من لوك بيكر
القدس (رويترز) - يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحفاظ على تماسك ائتلافه الهش وسط تزايد الأحاديث عن انتخابات مبكرة لكنه في حين يسعى لتعزيز مكانته داخليا يخاطر بمزيد من إثارة نفور شركائه الدوليين.
ولارضاء أحزاب مشاكسة من أقصى اليمين في حكومته تعهد نتنياهو بمزيد من المستوطنات على الأرض التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة عليها مما أثار حنق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي محاولة لاسترضاء القوميين المتشددين لم يستنكر نتنياهو دعواتهم للسماح لليهود بالصلاة في مجمع الحرم القدسي رغم قوله إن الحظر الساري منذ عقود على مثل تلك الصلوات لن يتغير.
وأضر هذا النهج الحذر بعلاقات إسرائيل مع الأردن التي تشرف على الحرم القدسي مما دفع عمان إلى استدعاء سفيرها للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين عام 1994.
وأشعل أيضا أسوأ عنف تشهده القدس منذ عقد مع اندلاع أعمال عنف يومية في القدس الشرقية وتزايد الحديث عن انتفاضة فلسطينية جديدة.
وقال سفير أوروبي معبرا عن الاحباط ازاء ما يعتبره عنادا من نتنياهو "من الخارج.. يصعب فهم سبب ما يفعله."
وأضاف "إنها في النهاية مسألة انتخابية. كل ما يهمه البقاء في السلطة وهذا ما يعول عليه."
وليس من المقرر رسميا إجراء انتخابات قبل 2017. لكن تتزايد التكهنات الآن بالدعوة لانتخابات مبكرة ربما خلال ستة أشهر بسبب تزايد الخلافات داخل الائتلاف والمشاحنات داخل حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو.
ويشير ذلك إلى أن فترة نصف العام المقبلة ستكون مضطربة مع محاولة نتنياهو أن يبقي شركاء الائتلاف الذين تتزايد مطالبهم في جانبه حتى لو تطلب ذلك القاء بعض العظم لهم فيما قد يزعج الفلسطينيين والحلفاء الدوليين.
ويتعلق السؤال بما إن كان نتنياهو - وهو الأطول بقاء في المنصب منذ ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل - سيمكنه الاحتفاظ بسيطرة ما على التوتر المتزايد الذي يبدو أن نهجه السياسي يسببه أم أن الاحداث قد تخرج عن السيطرة.
وبعدما أصبحت السويد الشهر الماضي أول دولة غربية كبرى تعترف بفلسطين كدولة مستقلة فيمكن لأي خطأ في الحسابات أن يقدم لدول أوروبية أخرى مبررات لاقتقاء خطى السويد.
وفي خضم كل ذلك يكون على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتعامل مع أزمة أمنية متفاقمة مع تزايد العنف.
وطعن رجل فلسطيني جنديا إسرائيليا وأصابه بجراح خطيرة في تل أبيب يوم الاثنين مما يوسع دائرة أحداث العنف في الآونة الأخيرة والتي كانت محصورة إلى حد كبير في القدس حيث قتل أربعة أشخاص.
وزاد قتل الشرطة الإسرائيلية لمواطن من عرب إسرائيل من تعقيد الوضع مع المخاطرة باحتمال انضمام الأقلية العربية البالغة 20 في المئة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في انتفاضة ضد إسرائيل حتى وإن كان هذا الاحتمال ما زال بعيدا.
وتأتي هذه التطورات في غياب أي محادثات سلام مع الفلسطينيين. وانهارت الجولة الأخيرة في أبريل نيسان بعد شهور من الجلسات العقيمة إلى حد كبير.
ومنذ ذلك الحين ساءت بشدة العلاقات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهم الزعيم الإسرائيلي عباس بالتحريض على أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة بدعوة المسلمين إلى الدفاع عن المسجد الأقصى بكل السبل.
وقبل بضعة شهور كان نتنياهو يت
من لوك بيكر
القدس (رويترز) - يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحفاظ على تماسك ائتلافه الهش وسط تزايد الأحاديث عن انتخابات مبكرة لكنه في حين يسعى لتعزيز مكانته داخليا يخاطر بمزيد من إثارة نفور شركائه الدوليين.
