من طارق عمارة محمد العرقوبي
تونس (رويترز) - قال متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية ان قوات الامن قتلت يوم الجمعة ستة أشخاص من بينهم خمس نساء اثناء تبادل لاطلاق النار مع مسلحين اسلاميين اثر مداهمة بيت يحتمون به في ضاحية بالعاصمة تونس قبل يومين من الانتخابات البرلمانية.
ومنذ يوم الخميس يحتمي مسلحان على الأقل معهم خمس نساء وطفلان في بيت بضاحية وادي الليل. وخلال اشتباك دار امس قتل رجل أمن برصاص مسلحين من داخل البيت.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي ان إحدى النساء صوبت خلال المداهمة الرصاص باتجاه الشرطة.
وتحدث العروي عن نجاة الطفلين من القتل خلال مداهمة انتهت وسط تصفيق الاهالي وتردديهم النشيد الوطني.
وأضاف ان القوات الخاصة التي نفذت العملية اعتقلت مسلحا اخر وامرأة ضمن هذه المجموعة.
وتكافح تونس لإخضاع متشددين إسلاميين وجهاديين يعارضون الانتقال إلى الديمقراطية في أعقاب الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عام 2011 ويتخذ الجيش إجراءات صارمة ضد المتشددين قبل الانتخابات.
والأمن والتنمية الاقتصادية شاغلان رئيسيان للناخبين التونسيين الذين يأملون أن تعزز الانتخابات انتقال البلاد إلى الديمقراطية بعد عام من النزاعات السياسية التي أدت إلى تعثر عملية الانتقال.
وقال مسؤولون إن تونس أغلقت اليوم أيضا المعابر الحدودية مع ليبيا أمام معظم حركة المرور كإجراء أمني خلال الانتخابات. وفيما تبذل ليبيا جهدا للسيطرة على متشددين وفصائل مسلحة تشعر دول مجاورة مثل تونس بالقلق من امتداد الاضطرابات إليها.
وقال العروي إن قوات الأمن اعتقلت اثنين يشتبه بأنهم متشددان لهما صلات مع المجموعة الموجودة في وادي الليل.
وفي مؤتمر صحفي أعقب العملية قال العروي ان "المجموعة الارهابية التي قتلت في وادي الليل كان تنوي تنفيذ هجمات في جهتي قبلي وتوزر وهي مناطق يرتادها سياح في هذه الفترة التي تنعتش فيها السياحة الصحراوية.
وأضاف ان هذه المجموعة تعمل على تسفير شبان لمناطق متوترة في العالم من بينها ليبيا وسوريا.
وكشف ان النساء اللاتي قتلن يوم الجمعة في مواجهة مع الامن كن يعتزمن السفر لسوريا دون ان يقدم المزيد من التفاصيل
وفي وقت سابق هذا الشهر اعتقلت قوات الأمن مجموعة من المتشددين الإسلامين بينهم امرأتان وقالت إنهم كانوا يخططون لشن هجمات في العاصمة قبل الانتخابات.
ومنذ ثورة 2011 تقدمت تونس نحو الديمقراطية الكاملة على عكس دول الربيع العربي الأخرى. لكن البلاد تكافح أيضا لكبح الإسلاميين المتشددين والجهاديين.
ومن بين الجماعات المتشددة التي تنشط هناك حركة أنصار الشريعة التي تقول الولايات المتحدة إنها منظمة إرهابية وتتهمها بتنفيذ هجوم على السفارة الأمريكية في تونس عام 2012.
وقال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة مؤخرا لرويترز إن تونس اعتقلت نحو 1500 جهادي مشتبه بهم بينهم مئات شاركوا في الحرب الأهلية في سوريا وقد يشكلون خطرا على تونس.
(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس - تحرير سها جادو)