من لويس شاربونو
الأمم المتحدة (رويترز) - قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن قرار إسرائيل التعجيل ببناء نحو ألف منزل استيطاني في القدس الشرقية يثير شكوكا خطيرة بشأن التزامها بالسلام مع الفلسطينيين.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي يوم الاثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيسرع من الاستعدادات لبناء منازل جديدة للمستوطنين في القدس الشرقية.
ودعت الخطط الإسرائيلية الى جانب المخاوف الفلسطينية بشأن الأماكن المقدسة في القدس الفلسطينيين إلى أن يطلبوا من الأردن التقدم بطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن أملا في أن يدين التحركات الإسرائيلية الأخيرة. وقال دبلوماسيون إن من المستبعد أن يتخذ المجلس المؤلف من 15 عضوا أي تحرك.
وقال جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية خلال الاجتماع "إذا ما نفذت هذه الخطط فستثير من جديد شكوكا خطيرة بشأن التزام إسرائيل بتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين حيث تهدد المستوطنات الجديدة قدرة دولة فلسطين في المستقبل على الحياة."
وقال رياض منصور المراقب الفلسطيني في الأمم المتحدة إن المستوطنات الإسرائيلية تؤدي الى تآكل الدولة الفلسطينية المستقبلية التي ستكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وأضاف انه في كل يوم يجري تقسيم وتقويض التواصل البري وسلامة الأراضي الفلسطينية من خلال هذه الأعمال غير الشرعية. وقال إن ذلك يؤدي الى اضمحلال خطير لإمكانية الحل القائم على دولتين.
واشتكى أيضا من طريقة تعامل إسرائيل مع القدس بما في ذلك المقدسات مثل الحرم القدسي.
وتابع قائلا إن القدس محاصرة مشيرا إلى أن الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة تهدد بإثارة دورة أخرى من العنف.
وندد رون بروسور سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة بالانتقادات التي وجهها منصور قائلا لأعضاء المجلس إن الفلسطينيين يروجون "لأنصاف الحقائق والأساطير والأكاذيب الصريحة بشأن إسرائيل".
وأضاف "أنا هنا لأنقل حقيقة واحدة بسيطة: شعب إسرائيل ليس محتلا.. ونحن لسنا مستوطنين.. إسرائيل وطننا والقدس هي العاصمة الأبدية لدولتنا ذات السيادة."
ورفع نسخة من العهد القديم قائلا إنها تفصل أربعة آلاف عام من تاريخ اليهود في إسرائيل.
ورفض بروسور أيضا انتقاد المستوطنات الإسرائيلية.
وقال "الانتقادات تقول الكثير عن أن المجتمع الدولي يغضب حينما يبني اليهود منازل في القدس ولكنها لا تقول شيئا حينما يقتل اليهود لأنهم يعيشون في القدس.. هذا نفاق مروع."
وتنتقد الولايات المتحدة وهي الحليف والحامي الرئيسي لإسرائيل في مجلس الأمن المستوطنات بوصفها مستفزة وغير شرعية.
ومنذ انتهاء حرب غزة في أغسطس آب تصاعد التوتر في الجانب الشرقي العربي من القدس حيث تقع كل ليلة اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمحتجين الفلسطينيين الذين يلقون بالحجارة والقنابل الحارقة.
ومن أبرز ما يثير الغضب تزايد عدد زيارات اليهود المتشددين بمن فيهم بعض الساسة إلى الحرم القدسي.
وتعهد نتنياهو مرارا بأن يظل الوضع الحالي للمقدسات في المدينة على حاله دون تغيير لكن تطميناته لم تهدئ مخاوف الفلسطينيين.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)