من مباشر بخاري وآصف شاه زاد
لاهور (باكستان) (رويترز) - قالت الشرطة وزعماء مسيحيون في باكستان إن مجموعة من المسلمين هاجموا مسيحيين في شرق البلاد يوم الأربعاء وخربوا عدة كنائس وأضرموا النار في عشرات المنازل، بعد اتهام مسيحيين اثنين بتدنيس المصحف.
وقال نافيد أحمد المتحدث باسم الشرطة إن الهجوم وقع في بلدة جارانوالا في منطقة فيصل اباد الصناعية. وذكر أن مسيحيين اثنين اتُهما بالتجديف، مضيفا أنهما وأفراد أسرتيهما فروا من منازلهم.
وقال أمير مير وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال في إقليم البنجاب في وقت لاحق من يوم الأربعاء إن أكثر من 100 شخص اعتقلوا. وأضاف "يجري تحديد من هاجموا الكنائس من خلال مقاطع الفيديو".
وقالت الشرطة إن القضية ضد المسيحيين الاثنين متعلقة بصفحات من القرآن عُثر عليها وبها بعض التعليقات المهينة مكتوبة بخط أحمر.
وعقوبة التجديف في باكستان هي الإعدام، ورغم أنه لم يُعدم أحد بهذه التهمة فقد أعدمت حشود غاضبة عديدين دون محاكمة.
وتقول جماعات حقوقية إن الاتهامات بالتجديف يُساء استخدامها أيضا في تصفية الحسابات. وتضيف الجماعات أنه يتم احتجاز مئات الأشخاص لفترات طويلة في السجون بعد اتهامهم بالتجديف إذ أن القضاة غالبا ما يؤجلون المحاكمات خشية تعرضهم للانتقام إذا اعتبر العامة أحكامهم متساهلة للغاية.
ودعا أنوار الحق كاكار رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال إلى اتخاذ إجراء صارم ضد المسؤولين عن أعمال العنف التي وقعت اليوم الأربعاء. وقال "أنا مصدوم من المشاهد التي حدثت".
وقال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية من استهداف الكنائس والمنازل".
وأضاف باتل للصحفيين "نحث السلطات الباكستانية على إجراء تحقيق شامل في هذه المزاعم وندعو جميع الأطراف المعنية إلى الهدوء".
وقال أكمل بهاتي، أحد الزعماء المسيحيين، إن الحشد "أحرق" خمس كنائس على الأقل ونهب ممتلكات ثمينة من منازل هجرها أصحابها بعد تحريض أئمة المساجد للحشد. وأغلق المئات طريقا سريعا قريبا من المكان.
وأظهر مقطع فيديو رجالا يهاجمون كنيسة بالمطارق ويضرمون النيران فيها.
وقال مصدر حكومي إن الحشد ضم الآلاف بقيادة أئمة محليين تابعين بشكل رئيسي لحزب سياسي إسلامي اسمه حركة لبيك باكستان.
لكن الحركة نفت التحريض على العنف وقالت إنها عملت مع الشرطة لمحاولة تهدئة الأمور.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين ومروة غريب ومحمود رضا مراد)