ولارضاء أحزاب مشاكسة من أقصى اليمين في حكومته تعهد نتنياهو بمزيد من المستوطنات على الأرض التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة عليها مما أثار حنق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي محاولة لاسترضاء القوميين المتشددين لم يستنكر نتنياهو دعواتهم للسماح لليهود بالصلاة في مجمع الحرم القدسي رغم قوله إن الحظر الساري منذ عقود على مثل تلك الصلوات لن يتغير.
وأضر هذا النهج الحذر بعلاقات إسرائيل مع الأردن التي تشرف على الحرم القدسي مما دفع عمان إلى استدعاء سفيرها للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين عام 1994.
وأشعل أيضا أسوأ عنف تشهده القدس منذ عقد مع اندلاع أعمال عنف يومية في القدس الشرقية وتزايد الحديث عن انتفاضة فلسطينية جديدة.
وقال سفير أوروبي معبرا عن الاحباط ازاء ما يعتبره عنادا من نتنياهو "من الخارج.. يصعب فهم سبب ما يفعله."
وأضاف "إنها في النهاية مسألة انتخابية. كل ما يهمه البقاء في السلطة وهذا ما يعول عليه."
وليس من المقرر رسميا إجراء انتخابات قبل 2017. لكن تتزايد التكهنات الآن بالدعوة لانتخابات مبكرة ربما خلال ستة أشهر بسبب تزايد الخلافات داخل الائتلاف والمشاحنات داخل حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو.
ويشير ذلك إلى أن فترة نصف العام المقبلة ستكون مضطربة مع محاولة نتنياهو أن يبقي شركاء الائتلاف الذين تتزايد مطالبهم في جانبه حتى لو تطلب ذلك القاء بعض العظم لهم فيما قد يزعج الفلسطينيين والحلفاء الدوليين.
ويتعلق السؤال بما إن كان نتنياهو - وهو الأطول بقاء في المنصب منذ ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل - سيمكنه الاحتفاظ بسيطرة ما على التوتر المتزايد الذي يبدو أن نهجه السياسي يسببه أم أن الاحداث قد تخرج عن السيطرة.
وبعدما أصبحت السويد الشهر الماضي أول دولة غربية كبرى تعترف بفلسطين كدولة مستقلة فيمكن لأي خطأ في الحسابات أن يقدم لدول أوروبية أخرى مبررات لاقتقاء خطى السويد.
وفي خضم كل ذلك يكون على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتعامل مع أزمة أمنية متفاقمة مع تزايد العنف.
وطعن رجل فلسطيني جنديا إسرائيليا وأصابه بجراح خطيرة في تل أبيب يوم الاثنين مما يوسع دائرة أحداث العنف في الآونة الأخيرة والتي كانت محصورة إلى حد كبير في القدس حيث قتل أربعة أشخاص.
وزاد قتل الشرطة الإسرائيلية لمواطن من عرب إسرائيل من تعقيد الوضع مع المخاطرة باحتمال انضمام الأقلية العربية البالغة 20 في المئة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في انتفاضة ضد إسرائيل حتى وإن كان هذا الاحتمال ما زال بعيدا.
وتأتي هذه التطورات في غياب أي محادثات سلام مع الفلسطينيين. وانهارت الجولة الأخيرة في أبريل نيسان بعد شهور من الجلسات العقيمة إلى حد كبير.
ومنذ ذلك الحين ساءت بشدة العلاقات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهم الزعيم الإسرائيلي عباس بالتحريض على أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة بدعوة المسلمين إلى الدفاع عن المسجد الأقصى بكل السبل.
وقبل بضعة شهور كان نتنياهو يتحدث عن "أفق جديد" في الشرق الأوسط قائلا إن التهديد من تنظيم الدولة الإسلامية يعني أن دولا مثل السعودية والأردن ومصر لها مصلحة مشتركة مع إسرائيل في هزيمة التطرف الإسلامي.
لكن الآن مع استدعاء الأردن لسفيرها وانفعال مصر بسبب التطورات في الحرم القدسي بدأ هذا الأفق يلوح نائيا وضبابيا.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)