موسكو (رويترز) - قالت السلطات الروسية إن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجن موجود على قائمة ركاب طائرة خاصة تحطمت مساء يوم الأربعاء شمالي موسكو ولم ينج منها أحد مما أثار خوف حلفائه من احتمال مقتله.
ولم يتم التأكد بعد من أن بريجوجن كان على متن الطائرة فعليا ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من أنه كان فعلا على متن الطائرة التي تحطمت شمالي موسكو.
ولم تتمكن رويترز من تأكيد وجوده على متن الطائرة رغم أن قناة على تيليجرام مرتبطة بفاجنر أعلنت وفاته.
وجاء على قناة (جراي زون) على تيليجرام "رئيس مجموعة فاجنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفجيني فيكتوروفيتش بريجوجن قتل نتيجة أفعال خونة لروسيا".
وأضاف المنشور "لكن حتى في الجحيم سيكون الأفضل! المجد لروسيا!"
ووفاته، إذا تأكدت، ستترك مجموعة فاجنر التي أثارت غضب الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو حزيران بتنظيم تمرد مسلح لم يكتمل ضد كبار ضباط الجيش، بلا قيادة وستثير تساؤلات حول عملياتها المستقبلية في أفريقيا وأماكن أخرى.
وبصرف النظر عن المسؤول عن الحادث أو أيا كان، فإن موته سيخلص بوتين أيضا من الشخص الذي شكل أخطر تحد لسلطة الزعيم الروسي منذ وصوله إلى السلطة في 1999.
ولم يصدر بعد تعليق من الكرملين أو وزارة الدفاع.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن هيئة الطيران قولها إن "تحقيقا بدأ في حادث تحطم طائرة إمبراير الذي وقع الليلة في منطقة تفير. ووفقا لقائمة الركاب، كان من بينهم اسم ولقب يفجيني بريجوجن".
وقالت وزارة الطوارئ الروسية في بيان إن الطائرة الخاصة (إمبراير ليجاسي) التي أقلعت من موسكو إلى سان بطرسبرج تحطمت بالقرب من قرية كوجينكينو بمنطقة تفير.
وذكرت الوزارة أن عشرة أشخاص كانوا على متن الطائرة، وهم سبعة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم. وأضافت أنه بحسب المعلومات الأولية، فإن جميع من كانوا على متن الطائرة لقوا حتفهم.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لم يتفاجأ بالتقارير التي تفيد بأن بريجوجن ربما توفي في حادث تحطم طائرة، مضيفا أنه لا يحدث الكثير في البلاد دون يكون بوتين ضالعا فيها.
* طائرة ثانية مرتبطة ببريجوجن
أظهرت بيانات تتبع رجلات الطيران أنه بعد وقت قصير من سقوط الطائرة، عادت طائرة خاصة ثانية مرتبطة ببريجوجن كانت متجهة فيما يبدو إلى سان بطرسبرج مقر بريجوجن الأساسي، إلى موسكو وهبطت لاحقا.
وقاد بريجوجن (62 عاما) تمردا ضد قيادات الجيش الروسي يومي 23 و24 يونيو حزيران، وهو تمرد قال عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه كان ليلقي بروسيا في هوة حرب أهلية. وأسقط مقاتلو فاجنر مروحيات هجومية روسية خلال التمرد، مما أسفر عن مقتل عدد غير مؤكد من الطيارين في خطوة أثارت غضب الجيش.
وأمضى بريجوجن شهورا في انتقاد الطريقة التي تمارس بها روسيا حربها في أوكرانيا وحاول الإطاحة بوزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
وانتهى التمرد بالتفاوض وصفقة فيما يبدو من الكرملين شهدت موافقة بريجوجن على الانتقال إلى روسيا البيضاء المجاورة. لكن من الناحية العملية بدا وكأنه يتحرك بحرية داخل روسيا بعد الاتفاق.
ونشر كلمة مصورة يوم الاثنين قال إنها التقطت في أفريقيا لكن تبين أنها كانت في قمة روسية أفريقية في سان بطرسبرج في يوليو تموز.
وقالت تقارير إعلامية روسية غير مؤكدة أن ديمتري أوتكين، اليد اليمنى لبريجوجن، كان على متن الطائرة أيضا وأن بريجوجن ورفاقه حضروا اجتماعا مع مسؤولين من وزارة الدفاع الروسية.
ولم يتسن لرويترز تأكيد ذلك ولم يرد تأكيد من وزارة الدفاع.
وأظهر موقع فلايترادار24 على الإنترنت أن الطائرة إميراير ليجاسي600 (الرحلة آر.أيه-02795) التي قيل إنها كانت تقل بريجوجن اختفت عن الرادار الساعة 1511 بتوقيت جرينتش. وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طائرة تشبه الطائرة الخاصة وهي تسقط من السماء باتجاه الأرض.
وأظهر مقطع آخر لم يتم التحقق منه حطام طائرة ما زال مشتعلا على الأرض. وظهرت جثة واحدة على الأقل. وقالت تاس إن رجال الإنقاذ انتشلوا سبع جثث من مكان الحادث.
(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)