من دان وليامز
تل أبيب (رويترز) - تصاعدت وتيرة الاحتجاجات المعارضة للتعديلات القضائية المقترحة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء مع انتشار المظاهرات في أنحاء إسرائيل، وقال جنرال متقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي إن 161 ضابط احتياط بسلاح الجو تعهدوا بعدم الذهاب إلى عملهم.
وقال الجنرال عساف أجمون لرويترز إن الضباط الذين تتراوح رتبهم بين ميجور وبريجادير أخطروا الجيش بقرارهم خلال الأيام الثلاثة الماضية وسينشرون يوم الأربعاء بيانا مشتركا مع حذف الأسماء.
وأشعل مسعى ائتلاف نتنياهو القومي الديني لتعديل النظام القضائي والحد من صلاحيات المحكمة العليا احتجاجات غير مسبوقة، وأضر بالاقتصاد وأثار القلق بشأن سلامة ديمقراطية إسرائيل بين حلفائها الغربيين.
وهدد بعض جنود الاحتياط بعدم الاستجابة لأوامر الاستدعاء في إطار الاحتجاج.
وسبب ذلك صدمة في دولة لطالما كان فيها الجيش، الذي يعتمد على قوات الاحتياط في زمن الحرب ويستلزم ذلك خضوعها لتدريبات منتظمة، مسألة لا تخضع للسياسة يلتف حولها الجميع.
وقال أجمون (75 عاما) وهو أحد منظمي الاحتجاج "هذا هو الاحتجاج العسكري الأكثر تأثيرا حتى الآن وضربة قوية لجاهزية القوات الجوية".
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الرد على طلب للتأكيد.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من هويات الضباط البالغ عددهم 161 أو تقييم تأثير مثل هذا الإضراب على الجاهزية العسكري نظرا لأن أعداد القوات الجوية سرية.
وقال أجمون إن ضباط الاحتياط المحتجين يديرون عمليات القوات الجوية من مقر القيادة. وأضاف أن بعضهم طيارون أو ملاحون. ويشارك ضباط الاحتياط بالقوات الجوية في العمليات القتالية بانتظام.
ومع خروج المتظاهرين إلى الشوارع، دعا وزير الدفاع يوآف جالانت إلى وحدة الصف. وقال في كلمة ألقاها في مراسم تأبين "لا يمكننا العيش في هذه الأرض بدون الجيش الإسرائيلي".
*الآلاف يحتجون في أنحاء إسرائيل
احتشد الآلاف منذ الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء في أنحاء إسرائيل، ولوح كثيرون منهم بالأعلام الإسرائيلية. وأغلق المحتجون ما لا يقل عن ستة طرق سريعة ونظموا احتجاجات في محطات قطار رئيسية في ساعة الذروة بعد الظهر، ودخلوا بورصة تل أبيب ملقين بأوراق نقدية غير حقيقية في إشارة للفساد.
وانتشر خيالة الشرطة واستخدموا خراطيم المياه لتفريق بعض المحتجين الذين أغلقوا الطرق أثناء الليل. وقالت الشرطة إنها احتجزت 45 شخصا على الأقل.
ومع حصول رئيس الوزراء على أغلبية مريحة في الكنيست، يأمل المعارضون أن تساعد موجة جديدة من الاحتجاجات في وأد التشريع قبل التصويت النهائي عليه الأسبوع المقبل.
عزمت الحكومة الائتلافية على طرح مشروع القانون في الجلسة التي تنعقد بكامل الأعضاء يوم الأحد للتصويت النهائي عليه قبل عطلة 30 يوليو تموز.
ودافع نتنياهو عن التعديلات المقترحة، متعهدا بالحفاظ على "إسرائيل دولة قومية يهودية وديمقراطية، حرة وليبرالية، تتمتع بحكم الأغلبية المقدس إلى جانب الحقوق المدنية".
وقال في خطاب بالقدس إن حكومته تتصرف بطريقة مسؤولة ومدروسة، ولا تدخر وسعا في التوصل إلى اتفاق واسع النطاق، لاستعادة التوازن بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية.
(إعداد محمد حرفوش ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)