من ألكسندر كورنويل
تينمل (المغرب) (رويترز) - كان سعيد حرتاتوش في عمله في مراكش عندما وقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في وقت متأخر يوم الجمعة.
وفي اللحظة التي بدأت فيها الأرض تهتز تحت قدميه، هرع حرتاتوش إلى قرية عائلته التي تبعد أكثر من 100 كيلومتر في جبال الأطلس الكبير، متلهفا للوصول إلى والدته وشقيقتيه.
وعندما وصل بعد عدة ساعات، وجد المنزل الذي عاش فيه طفولته في حالة خراب.
وقال حرتاتوش (34 عاما)، وهو يتحدث أمام أنقاض المنزل الذي كان مبنيا من الطين والقش، إنه في الأيام التي أعقبت الزلزال كان يشعر أحيانا وكأنه في كابوس.
وأضاف "ولكن بعد ذلك تستيقظ في اليوم التالي وتجد الواقع".
ونجت والدة حرتاتوش وأختاه من أعنف زلزال في المغرب منذ أكثر من ستة عقود. وتوفي 15 شخصا آخر من الحي القريب الذي يبلغ عدد أفراده نحو 100 شخص، منهم أحد أقاربه الذي دفن تحت جدار منهار بعد أن فر من منزله وصديق مقرب للعائلة كان يعيش في المنزل المجاور.
وتشهد قرية تينمل حالة من الدمار حيث هدمت المنازل وتحول المسجد التاريخي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر ويقع على أطراف القرية إلى خراب.
وقال حرتاتوش، وهو من بين كثيرين في أنحاء منطقة جبال الأطلس الكبير فقدوا أحباءهم ومنازلهم "إنه شيء لا أستطيع شرحه".
وفي حديثه عن عودته إلى قرية عائلته التي تأخرت لبعض الوقت بسبب الانهيارات الأرضية الموجودة على أحد الطرق، وصف حرتاتوش الهرولة داخل منزل عائلته المدمر لجلب الأغطية والأنسولين الخاص بوالدته.
ومع عدم وجود مكان يذهبون إليه، ينام سكان القرية في العراء منذ وقوع الزلزال ويقولون إن القرية لم تتلق سوى القليل من المساعدات الحكومية وإنها تعتمد بدلا من ذلك على التبرعات الخيرية. وقالت أم لطفل رضيع يبلغ من العمر 15 يوما إن طفلها يحتاج إلى حليب صناعي وأدوية.
وتشتد الحاجة أيضا إلى الخيام لحماية الأهالي من انخفاض درجات الحرارة ليلا.
وقال حرتاتوش "إنها بداية الطقس البارد... كان اليوم الأول صعبا للغاية".
وانتقد بعض السكان جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة، قائلين إنه بينما تلقت مناطق أخرى مساعدات إلا أنهم اضطروا إلى الاعتماد على أنفسهم في البحث عن الناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وأضاف حرتاتوش أنه يدرك سبب حصول بعض المناطق على مساعدات من الدولة في حين لم تحصل عليها مناطق أخرى، وعزا ذلك إلى الحجم الهائل للدمار الذي أودى بحياة أكثر من 2800 شخص حتى الآن.
وقال "مشكلة جبال الأطلس هي أنها كبيرة... من غير الممكن مساعدة الجميع".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)