من ستيف هولاند ولوري تشين
واشنطن (رويترز) - قالت بكين وواشنطن يوم الأحد إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان التقى بوزير الخارجية الصيني وانغ يي في مالطا مطلع هذا الأسبوع بينما يسعى أكبر اقتصادين في العالم إلى تحقيق الاستقرار في علاقاتهما المتوترة.
وجاء في بيانين منفصلين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الصينية نُشرا يوم الأحد أن المسؤولين أجريا محادثات "صريحة وموضوعية وبناءة" خلال عدة اجتماعات يومي 16 و17 سبتمبر أيلول.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن هناك أيضا علامات مبكرة "محدودة" على احتمال البدء في استعادة الاتصالات العسكرية المقطوعة بين الجانبين.
ولم يعلق المسؤولون الصينيون على احتمال التواصل بين الجيشين.
ولقاء سوليفان مع وانغ هو الأحدث في سلسلة من المحادثات الرفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين والتي يمكن أن تضع الأساس لاجتماع بين رئيسي البلدين جو بايدن وشي جين بينغ في وقت لاحق من هذا العام.
وتأتي هذه المحادثات وسط سلسلة من الاضطرابات في المناصب العليا في الحكومة الصينية، بما في ذلك اختفاء وزير الدفاع لي شانغ فو، والتذبذب في اقتصاد البلاد الذي أثار الذعر في العواصم الأجنبية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين إن محادثات مالطا امتدت لنحو 12 ساعة على مدار اليومين. وكان سوليفان قد التقى بوانغ آخر مرة في فيينا في مايو أيار الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الجانبين اتفقا على مواصلة اللقاءات الرفيعة المستوى وإجراء مشاورات ثنائية بخصوص شؤون آسيا والمحيط الهادي فضلا عن القضايا البحرية وتلك المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة أبلغت الصين باستعدادها للعمل معا في مجال مكافحة المخدرات والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ حتى مع التعبير عن مخاوفها بشأن الدعم الصيني غير المحدد لروسيا وإرسال بكين في الآونة الأخيرة طائرات مقاتلة عبر الخط الفاصل الحساس لمضيق تايوان.
ونقل بيان الخارجية الصينية عن وانغ تحذيره الولايات المتحدة من أن قضية تايوان هي "أول خط أحمر لا يمكن تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية". وتعتبر الصين الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي إقليما تابعا لها.
وقال المسؤول الأمريكي "كانت هناك بعض المؤشرات الصغيرة أو المحدودة" على أن بكين مستعدة لاستئناف بعض الاتصالات العسكرية الهادفة لتهدئة الصراع بين البلدين بعد قطع تلك العلاقات عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس آب 2022، مما أثار غضب الصين.
وأشار البيت الأبيض في بيانه إلى عقد مزيد من اللقاءات بين الولايات المتحدة والصين في الفترة المقبلة، مضيفا أن الجانبين "ملتزمان بالحفاظ على قناة الاتصال الاستراتيجية هذه ومواصلة المشاركة والمشاورات الإضافية رفيعة المستوى في المجالات الرئيسية... في الأشهر المقبلة".
وعبر بايدن هذا الشهر عن خيبة أمله بعد غياب شي عن قمة مجموعة العشرين في الهند، لكنه قال إنه سيجد فرصة للقائه. والفرصة المحتملة التالية لبايدن لإجراء محادثات مع شي هي قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في سان فرانسيسكو في نوفمبر تشرين الثاني.
وزارت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين الصين هذا العام لضمان استمرار التواصل بين البلدين على خلفية التوتر الذي نشب بعد أن أسقط الجيش الأمريكي منطاد مراقبة صينيا حلق في سماء الولايات المتحدة.
وكان بايدن وشي قد التقيا آخر مرة في 2022 على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في جزيرة بالي الإندونيسية.
(إعداد محمد علي فرج وعلي خفاجي; للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)