الأمم المتحدة (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إنه يعتقد أن بلاده على أعتاب سلام مع السعودية، متوقعا أن يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من تحقيق هذه الخطوة التي قال إنها ستغير شكل منطقة الشرق الأوسط.
ومع مطالبة الرياض وواشنطن بإدراج الفلسطينيين في الجهود الدبلوماسية، قال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إنه لا ينبغي السماح للفلسطينيين بالاعتراض على إبرام اتفاقات في المنطقة.
وزادت هذا الأسبوع توقعات بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الاتفاق يقترب يوما بعد آخر. وعقد نتنياهو وبايدن اجتماعا طال انتظاره لمناقشة هذه الاحتمالات.
ووصف نتنياهو اتفاقات التطبيع المبرمة في 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين بأنها مقدمة لاتفاقات أخرى. وتعرف هذه باسم اتفاقيات إبراهيم وأبرمت برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقال نتنياهو "ليس هناك شك في أن اتفاقيات إبراهيم بشرت ببزوغ فجر عصر جديد من السلام... أعتقد أننا على أعتاب انفراجة أكثر دراماتيكية: سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية".
ومن المرجح أن يتطلب مثل هذا الاتفاق المعقد دعما كبيرا من المشرعين الأمريكيين، وهو أمر صعب مع الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024.
وبينما نسب نتنياهو الفضل إلى ترامب في الاتفاقات السابقة، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يأمل أن تتوصل الإدارة الأمريكية الحالية إلى هذا الاتفاق على الرغم من إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن الطريق لا يزال طويلا وأنه لا يوجد ضمان للنجاح.
وقال "أعتقد أنه يمكننا تحقيق السلام مع السعودية بقيادة الرئيس بايدن".
ورغم إعلان نتنياهو استعداده للسعي نحو التوصل إلى تسوية ما مع الفلسطينيين، الذين ترفض الحكومة الإسرائيلية المنتمية لليمين المتطرف إقامة دولة لهم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتعين ألا نعطي للفلسطينيين حق الاعتراض على معاهدات السلام الجديدة مع الدول العربية".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "واهم من يظن أن السلام ممكن أن يتحقق في الشرق الأوسط دون أن يحصل شعبنا على كامل حقوقه".
* مسعى إيراني لإفشال المساعي
قال نتنياهو إن إيران تسعى لإفشال اتفاق السلام مع السعودية. وكثيرا ما يستخدم نتنياهو منصة الأمم المتحدة للتحذير من إيران.
لكنه قال إن التطبيع يجري العمل عليه بالفعل، مشيرا إلى الممر الجوي الحالي لشركات الطيران الإسرائيلية فوق الأراضي السعودية والخطة الطموح التي أعلنها بايدن هذا الشهر لجعل البلدين جزءا من شبكة للسكك الحديدية والشحن من شأنها أن تمتد من الهند إلى البحر المتوسط.
وأوضح نتنياهو مشروع السكك الحديدية من خلال رسم خط أحمر على خريطة للمنطقة في محاكاة لخطاب ألقاه في الأمم المتحدة عام 2012 رسم خلاله "خطا أحمر" لمسعى إيران النووي.
وقال "اليوم أحمل هذا القلم الأحمر لإظهار نعمة عظيمة"، واصفا التطبيع مع السعودية بأنه "تغيير استثنائي، وتغيير هائل، ومحور آخر للتاريخ".
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال نتنياهو إنه "مسرور" لسماع التصريحات الإيجابية التي أدلى بها ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، في مقابلة سابقة مع الشبكة الأمريكية.
وقال نتنياهو في أجزاء من مقابلة ستبث بالكامل في وقت لاحق من يوم الجمعة "(أريد) استعارة عبارة، وهي أنني أعتقد أننا نقترب من السلام في كل يوم".
وأضاف نتنياهو أنه لا يريد "التقليل من العقبات التي تواجهنا". لكنه شدد على أنه وبايدن ومحمد بن سلمان "يريدون بشدة التوصل إلى نتيجة"، قائلا "أعتقد أن هذا يزيد حقا من احتمال نجاحنا".
وبعد وقت قصير من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، قال مكتبه إن رئيس الوزراء أخطأ عندما قال إن "إيران يجب أن تواجه تهديدا نوويا حقيقيا" لمنعها من الحصول على سلاح نووي.
وقال مكتب نتنياهو إنه أخطأ في قراءة النص الذي أعد مسبقا والذي يدعو إلى "تهديد عسكري حقيقي" ضد البرنامج النووي الإيراني.
وكانت تلك الكلمات متوافقة مع ما صرح به نتنياهو في كثير من الأحيان قبل ذلك.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي امتلاكها أسلحة نووية لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط.
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)