من رنين صوافطة
جنين (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسؤولون في القطاع الطبي وفصائل مسلحة إن القوات الإسرائيلية قتلت مسلحا فلسطينيا خلال مداهمة نشبت على إثرها اشتباكات في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن موظفة لديها أُصيبت بجروح جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليها.
وقال أقارب مصطفى قنبع القتيل البالغ من العمر 32 عاما إنه عضو بارز في كتائب شهداء الأقصى وهي الجناح المسلح لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده تعرضوا لإطلاق النار وأطلقوا أعيرة ردا على ذلك خلال مهمة لاعتقال مشتبه بهم من حركة الجهاد الإسلامي وإن جنديا أصيب. وأضاف بيان الجيش أنه تحفظ على بندقية وأكثر من عشر قنابل.
وذكر شهود أن القوات الإسرائيلية فجرت منزلا يعود لأسرة القتيل وألحقت أضرارا بمخبز في الطابق الأرضي.
وعقب وفاته، جرى تداول صورة لقنبع، على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما كان طفلا يظهر فيها وهو يهرب من دبابة إسرائيلية خلال اجتياح إسرائيل للمنطقة في 2002.
وتتباين تلك الصورة مع صورة أخرى أحدث يظهر فيها ممسكا ببندقيتين.
وسار مئات الفلسطينيين، ومن بينهم مسلحون أطلقوا رصاصا من بندقياتهم في الهواء، في جنازة قنبع يوم الخميس.
وقالت والدته وهي تتنفس بصعوبة "فجروا دارنا". وأضافت "وين أبو علي (مصطفى قنبع)؟ (كنت أبحث عنه) قالوا مش معهم. فقدوا تحت الردم (طلبت منهم البحث) بيقولوا لي طيب، ردوا (رجعوا) قالوا لي ترحمي عليه يا خالتي".
وقال عامل بالمخبز إن الجنود الإسرائيليين بدأوا إطلاق النار على المنزل بمجرد أن خرجوا من مركبات مدنية كانوا يستقلونها، بدون أن يطلبوا من قنبع أو أفراد أسرته المغادرة.
وتفاقم العنف في الضفة الغربية على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية مع تكثيف إسرائيل مداهماتها ومع شن فلسطينيين هجمات وتنفيذ مستوطنين اعتداءات على قرى فلسطينية.
ويوجد بجنين مخيم لاجئين مكدس يحمل نفس الاسم ويؤوي 14 ألفا من أحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من ديارهم في وقت قيام دولة إسرائيل عام 1948. وبمرور الأعوام، برزت جنين كمركز لمقاومة الفلسطينيين لإسرائيل، إذ توجد بها عدة جماعات مسلحة.
وفي يوليو تموز، ضربت القوات الإسرائيلية المدينة بطائرات مسيرة خلال واحدة من أكبر عمليات الاجتياحات في الضفة الغربية منذ 20 عاما مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967، ويريد الفلسطينيون أن تكون الضفة مركزا لدولتهم المستقلة في المستقبل. وتقيم إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية منذ ذلك الحين في إجراءات تعتبرها أغلب الدول غير قانونية، فيما لا توجد أي مؤشرات على إحياء المحادثات لإقامة دولة فلسطينية.
(تغطية صحفية نضال المغربي ورنين صوافطة - إعداد سلمى نجم ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ودعاء محمد)