💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بهجومها المباغت.. حماس تضرب إسرائيل ومساعي إعادة رسم التحالفات الأمنية بالمنطقة

تم النشر 08/10/2023, 09:49
محدث 08/10/2023, 10:43
© Reuters. طفل يحمل كتابا فيما يتفقد فلسطينيون الدمار الذي لحق بمسجد في خان يونس بقطاع غزة يوم الأحد. تصوير: إبراهيم ابو مصطفى - رويترز.
USD/EGP
-
2222
-
USDILSFIX=
-

من سامية نخول ونضال المغربي ومات سبيتالنيك وليلى بسام

دبي/غزة/واشنطن (رويترز) - حينما بدأت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجومها المباغت على إسرائيل فإنها استهدفت أيضا الجهود المبذولة لتشكيل تحالفات أمنية إقليمية جديدة من شأنها أن تهدد آمال الفلسطينيين في إقامة دولة وكذلك طموحات إيران الداعم الرئيسي للحركة.

وتزامن الهجوم الذي بدأ يوم السبت، وهو أكبر توغل داخل إسرائيل منذ عقود، مع تحركات تدعمها الولايات المتحدة لدفع السعودية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق دفاعي بين واشنطن والرياض، وهو أمر قد يبطئ وتيرة التقارب السعودي الإيراني في الآونة الأخيرة.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومصدر إقليمي إن المسلحين الذين اقتحموا بلدات إسرائيلية وقتلوا 250 إسرائيليا واحتجزوا رهائن يوجهون أيضا رسالة مفادها أنه لا يمكن تجاهل الفلسطينيين إذا ما أرادت إسرائيل أن تنعم بالأمن، وأن أي اتفاق سعودي من شأنه أن يقوض التقارب مع إيران.

وقتل أكثر من 230 من سكان غزة في الرد الإسرائيلي على الهجوم.

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تحكم غزة على قناة الجزيرة التلفزيونية "نقول لكل الدول بما فيه الأشقاء العرب... هذا الكيان الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه أمام هؤلاء المقاتلين ما بيقدر يوفرلكم أمن ولا حماية، وكل التطبيع والاعتراف بهذا الكيان... لا يمكن أن تحسم هذا الصراع... الصراع يتم حسمه في أرض الميدان".

وأضاف مصدر إقليمي على اطلاع بتفكير إيران وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران "هذه رسالة للسعودي الزاحف نحو الإسرائيلي غير آبه بالشعب الفلسطيني، وهذه رسالة للأمريكان الداعمين للتطبيع وللإسرائيلي، ما في أمن بكل المنطقة طالما الفلسطينيين خارج معادلاتهم".

وتابع المصدر أن الذي "صار خارج كل التوقعات والتحليلات والسيناريوهات... هذا يوم مفصلي بالصراع".

يأتي هجوم حماس بعد أشهر من تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وسط تزايد المداهمات الإسرائيلية وهجمات الفلسطينيين في الشوارع وهجمات المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية. وتدهورت أوضاع الفلسطينيين في ظل الحكومة اليمينية المتشددة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما أن عملية السلام متوقفة منذ سنوات.

في غضون كل ذلك، أشارت السعودية وإسرائيل إلى أنهما تقتربان من اتفاق للتطبيع. إلا أن مصادر سبق أن قالت لرويترز إن تمسك المملكة بالتوصل إلى اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة يعني أنها لن تعطل اتفاق التطبيع من أجل الحصول على تنازلات جوهرية للفلسطينيين.

وقالت لورا بلومنفيلد، محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، إن هجوم حماس ربما جاء بسبب الشعور بالتهميش مع تقدم الجهود توسيع العلاقات إسرائيلية العربية.

وأضافت "بينما كانت حماس تراقب الإسرائيليين والسعوديين يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قرروا: لا يوجد (لنا) مقعد على الطاولة؟ سمموا الطعام".

* توقيت الهجوم

قال أسامة حمدان القيادي بحركة حماس لرويترز إن عملية السبت يجب أن تجعل الدول العربية تدرك أن قبول المطالب الأمنية الإسرائيلية لن يحقق السلام.

وأضاف أن "إنهاء الاحتلال" يجب أن يكون نقطة البداية لمن يتطلعون إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وعبر عن الأسف أن بعض الدول العربية بدأت تتصور أن إسرائيل يمكن أن تكون البوابة لواشنطن للدفاع عن أمنها.

