💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الإسلام السياسي يسعى لدور أكبر في تونس الجديدة عبر الانتخابات

تم النشر 24/10/2014, 21:30
© Reuters الإسلام السياسي يسعى لدور أكبر في تونس الجديدة عبر الانتخابات

من طارق عمارة

صفاقس (تونس) (رويترز) - من خلف نقابها الذي يغطي وجهها بالكامل باستثناء عينيها تحاول الناشطة فادية أن تقنع المارة في شارع مكتظ بمدينة صفاقس التونسية بأن يصوتوا لها في الانتخابات البرلمانية يوم الأحد المقبل في صورة تظهر سعي الإسلام السياسي لتدعيم حضوره في المرحلة المقبلة.

ومنذ انتفاضة 2011 يرفض كثير من الإسلاميين المحافظين مثل فادية المكور المشاركة في الانتخابات والنهضة هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي شارك في أول انتخابات وفاز بها قبل ثلاث سنوات وسط جدل واسع حول دور الإسلام في السياسة.

ومع مصادقة المجلس التأسيسي في تونس مطلع هذا العام على دستور تقدمي جديد تنافس أيضا الاحزاب الإسلامية المعتدلة والمحافظة لحجز مقاعد في البرلمان المقبل الذي سيعين حكومة جديدة عقب الانتخابات.

ويوم الأحد المقبل سيصوت ملايين التونسيين في ثاني انتخابات برلمانية حرة منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي احتجاجا على الفساد وتفشي البطالة. والسباق على 217 مقعدا في البرلمان المقبل سيضم عشرات الاحزاب العلمانية والإسلامية.

ومن المتوقع على نطاق واسع ان تفوز حركة النهضة الإسلامية ومنافسها العلماني نداء تونس في الانتخابات البرلمانية التي تجري الأحد المقبل. لكن هذه الانتخابات تشهد أيضا مشاركة أول حزب سلفي وهو حزب الاصلاح بقائمة اطلق عليها اسم الشعب يريد.

وتقول فادية المكور وهي شابة متنقبة ترشحت للانتخابات البرلمانية عن جبهة الاصلاح في مدينة صفاقس إن اولويتها ستكون التصدي للفساد المستشري ونشر قيم الدين الإسلامي.

وتقول فادية لرويترز اثناء حملة (باب باب) لاقناع المواطنين بالتصويت لحزبها "اليوم يجب ان يقتنع الناس ان الجميع يمكن ان يساهم في خدمة البلاد منقبة او محجبة او سافرة... الإسلام السياسي يمكن ان يلعب دورا في مساعدة الشباب في إيجاد فرص العمل ومكافحة الفساد."

ومنذ انتفاضتها ينظر إلى الانتقال السياسي الهش احيانا في تونس على انه نموذج للتوافق في المنطقة المضطربة. وحظي الدستور الجديد باشادة لاعترافه بأن تونس الإسلام دينها ولكن أيضا لضمان التسامح الديني وقيم الحداثة.

وبينما هيمن الاستقطاب العنيف حول مسؤولي النظام السابق ودور الإسلام في السياسة في بعض بلدان الربيع العربي مثل ليبيا ومصر فإن هذه النقاشات كثيرا ما انتهت بتوافقات بين الفرقاء السياسين في تونس.

وعلى عكس حركة النهضة فإن إسلاميي جبهة الاصلاح مثلا يريدون دورا أكبرا للإسلام في مستقبل تونس لكنهم يقولون إنهم يقبلون بقواعد اللعبة الديمقراطية ويريدون أن تكون لهم كلمة في البرلمان المقبل.

واثناء حملتها يخرج حلاق من محله ويسأل المنقبة فادية المكور "كيف يمكن ان تقنع التونسي من وراء هذا الجدار في البرلمان؟" لكن رد فادية كان سريعا واخبرته انه لديها من الافكار ما يكفي لاقناع كل التونسيين وانه يتعين التركيز على جوهر الفكر وليس على المظاهر فحسب"

وتضيف "نحن نريد ان نروج للإسلام الصحيح ولقيمه ولكننا سنقبل التعايش مع كل التونسيين باختلافهم ونحترم حق الآخرين في لباس ما يريدون لأن الإسلام دين حرية ولا اكراه."

*معادلة صعبة

ومع ذلك فلا يبدو الأمر قد حل تماما في تونس لأن المعسكر العلماني يخشى من أن الإسلاميين قد يهددون قيم الحداثة والتقدم في تونس التي ظلت قلعة من قلاع العلمانية في العالم العربي لعقود.

ويقول الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس ابرز حزب علماني إن الإسلام السياسي ليس ديمقراطيا ويريد فرض الشريعة وجعل المرأة مكملا للرجل وليست شريكة له.

وأضاف "تونس تريد ان تتقدم للامام وتنظر للمستقبل لا ان تعود للوراء."

وترفض حركة النهضة هذا الخطاب وتعتبر انه يقسم التونسيين في وقت يتعين فيه توحد كل التونسيين.

وقال راشد الغنوشي زعيم النهضة "هناك متشددون استعملوا السلاح والدولة ردت عليهم بالسلاح ولكن هناك آخرين تجمعوا في احزاب قانونية ويجب مقارعتهم بالافكار لنزع التشدد."

ويقول لطفي زيتون وهو قيادي بارز في حركة النهضة "نحن نعتبر ان الدستور الجديد انهى الجدل بشأن الهوية... يجب أن نتجه مباشرة للنقاشات حول الأمن والاقتصاد مثل أي ديمقراطية أخرى."

ويقول إسلام غربال مدير الحملة الانتخابية لحزب جبهة الاصلاح إن الإسلام السياسي أصبح يفرض نفسه وإن الإسلاميين شركاء في بناء الوطن مع العلمانيين مهما اختلفت الافكار والآراء.

ويضيف لرويترز "سنحجز عديدا من المقاعد في البرلمان المقبل ولكننا سنسير بثباب كي يكون للإسلام كلمته في إدارة شؤون الناس في الاقتصاد والحياة اليومية للناس."

ويبدو تكيف الإسلام السياسي في المشهد السياسي في تونس مخالفا لمصر بعدما اطاح الجيش بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي العام الماضي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وفي ليبيا الحزب الإسلامي هو طرف في نزاع مسلح بسبب دور المسؤولين السابقين وبسبب نزاعات قبلية.

لكن تونس الآن تبدو امام معادلة حرجة بينما تقود الحكومة حملة مكثفة ضد المقاتلين الإسلاميين الذي يشكلون نواة أساسية للمتشددين الذي يقاتلون في سوريا.

© Reuters. الإسلام السياسي يسعى لدور أكبر في تونس الجديدة عبر الانتخابات

ويوم الجمعة أفضت مداهمة لبيت إلى مواجهات بين الشرطة ومقاتلين إسلاميين انتهت بقتل ستة مسلحين من بينهم خمسة نساء.

(إعداد طارق عمارة للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.