من جبران نيار باش إمام
كراتشي (باكستان) (رويترز) - أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني في بيان يوم السبت اتفاق رئيس الوزراء شهباز شريف وزعيم المعارضة راجا رياض على اختيار عضو مجلس الشيوخ الباكستاني أنوار الحق كاكار لرئاسة حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات العامة.
وسيشكل كاكار (52 عاما) حكومة وسيرأسها لقيادة الدولة في ظل أزمتين سياسية واقتصادية لحين انتخاب حكومة جديدة. وكاكار من إقليم بلوخستان في جنوب غرب باكستان وهو سياسي لا يحظى بشهرة كبيرة.
وورد في البيان "وقع رئيس الوزراء (شريف) وزعيم المعارضة بشكل مشترك على التوصية التي ستُرسل إلى الرئيس للتصديق عليها".
وقال المكتب الرئاسي في بيان إن الرئيس عارف علوي صدَّق على تعيين كاكار.
وينص دستور باكستان على أن تشرف حكومة تصريف أعمال محايدة على الانتخابات العامة التي يتعين إجراؤها في غضون 90 يوما من تاريخ حل مجلس النواب، وهو ما يعني في هذه الحالة إجراء الانتخابات بحلول أوائل نوفمبر تشرين الثاني.
واختيار رئيس وزراء لتصريف الأعمال شديد الأهمية هذه المرة لأن المرشح سيتمتع بسلطات إضافية لاتخاذ قرارات سياسية في الشؤون الاقتصادية، وسط مخاوف من أن الانتخابات ربما تتأجل ستة أشهر.
ويتعين على اللجنة الانتخابية وضع حدود جديدة لمئات الدوائر الانتخابية الاتحادية والإقليمية واستنادا إلى ذلك ستحدد موعدا للانتخابات.
وقال رياض لمحطة جيو نيوز إنه يعتقد أن الانتخابات ستجري في فبراير شباط من العام المقبل وليس قبل نوفمبر تشرين الثاني كما كان مقررا.
* مرشح المعارضة
كاكار، الذي قال رياض عنه إنه مرشح المعارضة لرئاسة الوزراء، عضو بمجلس الشيوخ الباكستاني منذ 2018 في ولاية تمتد ستة أعوام. لكن اختياره كان مفاجأة لأن اسمه لم يُذكر من قبل ضمن المرشحين المحتملين.
ويصنف مجلس الشيوخ كاكار على أنه سياسي مستقل، لكن وسائل الإعلام المحلية تقول إنه ينتمي لحزب بلوخستان عوامي الذي يعد على نطاق واسع مقربا من جيش البلاد القوي.
ولا يزال الجيش يلعب دورا كبيرا وراء الستار في باكستان. وحكم الجيش البلاد بشكل مباشر لأكثر من ثلاثة عقود، كما أنه يمارس سلطة واسعة في المجال السياسي.
ويقول محللون سياسيون إنه إذا استمرت حكومة تصريف الأعمال لما بعد الفترة المنصوص عليها في الدستور، فسيسمح امتداد فترة عدم وجود حكومة منتخبة للجيش بإحكام سيطرته.
وعبَّر حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان، المسجون حاليا والممنوع من خوض الانتخابات لمدة خمس سنوات بعد إدانته بالفساد، عن أمله في أن يضمن كاكار إجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية.
وقال وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي، الذي يقود حزب خان الآن، في مقابلة تلفزيونية "إذا كانت هناك شكوك في مصداقية الانتخابات، فلن يكون هناك استقرار سياسي، وهو أمر مهم لليقين الاقتصادي".
(إعداد محمود سلامة ومحمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة سلام ودعاء محمد)