💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

روسيا تنسحب من اتفاق الحبوب والأمم المتحدة تقول القرار "ضربة للمحتاجين"

تم النشر 17/07/2023, 09:36
© Reuters. سيرجي أكسيونوف حاكم شبه جزيرة القرم خلال اجتماع في مدينة سيفاستوبول بصورة من أرشيف رويترز,
USD/TRY
-
DX
-

كييف (رويترز) - أوقفت روسيا يوم الاثنين مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يثير شعورا بالخوف في الدول الفقيرة، حيث يخشى السكان من عدم القدرة على شراء الطعام بسبب ارتفاع الأسعار.

وقبلها بساعات، أعلنت موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم بطائرات مسيرة. ولقي زوجان حتفهما وأصيبت ابنتهما فيما وصفته روسيا بهجوم إرهابي على الجسر الذي يعد شريانا رئيسيا للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.

وقال الكرملين إن وقف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للتصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو روسيا لجارتها لا علاقة له بالهجوم على الجسر.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود اليوم".

وأضاف "للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الأسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن انسحاب روسيا يعني إنهاء الاتفاق ذي الصلة لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وأضاف للصحفيين "قرار روسيا الاتحادية اليوم سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".

وقالت روسيا إنها ستبحث إمكان العودة إلى الاتفاق إذا رأت "نتائج ملموسة" بشأن مطالبها لكنها ستلغى في الوقت نفسه ضماناتها لسلامة الملاحة.

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن تعليق روسيا للاتفاق "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قرار روسيا وقف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "غير عقلاني" ودعا إلى إعادة العمل بالاتفاق بأسرع ما يمكن.

* أسعار الغذاء العالمية

أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في العالم وأي انقطاع في صادراتها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الدول الأشد فقرا.

قال شاشوات ساراف مدير الطوارئ في شرق أفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية إن التداعيات ستكون كبيرة في الصومال وإثيوبيا وكينيا حيث تواجه منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

وفي اليمن، قال مسؤول بالحكومة المعترف بها دوليا إنه لا تأثيرات على البلاد من القرار الروسي.

وأضاف أبو بكر باعبيد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية لرويترز "قرار روسيا بخصوص القمح لا أعتقد سيؤثر على اليمن وذلك لأن التجار والمستوردين بعد الأزمة الماضية فتحوا علاقات مع دول أخرى مصدرة للقمح مثل البرازيل والهند وفرنسا وأستراليا".

وأشار إلى أن اليمن لم يعد معتمدا على القمح الروسي والأوكراني مثلما كان في السابق .

أما حليمة حسين، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في مخيم مكتظ بالنازحين في العاصمة الصومالية مقديشو، فقالت "لا أعرف كيف سنبقى على قيد الحياة".

وأثار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي احتمال استئناف صادرات الحبوب دون مشاركة روسيا إذ قال إن كييف ستسعى للحصول على دعم تركيا للالتفاف بفاعلية على الحصار الذي كانت قد فرضته روسيا بحكم الأمر الواقع العام الماضي.

ونقل سيرهي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي يوم الاثنين عن الرئيس قوله "لسنا خائفين... تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".

* انفجار على الجسر

يمكن أن يكون للانفجار الذي وقع على الجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم تأثير مباشر على قدرة موسكو على إمداد قواتها في جنوب أوكرانيا.

ويكشف الهجوم عن ضعف البنية التحتية الروسية في البحر الأسود أمام عتاد مثل الطائرات المسيرة المحمولة بحرا والزوارق الصغيرة السريعة التي يتم التحكم فيها عن بعد وتكون محملة بأجهزة ومتفجرات.

وأظهرت صور سقوط جزء من طريق الجسر وتوقف حركة المرور في كلا الاتجاهين رغم أن جسرا موازيا للسكك الحديدية لا يزال يعمل.

وتحدثت تقارير عن انفجارات قبل الفجر على الجسر الذي يضم طريقا للمركبات وخطا للسكك الحديدية يبلغ طوله 19 كيلومترا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014.

وقال بوتين للمسؤولين إن أعمال الإصلاح يجب أن تبدأ بسرعة وإن روسيا سترد على هذا الهجوم "الأحمق".

