💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سكان بلدة سبسطية الفلسطينية يخشون عزلهم عن مواقعها الأثرية

تم النشر 21/09/2023, 16:08
© Reuters. منظر عام للأعمدة القديمة في بلدة سبسطية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية يوم 26 أغسطس آب 2023. تصوير: رنين صوافطة - رويترز.
USD/ILS
-

من علي صوافطة

سبسطية (الضفة الغربية) (رويترز) - يخشى سكان بلدة سبسطية في شمال الضفة الغربية المعروفة بمواقعها الأثرية التي يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام شكلت جزءا من حياتهم الاجتماعية وذكرياتهم أن يفقدوها في ظل مساع إسرائيلية للسيطرة عليها بشكل كامل.

وقال محمد عازم رئيس بلدية سبسطية الواقعة في محافظة نابلس لرويترز إن ضباطا كبارا من الجيش الإسرائيلي يترددون على المنطقة الأثرية في الفترة الأخيرة.

وأضاف "هذا استمرار لحلقات الاقتحام في الأيام والأسابيع الماضية وهي مقدمة لتنفيذ أكبر مشروع تهويدي للمنطقة الأثرية في منطقة سبسطية وسرقة آثارها".

وخصصت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا مبلغ 32 مليون شيقل لتطوير المواقع الأثرية في سبسطية الواقعة في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة ضمن اتفاقية أوسلو المؤقتة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقسمت هذه الاتفاقية الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة أقسام (أ) التابعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة والتي تمثل المدن والمنطقة (ب) التي تمثل القرى وهي خاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا لإسرائيل فيما خضعت المنطقة الثالثة(ج) والتي تشكل حوالي 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية للسيطرة الإسرائيلية الكاملة إلى حين التوصل لاتفاق سلام دائم.

وتصنف سلطة الآثار الإسرائيلية سبسطية مواقع أثرية إسرائيلية.

وتقول سلطة الحدائق والطبيعة الإسرائيلية على موقعها الرسمي إن سبسطية "كانت عاصمة مملكة إسرائيل قبل حوالي 3000 عام وكانت تعرف بالسامرة".

وتشير إلى "قصر ملوك إسرائيل" على أنه واحد من أهم المواقع الأثرية في سبسطية، وتضيف "بنى ملوك إسرائيل على قمّة الجبل قلعة قويّة، محاطة بجدار خارجي وجدار داخلي".

وتأتي وفود إسرائيلية تحت حراسة الجيش لزيارة المنطقة ويقول السكان إن الجيش الإسرائيلي ينظم حفلات تخرج بين فترة وأخرى للضباط على المدرج الروماني أحد أبرز المعالم الأثرية في بلدة سبسطية.

وأقامت إسرائيل في نهاية السبعينات مستوطنة (شافي شمرون) التي تبعد مئات الأمتار عن المواقع الأثرية في بلدة سبسطية ويقول الفلسطينيون إن عمليات تجريف جرت مؤخرا في المنطقة المحيطة بالمستوطنة بهدف توسيعها.

وجاء على الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية "أظهرت التنقيبات الأثرية العديدة التي نُفذت في الموقع منذ مطلع القرن العشرين أن أقدم الدلائل الأثرية تعود للعصر البرونزي المبكر" عام 3200 قبل الميلاد.

وتضيف "خلال الفترة الرومانية شهدت المدينة تنفيذ مشروع بنائي ضخم، والذي احتوى على سور المدينة، والبوابة الغربية، والشارع المعمد الذي أقيم على امتداده 600 عمود، بالإضافة إلى البازيليكا (السوق)، والساحة العامة، والمسرح، ومعبد أغسطس، ومعبد كوري، والملعب الرياضي، والقناة المائية، والمقابر".

ويتابع الموقع "احتفظت سبسطية المملوكية والعثمانية والحديثة باسمها الروماني القديم".

وتقع مجموعة من المواقع الأثرية وسط البلد وتشمل المسجد، وضريح النبي يحيى، وكاتدرائية يوحنا المعمدان، والمقبرة الرومانية، ومعصرة الزيتون، وقصر الكايد ومجموعة من المباني التقليدية.

وهناك معالم أثرية تقع على أطراف البلدة أهمها المدرج الروماني وكنيسة وقصر لا تزال الكثير من معالمها واضحة للعيان رغم عدم إجراء أي عمليات ترميم لها على مدى السنوات الماضية.

وأوضح محمد عازم رئيس بلدية سبسطية أن "المخططات الإسرائيلية الهادفة للسيطرة على المواقع الأثرية بدأت تظهر على أرض الواقع".

وأضاف "الاقتحامات المتكررة لجيش الاحتلال والعصابات الاستيطانية ودوائر الاحتلال المختلفة ما هي إلا مقدمة لتنفيذ هذا المشروع التهويدي الكبير".

