من عزيز اليعقوبي ومحمد الغباري
الرياض (رويترز) - أعلنت السعودية يوم الثلاثاء عن تقديم دعم اقتصادي جديد لليمن حجمه 1.2 مليار دولار لتغطية عجز الموازنة ودعم المرتبات والأجور ونفقات تشغيل المؤسسات والهيئات الحكومية الخدمية، ولضمان تحقيق الأمن الغذائي.
وقالت وكالة الانباء السعودية(واس) إن هذا الدعم يأتي" بتوجيهات وحرص من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد، انطلاقا من أواصر الأخوة والروابط المتينة بين البلدين، واستجابة لطلب حكومة الجمهورية اليمنية لمساعدتها في معالجة عجز الموازنة، ودعما لمجلس القيادة الرئاسي... وكذا امتدادا للاتفاقية الموقعة بين حكومة المملكة واليمن في مجال أعمال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن داخل الجمهورية اليمنية".
وقال وزير المالية اليمني سالم بن بريك الذي وقع الاتفاق الى جانب السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، بأن اليومين المقبلين سيشهدان تقديم الدفعة الأولى من الدعم بمبلغ 250 مليون دولار، لتسديد فاتورة مرتبات لموظفي الدولة، ودفع التزامات الميزانية الحتمية والأمن الغذائي، واستيراد المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء.
من جانبه قال السفير السعودي، إن الدعم سيخصص لمساعدة الحكومة اليمنية في معالجة عجز الموازنة ودفع الاجور والمرتبات، ودعم استقرار الريال اليمني وتمكين البنك المركزي من توفير العملة الصعبة للواردات الغذائية الأساسية وتوفير المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء وتعزيز الأمن، وإيقاف فرص العودة إلى النزاع بين الأطراف اليمنية وتشجيعها على الجلوس إلى طاولة الحوار، والتوصل لحل سياسي شامل.
وتوقف القتال إلى حد بعيد مع الحوثيين المتحالفين مع إيران في شمال اليمن خلال العام الماضي، لكن الحكومة المدعومة من السعودية المتمركزة في عدن تعاني بسبب تراجع قيمة العملة وارتفاع الأسعار.
وتدهور الوضع في عدن وجنوب اليمن على وجه الخصوص منذ أن استهدفت عدة هجمات بطائرات مسيرة تابعة للحوثيين ناقلات النفط في محطات النفط الجنوبية، مما حال دون تصدير الحكومة للخام من هناك.
ويُنظر إلى حرب اليمن على أنها واحدة من عدة صراعات بالوكالة بين إيران والسعودية، اللتين اتفقتا على إعادة العلاقات في وقت سابق من هذا العام.
وأطاح الحوثيون بالحكومة المدعومة من السعودية من صنعاء في أواخر عام 2014، ويسيطرون بحكم الأمر الواقع على شمال اليمن. ويقول الحوثيون إنهم يقاومون نظاما فاسدا وعدوانا أجنبيا.
ويخوض الحوثيون قتالا ضد التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ عام 2015 في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وجعل 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات.
وفي أبريل نيسان، أجرى مسؤولون سعوديون وعمانيون محادثات سلام مع الحوثيين إذ تسعى الرياض إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار من أجل إنهاء مشاركتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد.
وتعثرت المحادثات بسبب آلية دفع رواتب الموظفين العموميين من عوائد النفط وجهود إعادة البناء والجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وقال الجانبان إنه سيتم إجراء مزيد من المناقشات لتسوية الخلافات المتبقية.
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء وعلي خفاجي)