من فيصل عمر وعابدي شيخ
مقديشو (رويترز) - سادت حالة من الفوضى مناقشة يجريها البرلمان الصومالي للبت في اقتراح بعزل رئيس الوزراء عبد الولي شيخ أحمد يوم الثلاثاء بعد احتجاج مؤيديه باطلاق الصفير وترديد الشعارات الأمر الذي اضطر رئيس البرلمان لإنهاء الجلسة.
وأيد الاقتراح بسحب الثقة من رئيس الوزراء نواب موالون للرئيس حسن شيخ محمود بعد أن اختلف الاثنان على تعديل وزاري الشهر الماضي. لكن واشنطن حذرت من أن هذه الخطوة قد تعمق الاضطرابات السياسية في البلاد.
غير أن النواب المؤيدين لرئيس الوزراء بدأوا يقرعون أباريق فارغة ويطلقون الصفير ويرددون هتافات ترفض الاقتراح عقب بدء المناقشة.
وقال رئيس البرلمان محمد شيخ عثمان بعد السيطرة على الجلسة بعد أربع ساعات "بسبب الضجيج قررنا اغلاق جلسة اليوم. ولتعقد في يوم آخر."
ولم يحدد موعدا لمناقشة الاقتراح.
ويخشى المانحون الغربيون الذين تعهدوا بإعادة بناء المؤسسات الصومالية أن يؤدي عزل رئيس ثان للوزراء في أقل من عام إلى إضعاف الحكومة في حربها مع المتمردين الاسلاميين.
وكان البرلمان عزل رئيس الوزراء السابق بعد خلاف مماثل مع محمود أصاب الحكومة بالشلل شهورا في العام الماضي.
وقال شهود إن اجراءات الأمن شددت في العاصمة الصومالية اليوم الثلاثاء وزاد عدد رجال الشرطة في محيط مبنى البرلمان الذي استهدفته حركة الشباب الاسلامية في الماضي.
ورغم تشديد الاجراءات قال نائب إن مسلحين فتحوا النار على سيارة تقل نائبا متوجها إلى البرلمان فقتلوا قائدها.
وكان الخلاف تفجر بعد أن استبعد أحمد وهو اقتصادي يتولى المنصب منذ ديسمبر كانون الأول عام 2013 واحدا من كبار حلفاء الرئيس في تعديل وزاري.
وحذرت واشنطن الصومال مساء يوم الاثنين من مغبة التصويت على الاقتراح وقالت إنها تشعر بقلق عميق خشية الاضطرابات السياسية.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "الخطوات الرامية لطرح اقتراح برلماني للتصويت على سحب الثقة من رئيس الوزراء لا تخدم مصالح الشعب الصومالي."
وجاء هذا الخلاف في وقت صعب للمانحين الذين نظموا مؤتمرا كبيرا في كوبنهاجن هذا الشهر للمطالبة بمزيد من الأموال والدعم لإعادة إعمار الصومال.
وقالت ساكي إن واشنطن لم تعد ترى فائدة في ارسال وفد إلى الدنمرك "لان القيادة الصومالية مشتتة الذهن بسبب الانقسامات السياسية."
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)