من ميشيل نيكولز
أدري، تشاد (رويترز) - اجتمعت ليندا توماس جرينفيلد المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يوم الأربعاء مع لاجئين سودانيين فروا من العنف العرقي والجنسي، وقالت إن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما في وسعها لمنع الفظائع الجماعية والتصدي لها" في حرب السودان.
وفي زيارة إلى بلدة أدري في تشاد على الحدود مع السودان، أعلنت توماس جرينفيلد، وهي عضو في حكومة الرئيس جو بايدن، عن عقوبات جديدة استهدفت عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.
واجتمعت المبعوثة الأمريكية مع نحو سبع نساء سودانيات في أدري أخبرنها عن الظروف التي فررن خلالها من العنف الشديد.
وقالت توماس جرينفيلد لرويترز "جميعهن جئن إلى تشاد خوفا مما قد يحدث لهن. ولم تبد أي منهن شعورا أو حتى رغبة في العودة إلى الديار ما بقي العنف مستمرا".
وتابعت قائلة "تملكني اليأس لأني شعرت بعدم القدرة على فعل أي شيء لهن. ولم أستطع تقديم إجابة حول كيفية مساعدة المجتمع الدولي لهن".
وزارت توماس جرينفيلد مستشفى مؤقتا تديره منظمة أطباء بلا حدود الخيرية يعالج نحو 144 مريضا، معظمهم يعانون من سوء التغذية. وأثناء عبورها بأحد أجزاء المستشفى كانت هناك امرأة تطعم ببطء طفلا يعاني من سوء التغذية، وكان هناك طفل مريض يرقد بمفرده في سرير مجاور.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. وتصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن اشتركا في انقلاب في 2021، ليتحول إلى قتال بسبب خلاف بشأن خطة انتقال للحكم المدني.
وقالت توماس جرينفيلد قبل وصولها لتشاد "وصلنا بكل تأكيد لمستوى من الفظائع الخطيرة التي تذكرنا بشدة بما شهدناه في 2004 وأدى بنا لوصفه بأنه إبادة جماعية".
وتابعت قائلة "نسمع عن نساء تعرضن لاغتصاب جماعي وحشي مرارا وقرى تتعرض للمداهمة وهناك صور تظهر قبورا جماعية. الدلائل موجودة".
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف قتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيا الجنجويد، التي تشكلت منها قوات الدعم السريع فيما بعد، الجيش على سحق تمرد من جماعات أغلبها غير عربية. وهناك زعماء سودانيون مطلوبون من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
* وضع "مروع"
قال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في بيان "مرة أخرى تنزلق دارفور إلى هاوية دون رحمة ولا أمل... المدنيون عالقون ومستهدفون ويتعرضون للاغتصاب والقتل. هذا غير قانوني ومروع".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 380 ألف لاجئ أغلبهم نساء وأطفال فروا إلى تشاد منذ بدء الحرب في السودان في أبريل نيسان. كما فر مئات الآلاف إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جمع مليار دولار من أجل توفير المساعدات والحماية لأكثر من 1.8 مليون شخص من المتوقع أن يفروا من السودان هذا العام. وهناك ما يقرب من 7.1 مليون نازح داخل السودان وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وقالت توماس جرينفيلد أيضا إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إضافية بقيمة 163 مليون دولار وحثت الآخرين على تعزيز دعمهم. وتقول الأمم المتحدة إن نصف سكان السودان البالغ عددهم 49 مليون نسمة يحتاجون لمساعدات وأطلقت نداء لجمع 2.6 مليار دولار لكنها لم تتمكن حتى الآن سوى من جمع 26 بالمئة من هذا المبلغ.
وقالت للصحفيين في أدري "هذا أمر شائن. أدعو المجتمع الدولي إلى بذل جهد أكبر وعطاء أكبر".
وقال جريفيث إن أولئك الذين تمكنوا من الفرار من العنف داخل السودان يواجهون الآن المجاعة.
وتابع قائلا "يعاني أكثر من 60 بالمئة في الناس في غرب دارفور من انعدام الأمن الغذائي وهذا هو الحال بالنسبة لما يزيد عن نصف سكان شرق وجنوب دارفور... نحن في سباق مع الزمن".
وتمكنت الأمم المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية من توصيل مساعدات إلى غرب دارفور من تشاد ولديها شاحنات محملة بالمساعدات جاهزة للوصول لمناطق أخرى من دارفور لكنها قالت إن "الاشتباكات الدائرة بلا هوادة" تمنعهم من الوصول للمحتاجين.
وقال جريفيث "الناس في دارفور عالقون في وضع يقترب من البؤس الكامل. ورسالتنا العاجلة: أوقفوا القتال ودعونا نمر".
(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم ودعاء محمد)