بيروت (رويترز) - دعا الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله يوم الثلاثاء إلى وقف الاشتباكات الدامية التي اندلعت قبل أيام بين الفصائل المتنافسة في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان.
وذكرت مصادر أمنية في المخيم لرويترز أن 11 شخصا على الأقل، معظمهم مسلحون، قُتلوا هناك منذ اندلاع القتال يوم السبت بين حركة فتح وإسلاميين متشددين.
وقال نصر الله في خطاب بثه التلفزيون "لا يجوز لهذا القتال أن يستمر لأن تداعياته سيئة على أهل المخيم، أهلنا الفلسطينيين الأعزاء، على أهل صيدا، على أهل المنطقة، على أهل الجنوب، على كل لبنان".
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا) إن ألفي شخص على الأقل فروا من المخيم وأن الوكالة علقت أنشطتها بسبب العنف.
وأدت المفاوضات بين الفصائل المتنازعة إلى تعليق القتال لفترة وجيزة لكنها فشلت في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع تجدد الاشتباكات العنيفة يوم الثلاثاء.
ولدى حزب الله علاقات بفصائل فلسطينية ويدعم قضيتها. وللجماعة الشيعية نفوذ قوي في جنوب لبنان وتناصب إسرائيل العداء.
وقال نصر الله "كل من يستطيع أن يساهم، أن يضغط، أن يقول كلمة، أن يجري اتصالا، أن يبذل أي جهد لوقف الاقتتال، يجب عليه أن يفعل ذلك دينيا، شرعيا، أخلاقيا، وطنيا، قوميا، بكل الاعتبارات، هذا أمر واجب".
وتقدر أونروا أن ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في 12 مخيما فلسطينيا في لبنان يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 بين إسرائيل والعرب. وتقع المخيمات إلى حد بعيد خارج نطاق سيطرة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
كما شدد نصر الله من تنديده بوقائع حرق نسخ من المصحف في الأسابيع القليلة الماضية بالدنمرك والسويد.
وقال "أيها الشباب المسلم والغيور في العالم لم يعد أي معنى لتنتظروا أحدا، أنتم يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم وتعاقبوا هؤلاء المسيئين أشد العقاب، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يندم هؤلاء أشد الندم".
وأسس الحرس الثوري الإيراني جماعة حزب الله عام 1982، وتصنفها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى منظمة إرهابية.
واتُهم العام الماضي هادي مطر، وهو أمريكي شيعي يبلغ من العمر 24 عاما، بطعن سلمان رشدي مؤلف رواية "آيات شيطانية" عام 1988، والتي يرى مسلمون أنها تحتوي على تجديف.
وتنحدر عائلة مطر في الأصل من يارون، حيث يحظى حزب الله بدعم قوي. وقال مسؤول في حزب الله في ذلك الوقت إن الجماعة ليس لديها معلومات عن الهجوم، ورفض نصر الله التعليق مباشرة عليه.
(تغطية صحفية ليلى بسام ومايا الجبيلي- إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)