من فليكس لايت
بالقرب من كورنيدزور (أرمينيا) (رويترز) - قالت السلطات العرقية الأرمنية في ناجورنو قرة باغ يوم السبت إن البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع أذربيجان يجري تنفيذها، بما في ذلك إجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وفي وقت سابق، عقد الأرمن في قرة باغ جولة أخرى من المحادثات مع مسؤولي أذربيجان في مدينة شوشا، بعد ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار الذي أعقب هجوما خاطفا استمر 24 ساعة واستعادت فيه باكو السيطرة على الإقليم الجبلي.
وأضافت السلطات الأرمنية في الإقليم في بيان أن العمل جار لعودة الكهرباء بحلول يوم الأحد كما أشارت إلى "مشاورات سياسية" حول مستقبل الإقليم الذي يقنطه 120 ألفا من الأرمن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه بموجب شروط وقف إطلاق النار بدأ المقاتلون الأرمن في الإقليم تسليم أسلحتهم التي تضمنت ما يزيد على 800 بندقية وست مركبات مدرعة. وتنشر موسكو قوات لحفظ السلام قوامها نحو ألفي جندي في المنطقة.
ومع معاناة الأرمن من نقص كبير في الغذاء والوقود بعد الحصار الفعلي الذي فرضته أذربيجان على مدى أشهر، توجهت قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى قرة باغ يوم السبت، وهي الأولى منذ هجوم باكو.
وقالت اللجنة الدولية في بيان لاحق إن القافلة نقلت ما يقرب من 70 طنا من الإمدادات الإنسانية، منها دقيق (طحين) القمح والملح وزيت دوار الشمس عبر ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط بين أرمينيا وقرة باغ.
وأضافت أن فريقا منها أجرى كذلك عملية إجلاء طبي شمل 17 مصابا جراء القتال.
وذكرت روسيا أنها سلمت بشكل منفصل أكثر من 50 طنا من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات.
وتصطف أكثر من 20 شاحنة مساعدات أخرى تحمل لوحات أرقام أرمينية على جانب طريق قريب منذ يوليو تموز. وقالت أذربيجان في ذلك الحين إن وجود تلك القافلة يصل إلى مرتبة "الاستفزاز" والسعي للنيل من سلامة أراضيها.
* حماية المدنيين
تريد أذربيجان دمج الإقليم المتنازع عليه منذ فترة طويلة وتعهدت بحماية حقوق المنتمين لعرقية الأرمن. وتقول أذربيجان إن الأرمن أحرار في المغادرة إذا فضلوا ذلك بينما يقول الأرمن إنهم يخشون التعرض للاضطهاد إذا ظلوا في الإقليم.
وقالت وزارة الداخلية في أذربيجان يوم السبت إن مهمتها الرئيسية هي ضمان سلامة السكان المدنيين الأرمن وإنها توفر لهم الخيام والطعام الساخن والمساعدات الطبية.
وقال المتحدث باسم الوزارة لرويترز "نعمل أيضا على إصدار وثائق للسكان الأرمن وجوازات سفر وما إلى ذلك... هناك بالفعل من تقدموا بطلبات إلينا".
وقال السناتور جاري بيترز عضو مجلس الشيوخ الأمريكي يوم السبت إن هناك حاجة لمراقبين دوليين لمراقبة الوضع في ناجورنو قرة باغ وشفافية من أذربيجان.
وأضاف بيترز، الذي رأس وفدا من الكونجرس توجه إلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان يوم السبت، " أعتقد أن العالم بحاجة إلى معرفة ما يحدث هناك تحديدا".
وأردف قائلا للصحفيين "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك بعض الوضوح".
وخسرت أرمينيا حربا في عام 2020 أمام أذربيجان اندلعت بسبب النزاع على هذا الإقليم، وخصصت مساحة لاستقبال عشرات الآلاف من الأرمن الذين يعيشون في قرة باغ، تشمل فنادق قرب الحدود، على الرغم من أن رئيس الوزراء نيكول باشينيان يقول إنه لا يريدهم أن يغادروا منازلهم ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية.
وبدأت أذربيجان عمليتها "لمكافحة الإرهاب" في الإقليم يوم الثلاثاء بعد مقتل بعض من جنودها فيما قالت باكو إنها هجمات من الإقليم الجبلي.
* "عالم ظالم"
قال أرمينوي كارابيتيان، وهو أرمني من قرة باغ، إنه صار الآن بلا مأوى ولا يحمل سوى القليل من مقتنياته وصورة لابنه الذي توفي عام 2020 في عمر 24 عاما، بعدما ترك منزله في قرية كوسابات.
وقال كارابيتيان لقناة (أرمينياإيه.1+)، التي عقدت رويترز شراكة معها، "اليوم طردونا إلى الشارع. جعلونا مشردين".
وأضاف "ماذا يمكنني أن أقول؟ نحن نعيش في عالم ظالم... ليس لدي ما أقوله. أشعر بالأسف على دماء أبنائنا. أشعر بالأسف على أراضينا التي ضحى أبناؤنا بحياتهم من أجلها، واليوم... أفتقد قبر ابني".
واحتشد الآلاف من أرمن قرة باغ في المطار سعيا إلى الحصول على الحماية من قوات حفظ السلام الروسية هناك.
وقالت سفيتلانا ألافيرديان من قرية أراجادزور إنها فرت دون أن تتمكن من أخذ شيء من مقتنياتها حتى الملابس بعد أن اجتاحت الاشتباكات المسلحة القرية.
وأضافت لقناة (أرمينياإيه.1+) "كانوا يطلقون النار على اليمين، وكانوا يطلقون النار على اليسار، خرجنا واحدا تلو الآخر من دون أخذ ملابس".
(إعداد رحاب علاء ومحمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير مروة سلام ودعاء محمد)