون بعض الشيء مع الدولة الإسلامية من قبل لأنهم كانوا يقاتلون الأسد فيما يبدو لكنهم الآن يحاولون قتل الأكراد فلم نعد نتعاطف معهم."

لكن السكان يقولون إنهم ليسوا قلقين لقرب مقاتلي الدولة الإسلامية منهم حيث لا يفصل بين التنظيم وتركيا سوى نصف كيلومتر فقط من الأراضي المحرمة وخط قديم للسكك الحديدية وسياج من الأسلاك الشائكة.

وقال ياسين شقيق اسماعيل "لقد عم السلام منذ أن سيطرت (الدولة الإسلامية) على الجانب الآخر من الحدود."

* حدود مضطربة

يقول محليون إن الأنشطة غير القانونية عبر الحدود توقفت أيضا منذ أن بسطت الدولة الإسلامية سيطرتها.

وقال ياسين "اعتاد الجيش السوري الحر الاستيلاء على شاحنات المساعدات ثم بيع البضائع مرة أخرى للتجار الأتراك.. إنهم محتالون كبار."

لكن رغم تشديد اجراءات ضبط الحدود التركية لا يزال بإمكان السوريين عبور الحدود بصورة قانونية لدخول أراض تسيطر عليها الدولة الإسلامية كما لا يزال انتقال الأشخاص بصورة غير مشروعة مستمرا وسط أشجار الزيتون والمزارع الممتدة على جانبي الحدود.

وتواجه تركيا ضغوطا متزايدة من شركاء غربيين للتحكم بصورة أفضل في حدودها الممتدة لمسافة 900 كيلومتر مع سوريا والتي أصبحت نقطة عبور رئيسية لأوروبيين في طريقهم للانضمام إلى جماعات متشددة تحارب في الشرق الأوسط.

وتقر الحكومة التركية بوجود تحديات في مراقبة الحركة على طول الحدود.

وما زال بعض سكان اقجة قلعة ممن يحملون وثائق هوية سورية يزورون أقاربهم على الجانب الآخر من الحدود. وتوفر اقجة قلعة طريقا مباشرا إلى أراضي الدولة الإسلامية وهناك مخاوف من تفاقم الوضع الأمني في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بسبب هذا القرب من التنظيم المتشدد بينما تكافح أنقرة لضبط حدودها المضطربة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مقاتلين يشتبه بأنهم من تنظيم الدولة الإسلامية عبروا الحدود إلى تركيا الأسبوع الماضي قرب اقجة قلعة في إطار محاولة جريئة فاشلة لخطف قائد كردي كبير.

وقال ياسين بالاكان إنه يتعاطف مع الأكراد في كوباني لكن العدو الحقيقي بالنسبة له هو الأسد وليس الدولة الإسلامية.

وأضاف "استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية وقتل مئات الآلاف من الناس ولم يحرك أحد ساكنا."

وساعدت غارات جوية تقودها الولايات المتحدة في وقف تقدم الاسلاميين المتشددين ووافقت تركيا على السماح لمقاتلين أكراد عراقيين بالانضمام للقتال لكن مصير كوباني ما زال مجهولا.

وفي اقجة قلعة لا يشعر السكان بالخوف لكنهم يهتمون بفتح البوابة الحدودية لأغراض التجارة وليس فقط لعبور الأشخاص حتى يتمكنون من بيع بضائعهم لجيرانهم الجدد في سوريا.

وقال مصطفى توران (32 عاما) ويملك مقهى محليا "التجارة عبر الحدود هي مصدر رزقنا. اغلاق هذه البوابة ضربة كبيرة لنا. أحث السلطات على إعادة فتحها."

وقال تاجر محلي آخر طلب عدم نشر اسمه إنه لن يمانع في التجارة مع الدولة الإسلامية.

وتابع "لم نر منهم أي ضرر فلم لا؟ يجب أن أكسب عيشي وأطعم عائلتي. كما أن لي أصدقاء في الرقة وتل أبيض ويقولون لي إن الحياة تحت حكم (الدولة الإسلامية) جيدة طالما التزمت بقواعدها."

ولا يتفق كل سكان اقجة قلعة مع هذا الرأي.

ويقول محمد دنلي الذي يملك متجرا للبقالة وهو من السكان الأكراد في البلدة "لا أحبذ الجيش السوري الحر ولا الدولة الإسلامية. لا يوجد شر أهون من الآخر هنا."

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.