وتابع قائلا "بلدية سبسطية من أكبر المواقع التاريخية والأثرية في فلسطين وأصبحت بلدة سبسطية تقع في دائرة الخطر والاستهداف الكبير، وحكومة الاحتلال بكل مكوناتها تفرض طوقا كبيرا على سبسطية من خلال هذا المشروع في مقدمة لسرقة الآثار وتهويدها".

وتخلق المواقع الأثرية فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأهالي سبسطية في ظل حركة سياحية محلية وأجنبية وإن كانت محدودة.

وقال عازم "هناك أكثر من 50 عائلة في بلدة سبسطية تعتاش من وراء الحركة السياحية في هذه المنطقة... ستصبح هذه العائلات بلا مصدر دخل".

وقال سامر الشاعر صاحب متجر بجوار المنطقة الأثرية "الحركة السياحية تتأثر سلبا بقدوم الاحتلال ومحاولة تسويق هذا المكان على إنه إسرائيلي".

وأضاف لرويترز "لما بيجي الجيش والمستوطنين لا دخول ولا خروج وأحيانا يمنعونا نفتح المحلات السياحية".

وتمثل الآثار في بلدة سبسطية جزءا من الحياة الاجتماعية والثقافية لسكان البلدة البالغ عددهم نحو خمسة آلاف.

وقال زيد أزهري الناشط الشبابي في مجال السياحة "أكبر مخاوفنا هي إغلاق الموقع وعزلنا عنه ومنع وصولنا للآثار القديمة".

وأضاف لرويترز "إحنا بنحكي عن جزء مهم من الحياة الاجتماعية للإنسان الفلسطيني العايش في سبسطية، كلنا كفلسطينيين يربطنا في الموقع ذكريات ومشاعر هي بطبيعة الحال انبنت لوجودنا داخل الموقع".

وتابع قائلا "كانت في محاولات إسرائيلية من 1978 وصولا للعام 2000 (للسيطرة على الموقع الأثري في سبسطية) لكن الانتفاضة الثانية سبب في إفشالها وإعادة الروح لهذه المنطقة ولكن اليوم في محاولة أكثر شراسة مع حكومة اليمين الإسرائيلية".

وتشكو وزارة السياحة الفلسطينية من منع السلطات الإسرائيلية لها من العمل حتى في المناطق الخاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية.

وقال عبد السلام أسيا مدير دائرة السياحة والآثار في محافظة نابلس "نحن ممنوعون من العمل في المنطقة (ج) ولكن مؤخرا وهذا مؤشر خطير نحن ممنوعون من العمل في المنطقة (ب)".

وأضاف "الموقع الأثري في سبسطية يضم أغلب الشواهد الأثرية في سبسطية، والرواية الإسرائيلية تقول إن هذا المكان أو هذا الموقع يعود لهم، لكن نحن روايتنا الفلسطينية بعكس هذه الرواية".

وأوضح أسيا أن "المخطط الإسرائيلي في سبسطية هو مخطط لتهويد المنطقة وعزلها، وهذا سيؤدي إلى منع أو تقليل عدد الزوار لهذه المنطقة وسيؤثر على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والأمنية".

وتعمل جمعية (الروزنا) التي تعنى بالحفاظ على التراث على تنظيم جولات ميدانية لمجموعات من الصحفيين والعاملين في المؤسسات الحقوقية وغيرهم في المنطقة الأثرية في سبسطية.

وقالت فيولا عبد الله المتحدثة باسم الجمعية "هذه الجولة جاءت بعد ما شعرنا بالخطر لأن هناك ادعاء كثير حول إقامة مشاريع ومتنزه وحملة دعائية لكل المستوطنين إنهم يجيوا على المكان ويستوطنوا فيه".

وأضافت "لذلك الوجود الفلسطيني مهم وضروري وكمان من فئة الشباب لإنهم المستقبل ولما بيجوا يستكشفوا المكان بتثبت المعلومات...الوجود حماية ما في شي يعملوا غير يتواجدوا في المكان".

وبدت المجموعة التي حضرت لزيارة الموقع تغمرها الدهشة وهي تنتقل من معلم أثري إلى آخر.

© Reuters. منظر عام للأعمدة القديمة في بلدة سبسطية بالقرب من نابلس في الضفة الغربية يوم 26 أغسطس آب 2023. تصوير: رنين صوافطة - رويترز.

وقالت نسرين عواد التي كانت من بين الوفد الزائر "هنا عمق التاريخ والحضارة ضارب فيها بالجذور، يعني بالأعماق كل شي فيها أثري وكل شيء فيها يدل فعليا إن جذورها ضاربه في العمق تماما".

وأضافت "هيك مكان على الأقل يكون مدرج على قوائم التراث العالمي، كل فلسطيني وكل سائح لازم يجي يتفرج على سبسطية ويشوف هذا الامتداد التاريخي العميق جدا جدا".

(تحرير سها جادو للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.