وتوعد نتنياهو "بانتقام قوي عن هذا اليوم الأسود" يوم السبت، الذي جاء بعد يوم من الذكرى الخمسين لانطلاق حرب 1973.

وعن تقارب التوقيت والظروف مع حرب 1973، قال علي بركة عضو قيادة حماس في الخارج "كان لابد لقيادة المقاومة أن تأخذ قرارها في الوقت المناسب وهو وقت يكون فيه العدو ملتهيا بحفلاته، يعني العملية شبيهة بحرب 73".

وتابع أن الهجوم الذي بدأ فجأة من البر والبحر والجو كان بمثابة "صدمة للعدو وأثبت إنه الاستخبارات العسكرية الصهيونية فشلت في التنبه لهذه المعركة".

وفي السنوات التي تلت عام 1973، وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، كما قامت العديد من الدول العربية الأخرى منذ ذلك الحين بتطبيع العلاقات، بما في ذلك بعض دول الخليج العربية المجاورة للسعودية. إلا أن الفلسطينيين لم يقتربوا أكثر من تحقيق تطلعاتهم في إقامة دولة، وهو أمر يبدو أنه صار بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى.

وكتب ريتشارد ليبارون الدبلوماسي الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في المجلس الأطلسي للأبحاث "على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون هذا هو الدافع الرئيسي للهجمات، فإن تحركات حماس تبعث رسائل واضحة للسعوديين بأن القضية الفلسطينية لا ينبغي التعامل معها كمجرد موضوع فرعي في مفاوضات التطبيع".

* نفوذ إيران

قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين إنه "من السابق لأوانه حقا التكهن" بشأن تأثير الصراع بين إسرائيل وحماس على الجهود الرامية إلى التطبيع السعودي-الإسرائيلي.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "أود أن أقول لحماس، الجماعات الإرهابية مثل حماس، لن تعرقل أي نتيجة من هذا القبيل. لكن هذه العملية أمامها طريق طويل".

وسبق أن قال نتنياهو إنه لا ينبغي السماح للفلسطينيين بعرقلة أي اتفاقات سلام إسرائيلية جديدة مع الدول العربية.

وقال مصدر إقليمي مطلع على المفاوضات السعودية الإسرائيلية الأمريكية بشأن التطبيع والاتفاق الدفاعي للمملكة إن إسرائيل ترتكب خطأ برفضها تقديم تنازلات للفلسطينيين.

وفي تعليقها على هجمات السبت، دعت السعودية إلى "وقف فوري للعنف" بين الجانبين.

وفي الوقت نفسه، لم تُخف إيران دعمها لحماس ولا تمويلها وتسليحها لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. ووصفت طهران هجوم يوم السبت بأنه عمل من أعمال الدفاع عن النفس من جانب الفلسطينيين.

وقال يحيى رحيم صفوي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن طهران ستقف إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين "حتى تحرير فلسطين والقدس".

وقال مسؤول فلسطيني مقرب من الفصائل الإسلامية المسلحة بعد أن بدأ هجوم حماس برشقات من الصواريخ من غزة "لإيران أياد وليس يد واحدة في كل صاروخ يطلق نحو إسرائيل".

وتابع المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "هذا لا يعني أن إيران هي من أمرت بشن الهجوم يوم السبت ولكن من المعروف أن لإيران الفضل في المساعدة في تطوير القدرات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي".

والفصائل الفلسطينية جزء من شبكة أوسع من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في أنحاء الشرق الأوسط، بما يمنح طهران نفوذا قويا في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فضلا عن غزة.

© Reuters. منظر لتقاطع يظهر الضرر الذي حدث في أعقاب تسلل واسع لأفراد من حركة حماس التي تحكم قطاع غزة في منطقة سديروت بجنوب إسرائيل يوم الأحد. تصوير: عمار عوض - رويترز.

وقال محللون إن إيران أرسلت على ما يبدو بالفعل إشارة الأسبوع الماضي بأن الاتفاق السعودي سيلحق الضرر بتقارب العلاقات مع الرياض عندما قتلت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من طهران أربعة جنود بحرينيين في ضربة عبر الحدود بالقرب من الحدود السعودية اليمنية. وقد قوض هذا الهجوم محادثات سلام تهدف لإنهاء الصراع اليمني المستمر منذ ثماني سنوات.

وقال دينس روس، المفاوض السابق في الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عن هجوم السبت "الأمر كله يتعلق بمنع انفراجة أمريكية سعودية إسرائيلية".

(شارك في التغطية باريسا حافظي من دبي - إعداد مروة غريب للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.