💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

إسرائيل تتعهد "بانتقام قوي" بعد مقتل المئات في هجوم مباغت لحماس

تم النشر 07/10/2023, 06:54
محدث 08/10/2023, 06:25

من نضال المغربي ومعيان لوبيل

القدس/غزة/سديروت (رويترز) - اجتاح مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بلدات إسرائيلية يوم السبت وقتلوا ما لا يقل عن 250 إسرائيليا وأسروا العشرات من المدنيين والجنود في أعنف يوم دموي تشهده إسرائيل منذ حرب يوم الغفران قبل 50 عاما.

وردا على هجوم حماس نفذت إسرائيل ضربات قتلت خلالها أكثر من 230 من سكان غزة في واحد من أكثر أيام الضربات الانتقامية تدميرا. واستمر القتال حتى وقت متأخر من الليل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سننتقم بشدة لما حدث في هذا اليوم الشرير".

وأضاف "شنت حماس حربا قاسية وشريرة. سننتصر في هذه الحرب ولكن الثمن باهظ للغاية بحيث لا يمكن تحمله.. حماس تريد قتلنا جميعا. هذا عدو يقتل الأمهات والأطفال في بيوتهم وفي أسرتهم. عدو يخطف كبار السن والأطفال والفتيات المراهقات".

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الهجوم بدأ في غزة وسيمتد إلى الضفة الغربية والقدس.

وسلط هنية في كلمة له الضوء على التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في القدس واستمرار الحصار على غزة والتطبيع الإسرائيلي مع دول في المنطقة. وأضاف "كم مرة حذرناكم أن شعبنا الفلسطيني يعيش منذ 75 عاما في مخيمات اللجوء وأنتم لا تعترفون بحق شعبنا؟".

وتابع "كان هذا الصبح إشراق عزة شعبنا، وصبح الهزيمة والمذلة والانكسار على عدونا ومستوطناته وجنوده". وأضاف "هذه المعركة تكشف عمليات الإعداد والتجهيز، وكذلك تكشف هشاشة هذا العدو".

وتناثرت جثث مدنيين إسرائيليين في شوارع سديروت في جنوب إسرائيل بالقرب من غزة محاطة بشظايا زجاجية. وشوهدت جثتا امرأة ورجل على المقعدين الأماميين لإحدى السيارات بينما مرت مركبة عسكرية بجوار جثتين أخريين لامرأة ورجل كانتا على الأرض وسط بركة من الدماء خلف سيارة أخرى.

وقال شلومي من سديروت "خرجت ورأيت أعدادا كبيرة من جثث الإرهابيين والمدنيين والسيارات التي تم إطلاق النار عليها. بحر من الجثث داخل سديروت على امتداد الطريق وفي أماكن أخرى. الكثير من الجثث".

وروى إسرائيليون مذعورون، متحصنون في غرف آمنة، محنتهم عبر الهاتف في بث تلفزيوني مباشر.

وقالت امرأة تدعى دورين في تصريحات للقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية عبر الهاتف من نير أوز قرب غزة إن مسلحين تسللوا إلى منزلها وحاولوا فتح الملجأ الذي كانت تختبئ فيه.

وأضافت "لقد عادوا مرة أخرى، أرجوكم أرسلوا المساعدة... هناك الكثير من المنازل المتضررة... زوجي يغلق الباب... إنهم يطلقون الرصاص".

وقالت إستر بوروشوف التي كانت تحضر حفلا راقصا عندما بدأ الهجوم إن سيارة صدمت سيارتها بينما كانت تحاول الفرار وإن شابا طلب منها ومن صديقتها القفز إلى سيارته قبل أن يتم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة. وأضافت أنها تظاهرت بالموت حتى تم إنقاذها.

وقالت لرويترز في المستشفى "لم أستطع تحريك ساقي... جاء الجنود واقتادونا إلى الأدغال".

وقال الجيش الإسرائيلي إن ضباطا كبارا في الجيش كانوا من بين القتلى في القتال قرب غزة يوم السبت.

وبحلول الساعة 1:30 صباحا بالتوقيت المحلي (2330 بتوقيت جرينتش) كانت القوات الإسرائيلية لا تزال تشتبك مع مقاتلي حماس في بعض أجزاء من جنوب إسرائيل.

وفي إفادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الوضع في البلاد ليس تحت السيطرة الكاملة.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مجلس الوزراء الأمني وافق على اتخاذ خطوات لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس والجهاد الإسلامي "لسنوات عديدة" بما يشمل قطع إمدادات الكهرباء والوقود ودخول البضائع إلى غزة.

وفي غزة تصاعد دخان أسود وألسنة لهب برتقالية في سماء المدينة من برج شاهق تعرض لضربة جوية إسرائيلية. وحملت حشود من المشيعين في الشوارع جثث ناشطين قتلوا يوم السبت ملفوفة بأعلام حماس الخضراء.

وتم نقل القتلى والجرحى في غزة إلى مستشفيات متهالكة ومكتظة في ظل نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية. وقالت وزارة الصحة إن عدد القتلى بلغ 232 والمصابين 1700 على الأقل.

وخلت الشوارع إلا من سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مواقع الغارات الجوية. وقطعت إسرائيل التيار الكهربائي لتغرق المدينة في ظلام دامس.

* بايدن يعرض المساعدة على نتنياهو

نددت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة بالهجوم الفلسطيني وتعهدت بدعم إسرائيل.

