من ستيف هولاند
واشنطن (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة" عقب شن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل، محذرا "أي طرف آخر معاد لإسرائيل" من انتهاز الفرصة.
وأردف في تعليقات منددة بالهجوم وبثها التلفزيون "لن نتقاعس أبدا عن مساندتها"، مشيرا إلى إسرائيل.
واندلع هجوم حماس وسط جهود يبذلها بايدن وفريقه للتفاوض حول اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية واتفاق آخر للدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية.
وتحدث بايدن هاتفيا مع نتنياهو يوم السبت لعرض الدعم الأمريكي بينما كانت الشبكات الإخبارية الأمريكية تبث مشاهد العنف. وكانت العلاقات بين بايدن ونتنياهو في السابق متوترة لكنهما التقيا في نيويورك الشهر الماضي.
وذكر بايدن في بيان بعد تحدثه مع نتنياهو "أوضحت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها".
وأضاف في تحذير مباشر "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف".
ووجه بايدن فريق الأمن القومي بالبقاء على اتصال حول الموقف مع دول في المنطقة من بينها مصر وتركيا وقطر والسعودية والأردن وعمان والإمارات والحلفاء الأوروبيين.
يأتي العنف وسط حالة من الفوضى في واشنطن، إذ يسعى الجمهوريون إلى إيجاد خليفة لكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الذي عُزل من منصبه، وتلوح مواجهة حاسمة حول الميزانية في الأفق مع بايدن ونوابه الديمقراطيين من شأنها أن تؤدي إلى إغلاق الحكومة خلال 40 يوما تقريبا.
ولم يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي بعد تعيين جاك ليو وزير الخزانة السابق سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وكان بايدن قد اختار ليو لذلك المنصب.
وقال مسؤول إن بايدن أُخطر في وقت مبكر اليوم السبت بالأحداث في إسرائيل وإن مسؤولي البيت الأبيض يعملون خلال الليل على متابعة التطورات.
- انتقادات لإيران
سارع الجمهوريون الساعون إلى هزيمة بايدن في الانتخابات الرئاسية في 2024 إلى انتقاد تعامله مع الموقف.
وقال رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا "ساعدت إيران في تمويل هذه الحرب على إسرائيل، وأسهمت سياسات جو بايدن التي تساهلت مع إيران في ملء خزائنهم. تدفع إسرائيل الآن ثمن هذه السياسات". وينافس ديسانتيس على الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
وبدا أن ديسانتيس يشير إلى اتفاق تبادل السجناء رتبته إدارة بايدن مع إيران الشهر الماضي. وأسقطت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق عقوبات للسماح بنقل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر، وهي خطوة لازمة لتنفيذ تبادل السجناء الأمريكي الإيراني.
وقال مسؤول بإدارة بايدن إن الستة مليارات دولار لم يُنفق منها دولار واحد بعد. والأموال موجهة لأغراض إنسانية فحسب.
وذكرت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "لا يمكنني التعليق على 2024 بسبب قانون هاتش. لكنني بوسعي توضيح الحقائق: لم يُنفق سنت واحد من هذه الأموال وعند إنفاقها يمكن فحسب إنفاقها على أشياء مثل الأغذية والأدوية للشعب الإيراني".
ويحظر قانون هاتش مسؤولي البيت الأبيض من الانخراط في النشاط السياسي.
وأثر هجوم حماس في مفاوضات تطبيع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية السعودية غير واضح. وتوجه بريت مكجورك مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط إلى السعودية قبل شهر للتحدث مع مسؤولين، منهم مسؤولون فلسطينيون، حول التطبيع.
وأصرت الولايات المتحدة على أن يشمل أي اتفاق بعض التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين، لكن هذه التنازلات تظل محل تفاوض.
وأفادت رويترز الشهر الماضي بأن السعودية عازمة على تأمين اتفاق عسكري يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة في مقابل إقامة الرياض علاقات مع إسرائيل وبأنها لن تعطل الاتفاق حتى إن لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين في مسعاهم إلى إقامة دولتهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أي تفاوض لا بد أن يقر بحق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، ولا بد أن يوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وقال نتنياهو إن الفلسطينيين لا ينبغي لهم امتلاك حق رفض أي اتفاق لإحلال السلام.
(إعداد محمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)