من دان وليامز
القدس (رويترز) - قال وزير في الحكومة الإسرائيلية يوم الأربعاء إن الحكومة قد تعيد التفكير في مساعيها المثيرة للانقسام لإجراء تعديلات قضائية إذا حدث تصعيد كبير في الاحتجاجات، في مؤشر يمكن اعتباره دليلا على المرونة في وقت تحاول فيه واشنطن رأب الصدع وتوحيد الصف مع حليفتها.
ومن المقرر أن يجري البرلمان الإسرائيلي تصويتا نهائيا يومي الأحد والاثنين المقبلين على تعديل مثير للخلاف والجدل من شأنه أن يحد من سلطات المحكمة العليا. وتصاعدت الاحتجاجات بما في ذلك رفض بعض جنود الاحتياط في القوات الجوية الحضور لأداء الخدمة، وهو ما قد يلحق الضرر بأمن إسرائيل مع سخونة الجبهتين الفلسطينية واللبنانية.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية يوم الاثنين أن مشروع القانون سيجتاز إجراءات المصادقة كما هو مخطط له، لكنه سيسعى إلى تحقيق "إجماع واسع" على أي إصلاحات أخرى.
وقدم وزير الثقافة المقرب من نتنياهو، ميكي زوهار، اعترافا نادرا بتأثير المظاهرات المستمرة منذ ستة أشهر، والتي تصاعدت في مارس آذار بعد أن أقال نتنياهو وزير الدفاع الإسرائيلي عندما عبر صراحة عن قلقه من تأثير هذه الأحداث على الجيش.
وتراجع نتنياهو عن عزل يوآف جالانت وعلق التشريع لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات تسوية مع المعارضة. ثم أعلن عدم جدوى خطوة التعليق في الشهر الماضي، وأعاد إحياء مشروع القانون الذي يحد من سلطات المحكمة العليا في إبطال بعض قرارات الحكومة.
وقال زوهار لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "إذا وصلت المظاهرات إلى المستوى الذي بلغته في (ليلة جالانت)، فسنفهم أن الأمور قد انفلتت من عقالها".
ومع ذلك من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل أم لا.
ويقول مؤيدو التعديلات إن المحكمة العليا أصبحت شديدة التدخل وإن التغيير سيسهل الحوكمة الفعالة.
ويرى المعارضون أن التعديلات ستضعف المحكمة العليا التي تلعب دورا حاسما في حماية الحقوق والحريات المدنية في بلد لا يوجد فيه دستور وبرلمانه من مجلس واحد تهيمن عليه الحكومة.
وتتزايد الانتقادات على خلفية محاكمة نتنياهو بتهم فساد ينفي ارتكابها.
وشارك مئات الآلاف في الاحتجاجات بعد عزل جالانت، حسبما أفاد منظمون. وأصبحت الاحتجاجات أكثر تشتتا وأقل حجما مع بداية فصل الصيف الحار، حيث تسببت في اضطراب حركة المرور على الطرق السريعة وحدثت مواجهات مع الشرطة في مطار بن جوريون ومحطات السكك الحديدية.
ويعتقد المنظمون أن المشاركة المتزايدة من جنود الاحتياط يمكن أن تغير قواعد اللعبة. ويعتمد الجيش على الاحتياط في بعض المهام القتالية ويتطلب منهم التدريب بانتظام.
ونشرت (إسرائيل هيوم) وهي أكبر صحيفة إسرائيلية من حيث التوزيع على صدر صفحتها الأولى عنوانا يصف انسحاب 161 من ضباط الاحتياط بسلاح الجو بأنه "خط أحمر"، وقال جنود احتياط آخرون إنهم سينضمون إليهم بشكل معلن يوم الأربعاء عبر التوقيع على إعلان إنهاء الخدمة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.
(شارك في التغطية آري رابينوفيتش - إعداد أيمن سعد مسلم وسلمى نجم ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)