وفي البيت الأبيض ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن على شاشة التلفزيون ليقول إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وأصدر تحذيرا صريحا لإيران والدول الأخرى المعادية لإسرائيل. وقال "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي طرف آخر معاد لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات لتحقيق مكاسب. العالم يراقب".

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين إن الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أخرى لضمان احتواء الأزمة.

وتحاول واشنطن التوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وهو ما يعتبره الإسرائيليون أكبر جائزة حتى الآن في سعيهم المستمر منذ عقود للحصول على الاعتراف العربي. ويخشى الفلسطينيون أن يقضي أي اتفاق من هذا القبيل على أحلامهم المستقبلية في دولة مستقلة.

وقال أسامة حمدان مسؤول حركة حماس في لبنان لرويترز إن عملية يوم السبت يجب أن تجعل الدول العربية تدرك أن قبول المطالب الأمنية الإسرائيلية لن يحقق السلام.

وأضاف أن إنهاء "الاحتلال الإسرائيلي" يجب أن يكون نقطة البداية لمن يتطلعون إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وتابع أن بعض الدول العربية بدأت "للأسف" تتصور أن إسرائيل يمكن أن تكون البوابة إلى أمريكا للدفاع عن أمنها.

وخرجت احتجاجات دعما لحماس في أنحاء الشرق الأوسط أُحرقت فيها أعلام للولايات المتحدة وإسرائيل ولوح فيها مشاركون بأعلام فلسطينية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

واشادت إيران وجماعة حزب الله بهجوم حماس.

لم يتم إبلاغ السكان في جنوب إسرائيل حتى حلول مساء يوم السبت بانتهاء العمليات حتى يستطيعوا مغادرة الملاذات التي يختبؤون فيها من المسلحين منذ الساعات الأولى من الصباح.

وقال داني رحاميم لرويترز عبر الهاتف من أحد الملاجئ حيث لا يزال يختبئ في ناحال عوز بالقرب من سياج غزة "الأمر لم ينته لأن (الجيش) لم يقل إن البلدة خالية من الإرهابيين". وهدأ إطلاق النار لكن لا يزال من الممكن سماع دوي انفجارات متكررة.

وقالت حماس إنها أطلقت وابلا من 150 صاروخا باتجاه تل أبيب مساء يوم السبت ردا على الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت المبنى الشاهق الذي يضم أكثر من 100 شقة.

وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لقناة الجزيرة إن الجماعة تحتجز عددا كبيرا من الإسرائيليين بينهم مسؤولون كبار. وأضاف أن حماس لديها ما يكفي من الأسرى لحمل إسرائيل على إطلاق سراح جميع الفلسطينيين في سجونها.

وأرجعت حماس الهجوم إلى ما قالت إنه تصعيد الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأعلن قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف بدء العملية في بث عبر وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، داعيا الفلسطينيين في كل مكان إلى القتال.

وقال "اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض"، مشيرا إلى إطلاق خمسة آلاف صاروخ.

وخاضت حماس التي سيطرت على غزة في 2007 أربع حروب ضد إسرائيل منذ ذلك الحين. لكن مشاهد العنف داخل إسرائيل نفسها تختلف تماما عن أي شيء شوهد منذ التفجيرات الانتحارية في الانتفاضة الفلسطينية قبل عقدين.

ومع طبيعة الهجوم الذي كان مباغتا بالنسبة لقوات الأمن الإسرائيلية، يعد هذا أحد أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية في تاريخ البلاد، كما أنه يمثل صدمة في دولة تفتخر باختراقها المكثف ومراقبتها للجماعات المسلحة.

وفي غزة، سارع الناس لشراء المؤن تحسبا لصراع قد يستمر أياما. وأخلى البعض منازلهم وتوجهوا إلى الملاجئ.

وقُتل عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات في اشتباكات على الحدود مع إسرائيل حيث سيطر مقاتلون على معبر حدودي ومزقوا السياج. وكان من بين القتلى مدنيون من الحشود التي حاولت العبور إلى إسرائيل عبر البوابات المتضررة.

وقالت أمل أبو دقة، وهي امرأة فلسطينية، لرويترز "نحن خائفون"، بينما كانت تغادر منزلها في خان يونس.

* تصاعد العنف

يأتي تفجر الأحداث على خلفية تصاعد العنف بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي تشكل مع قطاع غزة جزءا من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولتهم عليها.

كما اندلعت في الضفة الغربية مواجهات في عدة مواقع حيث تصدى شبان لقوات الاحتلال بالحجارة. وقُتل أربعة من الفلسطينيين، من بينهم فتى يبلغ من العمر 13 عاما. ودعت الفصائل الفلسطينية إلى إضراب عام يوم الأحد.

© Reuters. مسلحون فلسطينيون على متن حافلة عسكرية إسرائيلية استولى عليها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل ، في شمال قطاع غزة يوم السبت. تصوير: أحمد زكوت - رويترز.

يأتي التصعيد كذلك وسط اضطرابات سياسية في إسرائيل التي تعاني من انقسامات عميقة بخصوص تعديلات السلطة القضائية.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن وزارة الخارجية السعودية دعت "للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين".

(شارك في التغطية هنريت شقر ودان وليامز من القدس ونضال المغربي في غزة وعمار أنور في سديروت وعلي صوافطة من رام الله - إعداد حسن عمار للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.