من مات سبيتالنك وإريك بيتش
واشنطن (رويترز) - قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية إن بلاده تقترب بشكل مطرد من تطبيع العلاقات مع إسرائيل وحذر في الوقت نفسه من أن حصول إيران على سلاح نووي يعني أنه "لا بد لنا من حيازته بالمثل".
وقال ولي العهد في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس نيوز الأمريكية لدى سؤاله عن توصيفه للمحادثات التي تهدف إلى توصل المملكة لاتفاق مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية "كل يوم نقترب".
وتأتي مقابلة المحطة المحافظة مع ولي العهد السعودي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جاهدة للدفع للتوسط من أجل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، أبرز حليفتين لواشنطن في الشرق الأوسط.
والمحادثات الرامية للتطبيع هي محور مفاوضات معقدة تشمل أيضا ضمانات أمنية أمريكية ومساعدة في مجال الطاقة النووية المدنية تسعى لها الرياض إضافة إلى تقديم إسرائيل تنازلات محتملة للفلسطينيين.
وقال ولي العهد السعودي لدى سؤاله عما يتطلبه الأمر للتوصل لاتفاق تطبيع "بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج لحل هذا الجزء... ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن".
وتابع متحدثا بالإنجليزية "يجب أن نرى إلى أين سنصل. نأمل أننا سنصل إلى مكان سيسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط".
وعبر بن سلمان عن قلقه بشأن احتمال حيازة إيران لسلاح نووي. وتنفي طهران السعي لامتلاك قنبلة نووية.
وقال ولي العهد السعودي "هذه خطوة سيئة... إذا استعملتَها سيتعين أن تدخل في معركة كبرى مع باقي العالم".
ولدى سؤاله عما سيحدث إذا حصلت إيران بالفعل على قنبلة نووية قال "إذا حصلوا على واحدة فلا بد أن نحصل عليها بالمثل، لأسباب أمنية ومن أجل توازن القوى في الشرق الأوسط. لكننا لا نريد أن نرى ذلك".
* منافع محتملة لاتفاق واسع
بينما يصر مسؤولون أمريكيون على أن أي انفراجة بشأن العلاقات لا تزال بعيدة المنال، فإنهم يروجون خلف الأبواب المغلقة للمنافع المحتملة للتوصل إلى اتفاق إقليمي واسع.
ويشمل هذا إنهاء نقطة كفيلة بإشعال الصراع العربي الإسرائيلي، وتقوية التكتل الإقليمي المناهض لإيران، والتصدي لصولات وجولات الصين في منطقة الخليج، إضافة إلى تحقيق بايدن لنصر في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه للفوز بفترة جديدة في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني 2024.
وجاء بث المقابلة التي تم تسجيلها مسبقا في اليوم نفسه الذي شهد عقد اجتماع طال انتظاره بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللذين تعهدا فيه بالعمل معا من أجل تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية بما قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
كما قالا إن إيران لا يمكن السماح لها بالحصول على سلاح نووي.
يأتي التصريح الصارم من جانب بن سلمان لطهران رغم اتفاق البلدين في مارس آذار بعد محادثات جرت بوساطة صينية على استئناف العلاقات بعد سنوات من العداء.
ومد بن سلمان يده في الوقت نفسه بغصن زيتون لإيران، وقال إن البلدين حققا "بداية جيدة" وعبر عن أمله في أن يتواصل هذا التوجه.
ودافع ولي عهد السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، عن قرار تحالف أوبك+ بشأن خفض إنتاج النفط، وقال إنه يعتمد على استقرار السوق وليس المقصود منه مساعدة روسيا التي تعتمد على عائدات الطاقة لتمويل حربها في أوكرانيا.
وعندما سئل بن سلمان عن العملية العسكرية الروسية، قال إن غزو دولة أخرى "سيء حقا" لكنه بدا متمسكا بموقفه المتمثل في عدم الانحياز لأي طرف في الحرب.
وتعد تلبية مطالب بن سلمان من بين التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في مساعيها للتوسط من أجل التوصل لاتفاق واسع النطاق. ويتردد أنه يسعى إلى إبرام معاهدة تلتزم الولايات المتحدة بموجبها بالدفاع عن المملكة في حال تعرضها لهجوم، كما يريد أسلحة متطورة ومساعدة بلاده حتى يكون لديها برنامج نووي مدني.
ومن جانب الإسرائيليين، يسعى بن سلمان للحصول على تنازلات كبيرة للفلسطينيين للإبقاء على احتمالات إقامة دولة على الأراضي المحتلة، وهو أمر يسعى إليه بايدن أيضا إلا أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لم تبد استعدادا يذكر للقيام به.
وهناك حاجة ماسة متزايدة في واشنطن للمضي في هذا الشأن في ظل مساعي الصين لتوطيد موطئ قدم استراتيجي في السعودية. كما تسعى الإدارة إلى تحسين العلاقات مع الرياض التي سبق أن تعهد بايدن بجعلها "منبوذة".
غير أن تعزيز العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية سيواجه مقاومة في الكونجرس الأمريكي، حيث ينتقد كثيرون بن سلمان على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 وتدخل الرياض في اليمن ودورها في ارتفاع أسعار النفط.
وردا على سؤال حول مقتل خاشقجي، قال بن سلمان إنه يعمل على إصلاح النظام الأمني في المملكة لضمان عدم تكرار مثل هذا "الخطأ" مرة أخرى.
(إعداد سلمى نجم ومروة غريب للنشرة العربية)