من هنريت شقر وعلي صوافطة
محكمة عوفر العسكرية (الضفة الغربية) (رويترز) - أفرجت السلطات الإسرائيلية بشروط يوم الخميس عن فلسطيني وثلاثة من أبنائه اعتقلوا إثر اشتباكات مع مستوطنين يهود متهمين بارتكاب هجوم أسفر عن سقوط قتيل بالقرب من قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي.
ومن المحتمل أن يواجه مستوطنان يهوديان اتهامات بالقتل بعد مقتل شاب فلسطيني (19 عاما) وإصابة آخر في ساقه في الحادث الذي وقع يوم الجمعة الماضي بالقرب من قرية برقة في شمال الضفة الغربية.
والاشتباك هو الأحدث في سلسلة هجمات للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الأشهر القليلة الماضية. وقوبل الحادث بتنديد شديد نادر الحدوث من الولايات المتحدة التي وصفته بأنه "هجوم إرهابي من مستوطنين إسرائيليين متطرفين".
وأفرجت المحكمة عن عمار عسلية وأبنائه الثلاثة بكفالة قدرها ألفا شيقل (539 دولارا) لكل واحد منهم بعد أن رفضت اتهامات الشرطة لهم بالضلوع في إلقاء الحجارة والألعاب النارية على مجموعة من المستوطنين اليهود.
وقال إسماعيل الطويل محامي الرجل وأبنائه "اللي صار شي رائع جدا. يعني الشرطة لم تقنع المحكمة بعدم إخلاء سبيلهم. المحكمة رأت المواد الموجودة واعتبرتها غير صحيحة وغير صادقة".
وأمرت المحكمة الفلسطينيين الأربعة بعدم مغادرة برقة حتى 17 أغسطس آب.
وقال سكان قرية برقة، الواقعة في شمال الضفة الغربية التي شهدت هجمات متكررة من مستوطنين يعيشون في ست مستوطنات يهودية قريبة، إن الحادث وقع حين بدأت مجموعة من المستوطنين في التحرش بالرعاة الفلسطينيين.
وأضاف السكان أن شجارا ورشقا بالحجارة قد وقعا قبل وصول مزيد من المستوطنين ليرتفع عددهم إلى ما بين 150 و200. وعمد المستوطنون إلى تخريب المنازل وإشعال النيران في السيارات. ومع احتدام المواجهة، فتح مستوطن النار مما أسفر عن مقتل الشاب قصي معطان (19 عاما).
* عنف متزايد من المستوطنين
تزايد العنف من جانب المستوطنين مع استمرار إسرائيل في التوسع في المستوطنات التي تعدها أغلب الدول غير قانونية. وسجلت الأمم المتحدة 591 حادثة شارك فيها مستوطنون وأسفرت عن وقوع ضحايا فلسطينيين أو إلحاق أضرار بالممتلكات أو كليهما في الستة أشهر الأولى من 2023، وهو أعلى متوسط يومي منذ 2006.
وجاءت جلسة الاستماع في محكمة عسكرية يوم الخميس عقب إجراءات هذا الأسبوع اتُهم خلالها مستوطنان بتهمة "القتل العمد أو غير المبالي بالأرواح" بدافع عنصري.
وأفاد محامو المتهمين بأنهما قالا إن إطلاق الرصاص كان الملاذ الأخير أمامها للدفاع عن نفسيهما أمام ما وصفاها بأنها مواجهة مع المئات من راشقي الحجارة. ويرقد أحد المتهمين في المستشفى بإصابة في الرأس يقول إن سببها حجر ألقي عليه.
وقال المحامي ناتي روم "كان تصرفهما لإنقاذ الحياة، حياتيهما وحياة الآخرين".
وحذر مسؤولون عسكريون وأمنيون إسرائيليون من أن هجمات المستوطنين اليهود المتكررة على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية على مدى الأشهر الماضية تضع القوات تحت ضغط متزايد وتخاطر بتقويض الأمن القومي.
ويقول الفلسطينيون إن تلك الهجمات هدفها إخراجهم من أرضهم ويتهمون السلطات بالتقاعس بصورة منتظمة عن اتخاذ إجراءات لمنعها.
وقال أكرم شاور الذي يسكن في برقة وقال إنه شهد حادث يوم الجمعة "دفاع عن النفس شو؟ ... ما احنا الي بندافع عن أنفسنا وعن أرضنا، هم الي هجموا علينا وعلى الرعيان".
ويمثل الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي تقول الجماعات المعنية بالحريات المدنية عنها إنها لا تطبق الإجراءات القانونية الواجبة عليهم. ويخضع المستوطنان المقبوض عليهما في القضية للمحاكمة الجنائية في القدس.
ويشير الفلسطينيون وجماعات حقوقية إلى ازدواج المنظومة القانونية كمثال على ممارسة إسرائيل للتمييز ضد الفلسطينيين، وهو أمر تنفيه إسرائيل.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)