ولم يصدر عن كييف رواية رسمية عن الانفجارات لكن وسائل إعلام أوكرانية نقلت عن مسؤولين لم تحدد هويتهم قولهم إن جهاز الأمن الأوكراني يقف وراءها. وألمح المتحدث باسم إدارة أمن الدولة أرتيم ديختيارنكو مجازا لفكرة أن الوكالة ستكشف تفاصيل الانفجار بعد فوز أوكرانيا بالحرب، دون أن يعلن مباشرة مسؤوليتها.

وتقول أوكرانيا إن الجسر غير قانوني واستخدام روسيا له في الإمدادات العسكرية يجعله هدفا مشروعا. وتعرض الجسر لانفجار هائل وحريق في أكتوبر تشرين الأول.

ولاقى اتفاق الحبوب ترحيبا عندما تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا العام الماضي وقيل إنه سيمنع وقوع حالة طوارئ غذائية عالمية.

وشهدت أسعار السلع الغذائية العالمية يوم الاثنين زيادة محدودة، مما يشير إلى أن التجار لا يتوقعون حتى الآن وقوع أزمة إمدادات حادة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي توسط في إبرام اتفاق الحبوب، في وقت سابق من يوم الاثنين إنه ما زال يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استمراره.

وتقول دول غربية إن روسيا تحاول استخدام نفوذها فيما يتعلق باتفاق الحبوب بهدف إضعاف العقوبات المالية التي لا تنطبق على الصادرات الزراعية الروسية.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تعليق روسيا للاتفاقية بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

وأعلنت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديم مساعدات إنسانية بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار خلال زيارة لأوكرانيا حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو 17 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات بعد الغزو الروسي.

وقالت الشرطة إن قصفا روسيا أدى لمقتل شخصين وإصابة 10 في بلدة بيلوبيليا في منطقة سومي بشمال أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا يوم الاثنين.

* ’دون موافقة روسيا’

وافقت روسيا ثلاث مرات العام الماضي على تمديد اتفاق البحر الأسود، لكنها هددت مرارا بالانسحاب منه وعلقت لفترة وجيزة مشاركتها في نهاية أكتوبر تشرين الأول ردا على هجوم بطائرة مسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم. وعلى مدى أيام، ظلت الصادرات تمر عبر البحر الأسود دون مشاركة موسكو بعد اتفاق أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة على ذلك.

وقال دينيس مارشوك نائب رئيس المجلس الزراعي الأوكراني، المنظمة الزراعية الرئيسية في أوكرانيا، إن الصادرات المنقولة بحرا ربما يتم استئنافها مرة أخرى دون موافقة روسية.

وأضاف لرويترز "إذا كانت هناك ضمانات سلامة من شركائنا فلماذا لا يستمر اتفاق الحبوب دون مشاركة روسيا؟".

وأي استئناف من هذا القبيل دون مباركة روسيا سيعتمد على الأرجح على شركات التأمين. وقالت مصادر بالقطاع لرويترز إنها تدرس ما إذا كانت ستجمد تغطيتها.

وقال مصدر في قطاع التأمين "السؤال (الرئيسي) هو ما إذا كانت روسيا تزرع ألغاما في المنطقة وهو ما سيوقف فعليا أي شكل من أشكال التغطية المقدمة".

© Reuters. سفن تجارية يحمل بعضها الحبوب في إطار اتفاق تصدير من موانئ البحر الأسود في انتظار عبور البسفور قبالة ساحل إسطنبول التركية في 31 أكتوبر تشرين الأول 2022. تصوير أوميت بكطاش- رويترز.

وتغير ميزان القوة البحرية منذ أن فرضت روسيا حصارها في الأشهر الأولى من الحرب. وتمكنت كييف، رغم عدم امتلاكها أسطولا مماثلا، من إغراق أكبر سفينة روسية واستعادة السيطرة على جزيرة الثعبان المطلة على ممرات الشحن واستهداف أسطول البحر الأسود الروسي في الميناء بطائرات مسيرة.

ويأتي أحدث انفجار على الجسر الروسي المؤدي لشبه جزيرة القرم بعد ضربات أوكرانية على مدى أشهر على خطوط الإمداد الروسية فيما تواصل كييف هجوما مضادا لطرد القوات الروسية من أراضيها.

(شارك في التغطية من اليمن ريام محمد مخشف- إعداد نهى زكريا ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين وعلي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.