من دان بيليشوك
كييف (رويترز) - قالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، يوم الثلاثاء إن مجرد إثبات أوكرانيا قدرتها على صد العدو الروسي الأفضل تسليحا والأكثر عددا يمثل تقدما في هجومها المضاد.
وتواجه القوات الأوكرانية حقول ألغام وخنادق روسية على نطاق واسع في الهجوم المضاد الذي بدأ مطلع يونيو حزيران. وقال مسؤول أمريكي الأسبوع الماضي إن كييف لن تتمكن على الأرجح من استعادة مدينة ميليتوبول الاستراتيجية في الجنوب.
لكن ماليار لم تبال بأي تلميح إلى أن التقدم الذي أحرزته كييف كان بطيئا للغاية، وقالت إن أوكرانيا تحدت فعليا السائد عسكريا بمهاجمتها عدوا يتمتع بتفوق عددي في القوة البشرية والسلاح.
وقالت ماليار لرويترز في مقابلة "لا يصح قياس هذا التقدم بالأمتار أو الكيلومترات... المهم هو أننا على الرغم من كل شيء، نحرز تقدما حتى لو كان لدينا عدد أقل من الأفراد والأسلحة".
وأضافت أنه لا علم لها بأي ضغوط غربية على الجيش الأوكراني للإسراع بالعمليات، وشككت في فكرة أن هناك إيقاعا "صحيحا" عالميا.
وسلطت ماليار الضوء على الاستنزاف الطاحن في الحرب، خاصة في شرق أوكرانيا قائلة إن القوات الروسية، المتفوقة جويا أيضا، بوسعها إطلاق ما بين 400 ألف إلى 500 ألف قذيفة مدفعية كل أسبوع، أي نحو عشرة أمثال ما تستطيعه أوكرانيا.
وأقرت بالدور الحيوي للمساعدات العسكرية الغربية في الحرب قائلة "من نافلة القول إن التكافؤ معهم (الروس) يحتاج إلى هذه المساعدة".
واستعادت أوكرانيا المسلحة بدبابات ومركبات مشاة قتالية غربية مجموعة من القرى لكن ذلك لم يشمل تجمعات سكانية أكبر. وقد يؤدي بداية المناخ الماطر والبارد اعتبارا من شهر أكتوبر تشرين الأول إلى تعقيد العمليات في ساحة المعركة.
* التقدم جنوبا
تولت ماليار، وهي محامية في جرائم الحرب، منصب نائب وزير الدفاع منذ عام 2021. ومنذ الغزو الروسي في فبراير شباط من العام الماضي، دأبت على تقديم إفادات عن أحدث تطورات المعارك.
وقالت في وقت سابق من يوم الثلاثاء إن القوات الأوكرانية رسخت أقدامها في قرية روبوتين بجنوب شرق البلاد على الطريق المؤدي إلى مدينة توكماك التي تمثل مركز سكك حديدية محتلا ستكون استعادته مرحلة مهمة في تقدم كييف جنوبا للوصول إلى بحر آزوف. والتجمع الحضري التالي هو مدينة ميليتوبول الإقليمية الكبيرة.
وقال وزير الخارجية الألماني يوم الثلاثاء إن أوكرانيا تحتاج لمزيد من المساعدة لاختراق حقول الألغام الروسية وإن برلين تبحث مع شركائها كيفية تلبية طلبات كييف للحصول على مزيد من العتاد.
وقالت ماليار إن الهجوم المضاد يجب ألا يقارن باستعادة أوكرانيا سريعا الأراضي في منطقة خاركيف شرق البلاد العام الماضي أو نجاحها في طرد القوات الروسية من مدينة خيرسون في الجنوب الغربي، لأن كل معركة لها خصوصيتها.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)