من توم بالمفورث
كييف (رويترز) - قالت أوكرانيا إنها قصفت أهدافا تابعة للبحرية الروسية وبنية تحتية لميناء في وقت مبكر من يوم الأربعاء في مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم في أكبر هجوم فيما يبدو خلال الحرب على مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وقال مسؤول بالمخابرات الأوكرانية إن سفينة كبيرة وغواصة أصابهما الهجوم وإن ما لحق بهما من أضرار يتعذر إصلاحه فيما يبدو.
وأكدت موسكو الهجوم على القرم التي ضمتها من أوكرانيا في 2014. ويسلط الهجوم الضوء على تنامي قدرات كييف الصاروخية فيما تواصل روسيا قصف أوكرانيا من بعد بصواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.
وقال أندري يوسف المسؤول بالمخابرات العسكرية الأوكرانية لرويترز "نؤكد قصف سفينة إنزال كبيرة وغواصة. ولا تعليق على الوسائل (المستخدمة) في الهجوم".
وأضاف يوسف في وقت لاحق للتلفزيون الرسمي "هذه أضرار كبيرة. يمكننا الآن أن نقول بدرجة كبيرة من الترجيح إنها لا يمكن إصلاحها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن أوكرانيا هاجمت حوض بناء سفن في البحر الأسود بعشرة صواريخ كروز وثلاثة قوارب سريعة مسيرة في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء مما ألحق الضرر بسفينتين كانتا تخضعان للإصلاح.
وأضافت أن موسكو أسقطت سبعة صواريخ وأن سفينة دورية دمرت القوارب المهاجمة.
وأظهرت صورة انتشرت على الإنترنت وتحققت منها رويترز سفينة راسية لحقت بها أضرار جسيمة.
وشكك يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، في تأكيدات روسيا بأن وحداتها أسقطت معظم الصواريخ القادمة.
وقال إهنات للتلفزيون الوطني "من الصعب تحديد العدد الذي تمكنوا من إسقاطه... من المهم عدم التقليل من شأن وحداتهم المضادة للطائرات. ربما دمروها. وربما لا".
* أكبر هجوم
قال ضابط متقاعد من البحرية الأوكرانية يدعى أندريه ريجينكو متحدثا لرويترز عبر الهاتف إنه "في الواقع أكبر هجوم على سيفاستوبول منذ بداية الحرب".
والمدينة هي موطن لأسطول البحر الأسود الذي يستخدمه الكرملين لبسط نفوذه في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وأثناء الحرب في أوكرانيا لفرض حصار فعلي على صادرات كييف الغذائية المنقولة بحرا عبر المضايق التركية.
وحاولت أوكرانيا التصدي للقوة البحرية للأسطول من خلال مهاجمتها بطائرات مسيرة بحرية محملة بمتفجرات، لكن روسيا ظلت تستخدم سفنها الحربية لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا في الحرب الدائرة منذ أكثر من 18 شهرا.
ولم يتضح بعد نوع الصواريخ التي استخدمتها كييف في الهجوم على سيفاستوبول التي تبعد حوالي 300 كيلومتر عن ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود.
ونقلت وكالات أنباء عن وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق أنها رصدت ودمرت ثلاثة زوارق أوكرانية بلا طواقم في البحر الأسود.
وقال ريجينكو إن أوكرانيا ربما استخدمت صواريخ نبتون المحلية الصنع المضادة للسفن والتي تم تعديلها لتصلح لإصابة أهداف أرضية. وأضاف أن صواريخ كروز ستورم شادو التي قدمتها بريطانيا هي احتمال آخر.
ونقلت قناة سكاي نيوز البريطانية عن مصادر لم تكشف هويتها قولها إن ستورم شادو استخدمت في الهجوم.
وزود الغرب أوكرانيا بأسلحة تقدر بمليارات الدولارات لمساعدتها في صد القوات الروسية التي احتلت مساحات كبيرة من أراضيها في الجنوب والشرق منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.
وأقدم الجيش الأوكراني الذي شن هجوما مضادا في أوائل يونيو حزيران، على خطوة غير معتادة بإعلان مسؤوليته عن الهجوم، وهو ما لا يفعله عادة في الهجمات على روسيا أو شبه جزيرة القرم.
وقال على تيليجرام "في صباح يوم 13 سبتمبر، نفذت القوات المسلحة الأوكرانية ضربات ناجحة على أصول بحرية وبنية تحتية لموانئ المحتلين عند أرصفة سيفاستوبول المحتلة".
وقال ميخائيل رازفوزاييف الحاكم الذي عينته روسيا في سيفاستوبول وهي أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم وأحد أكبر موانئ البحر الأسود على تيليجرام إن 24 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجوم.
ونشر رازفوزاييف صورة التقطت ليلا لألسنة لهب تجتاح بنية تحتية فيما يبدو في الميناء. ونشرت قنوات روسية على تيليجرام مقاطع فيديو والمزيد من الصور لنيران هائلة في منشأة مجاورة.
(إعداد نهلة إبراهيم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء وأيمن سعد مسلم)