💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجال عشائر يروون تفاصيل الهروب من الدولة الاسلامية بالاختباء تحت الجثث

تم النشر 06/11/2014, 14:49
محدث 06/11/2014, 14:50
رجال عشائر يروون تفاصيل الهروب من الدولة الاسلامية بالاختباء تحت الجثث

من سيف حميد

بغداد (رويترز) - أحس محمد هلال ونحو 100 آخرين من أفراد عشيرة البونمر العراقية بالأمان وهم مختبئون من مقاتلي الدولة الاسلامية وسط الحشائش الطويلة .. حتى فضحت أضواء عشرات السيارات أمرهم.

وصاح المتشددون "نحن نعرف أنكم هناك أيها الخونة" ثم فتحوا النار على المختبئين الذين قاتلوهم لأسابيع.

مات أغلب المختبئين ووقع البعض في الأسر.

أما هلال فقد نجا لكنه أصيب في الذراع والساق بعد أن غطى نفسه بالدم وتظاهر بالموت تحت الجثث بينما كان المتشددون يضربون الجرحى ويسبونهم.

وقال هلال إنه رصد جثثا أخرى من بينها أطفال وشيوخ ملقاة على جانب الطريق أثناء فراره من المكان بعد الاختباء ساعات تحت القتلى.

وقال هلال لرويترز هاتفيا من مدينة حديثة التي تسيطر عليها القوات العراقية ومقاتلو العشائر لكنها مازالت عرضة لهجمات مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية "أنا في انتظار أسرتي. فما من سبيل أمامي للوصول إليهم. هواتفهم النقالة مغلقة ولا حيلة لي."

ويواجه أفراد كثيرون من العشيرة موقفا مماثلا من الغموض بعد أن أعدمت الدولة الاسلامية المئات عقابا للعشيرة التي قاومت التنظيم.

فبعد الاستيلاء على القرية الرئيسية للعشيرة شرع مقاتلو الدولة الاسلامية في تمشيط المنطقة بحثا عمن انطلقوا سيرا على الأقدام على أمل الهروب من غضب الجماعة التي اشتهرت بقطع رأس من يعارض تفسيرها المتشدد للدين الاسلامي أو اطلاق النار عليه.

وأدت أعمال القتل إلى مخاوف جديدة بشأن قدرة العراق على إلحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية التي اجتاحت شمال العراق في يونيو حزيران الماضي دون أن تلقى مقاومة تذكر من الجيش الذي دربته الولايات المتحدة.

وتريد حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي يقودها الشيعة من العشائر السنية مثل البونمر التي ساعدت الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار دعم القوات الحكومية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن زعماء العشائر يقولون إن الحكومة تجاهلت النداءات المتكررة طلبا للعون عندما اجتاح مقاتلو التنظيم محافظة الانبار الصحراوية التي تمتد من الحدود السورية إلى مشارف بغداد من ناحية الغرب.

* استسلام

وقد حققت الدولة الاسلامية تقدما في الانبار حتى قبل ان تستولي على جانب كبير من شمال العراق وظلت تقترب أكثر فأكثر من بغداد في إطار طموحها لإعادة رسم خريطة الشرق الاوسط.

وفي الوقت الحالي أصبح التنظيم يحاصر قاعدة عين الأسد أكبر القواعد الجوية في المحافظة وسد حديثة الاستراتيجي على نهر الفرات.

ويبدو أن المجزرة جرى الاعداد لها إعدادا جيدا. فقد قال أفراد من العشيرة إن تنظيم الدولة الاسلامية زرع قبل استيلائه على قرية زاوية البونمو مخبرين قدموا له في نهاية الأمر أسماء المقاتلين.

وقال الحاج رديف الذي يمتلك متجرا "في الليلة التي دخلوا فيها القرية تراجع الجيش عن الخط الأمامي وأخلى مواقعه. وهذا تركنا بلا ذخيرة ولم يبق سوى مقاتلين من القرى ولذلك اضطررنا للاستسلام."

