من باسكال روسينيول
كاليه (فرنسا) (رويترز) - قالت السلطات الفرنسية إن ستة أشخاص توفوا بعد غرق قارب مهاجرين كان يحاول عبور القنال الإنجليزي من فرنسا إلى بريطانيا في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، فيما يُعتقد أن شخصين آخرين في عداد المفقودين.
وقالت السلطة البحرية بالمنطقة إن قوارب إنقاذ فرنسية وبريطانية انتشلت نحو 60 مهاجرا ونقلتهم إلى الشواطئ الفرنسية أو البريطانية، مضيفة أن عمليات البحث والإنقاذ ما زالت جارية.
وقال رئيس بلدية المنطقة فرانك ديرسان إن عملية إنقاذ واسعة بدأت في حوالي السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش)، فيما حاولت عشرات من قوارب المهاجرين العبور في الوقت ذاته.
وقال لرويترز "واجه عدد من هذه القوارب صعوبات شديدة... عثروا للأسف على جثث بالقرب من (بلدة) سانجات (الساحلية)".
والقنال الواقع بين فرنسا وبريطانيا من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم والتيارات فيه قوية، مما يجعل عبور القوارب الصغيرة أمرا خطيرا.
وعادة ما يكدس مهربو البشر القوارب المتهالكة، مما يسمح بالكاد بأن تحملها المياه ويعرض ركابها لخطر الأمواج المتلاطمة في أثناء محاولاتهم الوصول إلى الشواطئ البريطانية.
ووصفت المتطوعة آن توريل، التي كانت على أحد قوارب الإنقاذ، الجهود المضنية التي بذلها المهاجرون لتفريغ المياه من زورقهم الغارق باستخدام أحذيتهم.
وقالت لرويترز عبر الهاتف لدى عودتها إلى الشاطئ "كان هناك الكثيرون على قارب (المهاجرين)".
وذكر خفر السواحل البريطاني أنه أرسل قارب إنقاذ من دوفر للمساعدة في الإغاثة، إلى جانب فريق إنقاذ من خفر السواحل وفريق إسعاف.
وأضاف أن سفينة تابعة لقوة الحدود البريطانية وزورقي إنقاذ تمكنوا من إنقاذ جميع ركاب قارب صغير آخر في القنال في حادث منفصل يوم السبت.
وأمضت حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك الأسبوع الماضي في الإعلان عن الجهود التي تبذلها لتقليص عدد طالبي اللجوء، على أمل كسب دعم الناخبين وسط تراجع حزب المحافظين الحاكم في استطلاعات الرأي.
وتظهر بيانات حكومية بريطانية أن عدد المهاجرين الذين عبروا القنال منذ بداية العام يتجاوز 16 ألفا، ووصل أكثر من 1100 مهاجر في الأسبوع الماضي وحده.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، كان معظم ركاب القوارب الصغيرة من أفغانستان والهند وإيران والعراق.
ولقي 27 مهاجرا حتفهم في نوفمبر تشرين الثاني 2021 بعدما فرغ الهواء من زورقهم المطاطي في أثناء محاولتهم عبور القنال. وكان هذا أسوأ حادث مسجل على الإطلاق الذي يتعرض له مهاجرون في الممر البحري الضيق الفاصل بين البلدين.
ووقعت كوارث أكثر تواترا وإزهاقا للأرواح في البحر المتوسط. وأنقذت سفينة إنقاذ خيرية 76 مهاجرا كانوا على متن قارب خشبي متكدس يوم السبت. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 22 ألف شخص لقوا حتفهم أو فُقدوا في مياه البحر المتوسط منذ 2014.
(شارك في التغطية إنجريد ميلاندر وتانجي سالون وكريستيان هارتمان من باريس وديفيد ميليكن من لندن - إعداد محمود سلامة وأميرة زهران ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)