واشنطن (رويترز) - سافرت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند إلى النيجر وأجرت محادثات يوم الاثنين مع كبار مسؤولي المجلس العسكري في البلاد الذي استولى على السلطة الشهر الماضي، لكنها لم تحرز أي تقدم في الاجتماعات التي وصفتها بأنها "صعبة".
وقالت نولاند للصحفيين في إفادة إنها كانت في نيامي والتقت بموسى سالو بارمو الذي أعلن نفسه وزيرا للدفاع في المجلس العسكري بالنيجر وثلاثة آخرين من حاملي رتبة كولونيل يدعمونه.
وقالت نولاند إن واشنطن عرضت طرقا لاستعادة النظام الديمقراطي، لكن مسؤولي المجلس العسكري لم يبدو اهتماما يذكر.
وأضافت أن الجانب الأمريكي أشار إلى مسائل عرضة للخطر فيما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية والمساعدات الأخرى إذا لم يتم عكس الوضع.
وقالت "كانت هذه المحادثات صريحة للغاية وفي بعض الأحيان صعبة للغاية، لأننا مرة أخرى ندفع من أجل التوصل إلى حل عبر التفاوض. لم يكن من السهل الحصول على قوة دافعة هناك. هم حازمون تماما في وجهة نظرهم بشأن الكيفية التي يريدون المضي قدما بها، وهي لا تتماشى مع دستور النيجر".
وأضافت "كان الأمر صعبا اليوم وسأكون صريحة بشأن ذلك".
تحدثت نولاند لساعتين مع بارمو وفريقه وكانت هناك بعض المحادثات الجانبية. وقوبلت طلباتها للقاء الرئيس المطاح به محمد بازوم أو زعيم المجلس العسكري عبد الرحمن تياني بالرفض.
وعصف الانقلاب، وهو السابع في منطقة غرب أفريقيا ووسطها خلال ثلاثة أعوام، بمنطقة الساحل الأفقر في العالم.
وبالنظر لثروات النيجر من اليورانيوم والنفط ودورها المحوري في حرب دائرة مع إسلاميين متشددين في منطقة الساحل الأفريقي، تحظى الدولة بأهمية اقتصادية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
والنيجر دولة حبيسة ومساحتها تزيد عن مثلي حجم فرنسا وتمر في مجالها الجوي مسارات كثيرة للرحلات الجوية من أفريقيا وإليها.
ولم يتحدد الزمن ولا الكيفية التي ستستمر من خلالها أي جولة مقبلة من المفاوضات مع المجلس العسكري.
وأضافت نولاند "كانت هذه أول محادثات تعرض فيها الولايات المتحدة مساعيها الحميدة. إذا كانت هناك رغبة لدى المسؤولين عن هذا الأمر في العودة إلى النظام الدستوري، فنحن على استعداد للمساعدة في ذلك، وفي علاج المخاوف على جميع الأصعدة. لن أقول إننا حصلنا على عرض منهم بأي شكل من الأشكال، لكنني آمل أن ينظروا فيه".
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي أرسلت من قبل قوات عسكرية إلى دول أعضاء فيها تعاني من اضطرابات، قد طلبت من قادة انقلاب 26 يوليو تموز أن يتنحوا عن السلطة بحلول يوم الأحد وإلا سيواجهون تدخلا عسكريا محتملا، لكن المجلس العسكري رد بإغلاق المجال الجوي للنيجر وتعهد بالدفاع عن البلاد.
(إعداد محمود سلامة ويحيى خلف للنشرة العربية)