وفر مثل كثير من أهالي القرى بما عليه من ملابس. فاتجه البعض إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى هيت فسقطوا في فخ تصديق وعود الدولة الاسلامية بالملاذ الآمن.

وعندها بدأت الدماء تسيل بإعدام 35 شخصا.

أما آخرون مثل أبو ابتسام (50 عاما) فساروا نحو ستة كيلومترات إلى منطقة صحراوية غ

من سيف حميد

بغداد (رويترز) - أحس محمد هلال ونحو 100 آخرين من أفراد عشيرة البونمر العراقية بالأمان وهم مختبئون من مقاتلي الدولة الاسلامية وسط الحشائش الطويلة .. حتى فضحت أضواء عشرات السيارات أمرهم.

وصاح المتشددون "نحن نعرف أنكم هناك أيها الخونة" ثم فتحوا النار على المختبئين الذين قاتلوهم لأسابيع.

مات أغلب المختبئين ووقع البعض في الأسر.

أما هلال فقد نجا لكنه أصيب في الذراع والساق بعد أن غطى نفسه بالدم وتظاهر بالموت تحت الجثث بينما كان المتشددون يضربون الجرحى ويسبونهم.

وقال هلال إنه رصد جثثا أخرى من بينها أطفال وشيوخ ملقاة على جانب الطريق أثناء فراره من المكان بعد الاختباء ساعات تحت القتلى.

وقال هلال لرويترز هاتفيا من مدينة حديثة التي تسيطر عليها القوات العراقية ومقاتلو العشائر لكنها مازالت عرضة لهجمات مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية "أنا في انتظار أسرتي. فما من سبيل أمامي للوصول إليهم. هواتفهم النقالة مغلقة ولا حيلة لي."

ويواجه أفراد كثيرون من العشيرة موقفا مماثلا من الغموض بعد أن أعدمت الدولة الاسلامية المئات عقابا للعشيرة التي قاومت التنظيم.

فبعد الاستيلاء على القرية الرئيسية للعشيرة شرع مقاتلو الدولة الاسلامية في تمشيط المنطقة بحثا عمن انطلقوا سيرا على الأقدام على أمل الهروب من غضب الجماعة التي اشتهرت بقطع رأس من يعارض تفسيرها المتشدد للدين الاسلامي أو اطلاق النار عليه.

وأدت أعمال القتل إلى مخاوف جديدة بشأن قدرة العراق على إلحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية التي اجتاحت شمال العراق في يونيو حزيران الماضي دون أن تلقى مقاومة تذكر من الجيش الذي دربته الولايات المتحدة.

وتريد حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي يقودها الشيعة من العشائر السنية مثل البونمر التي ساعدت الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار دعم القوات الحكومية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن زعماء العشائر يقولون إن الحكومة تجاهلت النداءات المتكررة طلبا للعون عندما اجتاح مقاتلو التنظيم محافظة الانبار الصحراوية التي تمتد من الحدود السورية إلى مشارف بغداد من ناحية الغرب.

* استسلام

وقد حققت الدولة الاسلامية تقدما في الانبار حتى قبل ان تستولي على جانب كبير من شمال العراق وظلت تقترب أكثر فأكثر من بغداد في إطار طموحها لإعادة رسم خريطة الشرق الاوسط.

وفي الوقت الحالي أصبح التنظيم يحاصر قاعدة عين الأسد أكبر القواعد الجوية في المحافظة وسد حديثة الاستراتيجي على نهر الفرات.

ويبدو أن المجزرة جرى الاعداد لها إعدادا جيدا. فقد قال أفراد من العشيرة إن تنظيم الدولة الاسلامية زرع قبل استيلائه على قرية زاوية البونمو مخبرين قدموا له في نهاية الأمر أسماء المقاتلين.

وقال الحاج رديف الذي يمتلك متجرا "في الليلة التي دخلوا فيها القرية تراجع الجيش عن الخط الأمامي وأخلى مواقعه. وهذا تركنا بلا ذخيرة ولم يبق سوى مقاتلين من القرى ولذلك اضطررنا للاستسلام."

