من رنين صوافطة
حوارة (الضفة الغربية) 6 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مستوطنا يهوديا قتل فلسطينيا يبلغ من العمر 19 عاما خلال هجوم لمستوطنين على بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة.
وقال سكان في البلدة إن مجموعة من المستوطنين نصبوا خيمة في حوارة وأقاموا بعض الصلوات ونظموا مسيرة في وقت لاحق عبر البلدة حمل خلالها بعضهم أسلحة وبدأوا في تخريب المتاجر والسيارات.
وأضاف السكان أن أحدهم أطلق النار على الطالب الجامعي لبيب ضميدي الذي لقي حتفه فيما بعد متأثرا بإصابته في المستشفى.
وقدم الجيش الإسرائيلي رواية مختلفة وقال إن قواته أطلقت النار على فلسطيني رشق مركبة إسرائيلية بالحجارة خلال اشتباكات بين عشرات المستوطنين وسكان البلدة. وأضاف أن المشتبه به أصيب بعيار ناري لكنه لم يذكر تفاصيل عن هويته.
وقال متحدث إن الجيش ليس لديه علم بشأن إطلاق أي مستوطن النار خلال المواجهات.
واندلعت أعمال عنف مجددا في وقت لاحق يوم الجمعة عندما حضر المئات جنازة ضميدي تحت مراقبة جنود إسرائيليين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 51 فلسطينيا على الأقل أصيبوا في الاشتباكات مع الجيش خلال الجنازة وجاءت أغلب الإصابات من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بينما وقعت ثلاث إصابات بالرصاص الحي.
وفي شهادة نشرتها جماعة ييش دين الإسرائيلية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من أسرة ضميدي، قال أقاربه إنه أصيب برصاصة في الصدر وهو يقف على سطح المنزل ويحاول إبعاد مستوطنين رشقوا المنزل بالحجارة وخربوا سيارة الأسرة.
* "جريمة بشعة"
نددت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان يوم الجمعة بالواقعة وقالت "تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها مستوطن حاقد وعنصري بإطلاق النار وقتل المواطن الشهيد لبيب ضميدي (19 عاما) في حوارة ليرتفع عدد الشهداء من أبناء شعبنا خلال أقل من 24 ساعة إلى أربعة شهداء، وتعتبرها الوزارة امتدادا لجرائم واعتداءات ميليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة ضد أبناء شعبنا".
وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في بيان إنه "غاضب من استمرار التحريض والاستفزازات وانعدام المساءلة" عن عنف المستوطنين.
وقال سكان في حوارة إن الجنود الإسرائيليين غضوا الطرف عن العنف الذي ارتكبه المستوطن وقت إطلاق النار على ضميدي.
وقال ثائر قواريق وهو عامل في متجر ألحق به المستوطنون الأضرار بينما ينظف زملاؤه الرصيف أمام المتجر من حطام الزجاج المتناثر "دليل واضح أن قطعان المستوطنين محميين من جنود الاحتلال.. آخذين أريحيتهم بشكل كامل"، مشيرا إلى أن تلك هي المرة الثالثة التي يهشم فيها المستوطنون الزجاج الخارجي لهذا المتجر.
وخلال زيارة للمنطقة يوم الجمعة قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن على إسرائيل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المسلحين الفلسطينيين "لحماية الأرواح وإعادة الأمن".
وأضاف أنه ملتزم بالمزيد من التطوير للمستوطنات اليهودية. وتعتبر أغلب دول العالم تلك المستوطنات غير قانونية.
وشهدت الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف في الأشهر القليلة الماضية في ظل توسيع المستوطنات وتوقف محادثات السلام برعاية الولايات المتحدة منذ نحو عقد من الزمن.
وفي الأشهر الثمانية الأولى من 2023، بلغ متوسط الحوادث التي يتعرض لها فلسطينيون ويكون المستوطنون طرفا فيها ثلاثة يوميا، وهو أعلى معدل يومي منذ بدء الأمم المتحدة تسجيل هذه البيانات في 2006.
وحوارة محاطة بمستوطنات تعزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض وعن أرضهم.
وبوقوعها على طريق رئيسي يربط نابلس في الشمال برام الله والقدس، أصبحت البلدة مسرحا لاعتداءات متكررة من المستوطنين وهجمات على إسرائيليين علاوة على القيود التي يفرضها الجيش.
وأطلق مسلح فلسطيني مشتبه به يوم الخميس النار على مركبة إسرائيلية في حوارة تقل ثلاثة من أسرة إسرائيلية لم يصبهم أذى. وطاردته قوات الأمن الإسرائيلية وقتلته.
وجاء ذلك بعد ساعات من مقتل اثنين من المسلحين الفلسطينيين وإصابة خمسة جنود إسرائيليين في اشتباكات منفصلة.
(شارك في التغطية علي صوافطة ونضال المغربي ومعيان لوبيل وهنريت شقر - إعداد مروة غريب وسلمى نجم وحسن عمار للنشرة العربية)