من جو مين بارك
سول (رويترز) - ذكرت وكالات أنباء روسية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون غادر إلى بلاده على متن قطار يوم الأحد بعد زيارة استمرت أسبوعا لروسيا تضمنت إجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين بخصوص تعزيز التعاون العسكري وغيره من أشكال التعاون.
ونشرت وكالة الإعلام الروسية الحكومية يوم الأحد مقطعا مصورا يظهر كيم وهو يسير على بساط أحمر باتجاه عربة القطار في مدينة أرتيوم في أقصى شرق روسيا وسط موسيقى فرقة عسكرية ويلوح مودعا.
وتبعد أرتيوم نحو 254 كيلومترا عن محطة خاسان على الحدود الروسية مع كوريا الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن زيارة زعيم كوريا الشمالية، الذي نادرا ما يغادر البلاد، إلى روسيا تأتي "كذروة جديدة للصداقة والتضامن والتعاون في تاريخ تطور العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو ترغب في تطوير "تعاون يتسم بالإنصاف والمساواة" مع كوريا الشمالية رغم العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على بيونجيانج.
وأضاف لافروف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي بُثت مقتطفات منها يوم الأحد "لم نعلن عن عقوبات ضد كوريا الشمالية، بل مجلس الأمن هو من فعل ذلك... سنعمل على تطوير تعاون يتسم بالإنصاف والمساواة مع كوريا الشمالية".
وكان الكرملين قد قال في وقت سابق إنه ملتزم بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة لكن من حقه تطوير العلاقات مع الدول المجاورة، ومنها المسائل الحساسة.
وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقلق من تقارب العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية، في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا ومضي بيونجيانج في تطوير الصواريخ والأسلحة النووية.
وتقول كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا سيمثل انتهاكا لعقوبات الأمم المتحدة على بيونجيانج، وإن الحلفاء سيحرصون على ضمان تحمل عواقب للأمر.
ووصف الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، في ردود مكتوبة لوكالة أسوشيتد برس يوم الأحد، هذه الشراكة العسكرية بأنها "غير قانونية وغير مشروعة" قائلا إن المجتمع الدولي "سوف يتحد بقوة أكبر" للتعامل مع تنامي العلاقات بين موسكو وبيونجيانج.
ويتوجه يون إلى نيويورك يوم الاثنين للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
* الترويج للزيارة
بذلت روسيا ما في وسعها للترويج لزيارة كيم، وتجاهلت تلميحات متكررة حول احتمال التعاون العسكري مع كوريا الشمالية، الدولة التي نشأت عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفييتي.
وتفقد كيم يوم السبت برفقة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو القاذفات الاستراتيجية الروسية ذات القدرة النووية والصواريخ فرط الصوتية والسفن الحربية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية يوم الأحد أن كيم وشويجو "تبادلا وجهات نظر بناءة بشأن القضايا العملية الناشئة عن زيادة تعزيز التنسيق الاستراتيجي والتكتيكي والتعاون والتبادل المشترك بين القوات المسلحة للبلدين وفي مجالي الدفاع والأمن القوميين".
وقال شويجو لوسائل إعلام روسية إن موسكو تدرس إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع كوريا الشمالية. وزار شويجو بيونجيانج في يوليو تموز وقام بجولة برفقة كيم في معرض للأسلحة فيما يعد أحد أبرز المؤشرات على تعميق العلاقات بين البلدين وقتها.
وقالت وكالة الأنباء المركزية إن كيم زار أسطول المحيط الهادي الروسي المجهز بغواصات نووية استراتيجية وسفن عسكرية أخرى، ونقلت عنه إشادته بالأسطول لمساهمته في السلام في المنطقة. والتقطت له صور في أثناء تجوله في غرفة للتحكم وخلال تفقد سفينة حربية.
وأطلقت كوريا الشمالية هذا الشهر أول "غواصة هجومية نووية تكتيكية" جاهزة للعمليات.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن أوليج كوزيمياكو حاكم منطقة بريمورسكي في أقصى شرق روسيا أهدى كيم سترة مضادة للرصاص وست طائرات مسيرة تم إنتاجها في المنطقة.
(إعداد مروة سلام والشيماء سعد ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم ومحمد محمدين وحسن عمار)