💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ضباط في جيش الجابون يعلنون الاستيلاء على السلطة واحتجاز الرئيس

تم النشر 30/08/2023, 06:49
© Reuters. رئيس الجابون علي بونجو يلقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 21 سبتمبر أيلول 2022. تصوير: برندان مكدرميد - رويترز.

من جيروندز ويلفريد أوبانجومي

ليبرفيل (رويترز) - قال ضباط من جيش الجابون إنهم استولوا على السلطة يوم الأربعاء ووضعوا الرئيس علي بونجو رهن الإقامة الجبرية وعينوا زعيما جديدا لقيادة فترة انتقالية، بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات في الدولة الواقعة بوسط أفريقيا فوز بونجو بولاية ثالثة.

وأعلن الضباط - الذين قالوا إنهم يمثلون القوات المسلحة - على شاشة التلفزيون إلغاء نتائج الانتخابات وإغلاق حدود البلاد وحل مؤسسات الدولة بعد تصويت شابه التوتر بلا رقابة دولية وكان من شأنه تمديد حكم عائلة بونجو المستمر منذ أكثر من نصف قرن.

وجاء في كلمة أخرى عبر التلفزيون الرسمي أنه، في غضون ساعات، اجتمع الجنرالات، واتفقوا بالإجماع على اختيار الجنرال بريس أوليجي نجيما، الرئيس السابق للحرس الرئاسي، لقيادة الفترة الانتقالية.

وفي الوقت نفسه، ناشد بونجو، في بيان مصور من مقر إقامته الذي يُحتجز فيه، الحلفاء الأجانب وطلب منهم التحدث نيابة عنه وعن عائلته. وقال إنه لا يعرف ما يحدث.

وتغير مصير بونجو جذريا منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء بعد أن أعلنت اللجنة الانتخابية فوزه في التصويت المتنازع عليه يوم السبت.

وخرج المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال بتدخل الجيش صباح يوم الأربعاء. لكن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في الجابون والتي لها قوات هناك، نددوا جميعا بالانقلاب.

والاستيلاء العسكري على السلطة في الجابون هو الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020 والتالي لانقلاب النيجر في الشهر الماضي. كما استولى ضباط من الجيش على السلطة في كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد ليعصفوا بكل المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ التسعينيات ويثيروا مخاوف القوى الأجنبية التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة.

وقال جولز ليبيجي وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 27 عاما انضم للحشود في شوارع العاصمة "أشارك في المسيرة اليوم لأنني سعيد. بعد ما يقرب من 60 عاما خرج آل بونجو من السلطة".

وفي بيان آخر قال ضباط الجيش إنهم احتجزوا بونجو الذي تولى السلطة في 2009 خلفا لوالده عمر بونجو الذي حكم البلاد منذ عام 1967. وقالوا أيضا إنهم اعتقلوا نور الدين بونجو نجل الرئيس وآخرين بتهمة الفساد والخيانة.

ويقول معارضون إن أسرة بونجو لم تفعل شيئا يذكر كي تصل ثروة البلاد النفطية والتعدينية للمواطنين البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.

ونشبت اضطرابات شابها العنف بعد فوز بونجو في انتخابات 2016 كما تم إحباط محاولة انقلاب في 2019.

وقال الضباط، الذين أطلقوا على أنفسهم (لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات)، في بيان إن الجابون "تمر بأزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادة" وأضافوا أن انتخابات 26 أغسطس آب تفتقر للنزاهة.

ولم يصدر حتى الآن تعليق من حكومة الجابون.

* "عدوى" الانقلابات

آخر مرة ظهر فيها بونجو (64 عاما) علنا كانت حين أدلي بصوته في انتخابات يوم السبت. وكان يبدو بصحة جيدة أكثر مما كان عليه في مرات ظهور نادرة على التلفزيون بدا فيها مجهدا بعد جلطة أصيب بها في 2018.

وعلى عكس النيجر ودول الساحل الأخرى، فإن الجابون، التي تقع إلى الجنوب على ساحل المحيط الأطلسي، لم تضطر إلى محاربة حركات تمرد إسلامية مزعزعة للاستقرار. لكن الانقلاب يعد علامة أخرى على تراجع الديمقراطية في المنطقة المضطربة.

وقال الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إن "عدوى الاستبداد" تنتشر في أنحاء أفريقيا. وأضاف أنه يعمل عن كثب مع زعماء أفارقة آخرين للتوصل إلى طريقة للرد على ما يجري في الجابون.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والاتحاد الأفريقي بالأحداث التي وقعت في الجابون ودَعَوا الجيش إلى ضمان سلامة بونجو وعائلته، بينما قالت الصين وروسيا إنهما تأملان في العودة السريعة إلى الاستقرار. وقالت الولايات المتحدة إن الوضع مثير للقلق بشدة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران يوم الأربعاء "نندد بالانقلاب العسكري ونذكّر بالتزامنا بانتخابات حرة وشفافة". وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن في وقت سابق إن بلادها تراقب الوضع في الجابون عن كثب.

ويبث هذا الانقلاب مزيدا من عدم اليقين بشأن الوجود الفرنسي في المنطقة. ولدى فرنسا نحو 350 جنديا في الجابون. وتم طرد قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعد انقلابات هناك في العامين الماضيين.

وأعلنت شركة التعدين الفرنسية إراميت، التي تدير عمليات ضخمة لإنتاج المنجنيز في الجابون، يوم الأربعاء أنها علقت كافة عملياتها في البلاد.

وتنتج الجابون نحو 200 ألف برميل نفط يوميا أغلبها من حقول متقادمة، وتعمل فيها شركات دولية من بينها توتال (EPA:TTEF) إنرجيز الفرنسية وبيرينكو البريطانية الفرنسية

وأثار غياب المراقبين الدوليين وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية. ورفض فريق بونجو اتهامات تزوير الانتخابات.

وعاد الانترنت فيما يبدو للعمل يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ التصويت. وأكد المجلس العسكري استعادة الوصول إلى شبكة الإنترنت والبث الدولي بالكامل، لكنه قال إنه سيبقي حظر التجول ساريا حتى إشعار آخر.

© Reuters. مجموعة من ضباط الجيش الجابوني خلال إعلانهم الاستيلاء على السلطة بعد إعلان لجنة الانتخابات فوز الرئيس علي بونجو بفترة رئاسية ثالثة يوم الثلاثاء. صورة لرويترز.

في وقت سابق من يوم الأربعاء، قالت لجنة الانتخابات إن بونجو فاز بفترة ثالثة بعد حصوله على 64.27 بالمئة من الأصوات بينما حصل منافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا على 30.77 بالمئة.

وانخفضت سندات الجابون المقومة بالدولار نحو 14 سنتا يوم الأربعاء قبل أن تتعافى للتداول بانخفاض 9.5 سنت للدولار.

(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.