وفر مثل كثير من أهالي القرى بما عليه من ملابس. فاتجه البعض إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى هيت فسقطوا في فخ تصديق وعود الدولة الاسلامية بالملاذ الآمن.

وعندها بدأت الدماء تسيل بإعدام 35 شخصا.

أما آخرون مثل أبو ابتسام (50 عاما) فساروا نحو ستة كيلومترات إلى منطقة صحراوية غربي هيت بعد أن استولى المتشددون على ما بحوزتهم من ذهب ومال بل إن أحد المتشددين انتزع العقد الذي كانت ابنته تتزين به من عنقها.

وفي نقطة تفتيش أقامها مقاتلو الدولة الاسلامية أخذ أحد المتشددين علبة حليب مجفف من زوجته وألقى بها في التراب. وحاولت الزوجة استعادة العلبة لكنها تلقت وكزة لتتراجع. وقال أبو ابتسام إن المتشددين تركوهم يرحلون بعد أن سرقوهم.

وأضاف "قال واحد منهم حتى أولادنا لا يستحقون الحياة لانهم سيكبرون يوما ما ويقاتلونهم."

ويشك أبو ابتسام مثل رجال عشائر آخرين في إمكانية التحالف مع الحكومة.

وقال "الحكومة لم تهتم بنا مهما حدث ولو عرفنا ما ستؤول اليه الأمور لما حاربت."

وأضاف "كنت سأترك القرية مع عائلتي بمالي وذهبي وكرامتي دون أن أمر بهذه المشاق. أنا نادم على قتال الدولة الاسلامية لأنني لم أكسب شيئا."

ولم يتسن التحقق من هذه الروايات من مصدر مستقل.

وأساليب الدولة الاسلامية التي أعلنت دولة خلافة في العراق وسوريا واضحة فهي تستولي على الارض وتقضي على كل من يقف في طريقها وتحاول إدارة المنطقة كدولة.

* لا وقت للحداد

بعد أن تفرق أبناء العشيرة اتجه المقاتل ماجد عودة واثنان من أبناء عمومته صوب الصحراء حيث اختبأوا خمسة أيام عاشوا خلالها على التمر والمياه غير النقية من بحيرة.

وكلما كان هاتفه النقال يعمل كان يتصل بأمه. وفي أحد الأيام وجدها مصابة بالهلع حيث أخذ مقاتلو الدولة الاسلامية شقيقه محمد الذي يبلغ من العمر 13 عاما مع آخرين.

وأضاف "قلت لأمي ألا تقلق انه طفل فعلا ولم يشارك حتى في القتال."

وتابع "اتصلت بي عائلتي بعد يوم عندما وصلت إلى موقع للجيش وقالت لي إن شقيقي و47 طالبا غيره قتلوا... قتلوه لانني شرطي."

ويعتبر أفراد عشيرة البونمر من أشد المقاتلين بأسا في العراق لا في الأنبار وحدها.

وخلال الاحتلال الأمريكي بعد سقوط صدام حسين عام 2003 هاجم مقاتلو العشيرة تنظيم القاعدة في العراق الذي انشقت عنه الدولة الاسلامية فيما بعد وكان يشتهر بشن هجمات الكر والفر والتفجيرات الانتحارية.

ومازالت عشيرة البونمر تحصي خسائرها. وقال حمدان النمراوي مساعد أحد زعماء العشيرة إن عدد القتلى بلغ 540 وإن كثيرين مازالوا مفقودين.

وكانت رحلة الهروب في غاية المشقة بالنسبة للبعض.

قال رجل يدعى أبو تكعة إنه نام مع أسرته المكونة من سبعة أفراد خلف تل رملي حتى لا يكتشف أمرهم. وأصيبت زوجته بجفاف ولم يعد بوسعها ارضاع طفلها الوليد.

وأضاف "مات صغيري. لكن أمه ظلت تتشبث به ولم تتركه يومين."

وتابع أنه لم يكن هناك وقت للحداد وكان يخشى أن يقتفي رجال الدولة الاسلامية اثره.

وقال "دفنا الطفل هناك واستأمنا البدو على قبره وتحركنا."

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - أميرة فهمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.