من كانيشكا سينغ وإدريس علي
واشنطن (رويترز) - قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة سترسل عدة سفن وطائرات حربية قرب إسرائيل لإظهار الدعم مع اعتقاد واشنطن أن الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ربما يكون من دوافعه عرقلة التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية.
وهاجم مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية يوم السبت في أحد أكثر الأيام دموية منذ عقود فيما ردت إسرائيل بضربات جوية على غزة يوم الأحد مما أسقط مئات القتلى على الجانبين في تصعيد للعنف ينذر بحرب جديدة في الشرق الأوسط.
وذكرت شبكة (سي.إن.إن) يوم الأحد نقلا عن مذكرة أمريكية أن ثلاثة أمريكيين على الأقل كانوا ضمن القتلى.
وقال أوستن إن الولايات المتحدة ستمد إسرائيل بالذخيرة، وإن مساعدتها الأمنية ستبدأ في التحرك يوم الأحد. وأضاف أن وزارة الدفاع (البنتاجون) سترسل طائرات مقاتلة إلى المنطقة أيضا.
وأخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن مساعدات إضافية لقوات الدفاع الإسرائيلية في طريقها إلى إسرائيل على أن يعقبها المزيد خلال الأيام المقبلة. وقال البيت الأبيض بعد مكالمتهما الهاتفية إن نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس (NYSE:LHX) أجرت مكالمة أيضا مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج.
وقال أوستن إنه أمر بتحريك مجموعة حاملة طائرات هجومية قريبا من إسرائيل تضم حاملة الطائرات فورد (NYSE:F) والسفن التي تدعمها.
وقال في بيان "وجهت بتحرك المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات جيرالد آر. فورد إلى شرق البحر المتوسط".
وتجمع بضع عشرات من الفلسطينيين للاحتجاج في ساحة التايمز بمدينة نيويورك وقرب البيت الأبيض في واشنطن يوم الأحد، للتعبير عن معارضتهم للدعم الأمريكي لإسرائيل.
ورفع بعض المحتجين لافتات كتُب عليها "أنهوا الدعم الأمريكي" و"المقاومة ليست إرهابا". وكانت كاثي هوكول رئيسة بلدية نيويورك قد نددت يوم السبت بخطط تنظيم مثل هذه التظاهرات قائلة إنها "بغيضة أخلاقيا".
ويمثل الهجوم الذي شنته حماس فجر يوم السبت أكبر وأخطر توغل داخل إسرائيل منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في محاولة لاستعادة الأراضي المحتلة في حرب يوم الغفران قبل 50 عاما.
* عرقلة العلاقات السعودية الإسرائيلية
وفي وقت سابق من يوم الأحد قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة (سي.إن.إن) "لن يكون مفاجئا أن يكون جزءا من الدافع هو تعطيل الجهود المبذولة للتقريب بين السعودية وإسرائيل، إلى جانب دول أخرى قد تكون مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وقالت حماس يوم السبت إن الهجوم يرجع لما وصفته بالهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس سلط الضوء على التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في القدس واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة والتطبيع الإسرائيلي مع دول بالمنطقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إنه يعتقد أن بلاده على أعتاب السلام مع السعودية، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
وقالت الولايات المتحدة اليوم الأحد إن جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل يجب أن تستمر على الرغم من الهجوم الأخير.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر لشبكة فوكس نيوز يوم الأحد "نعتقد بأنه سيكون من مصلحة البلدين المضي قدما في هذا الاحتمال".
*استمرار القتال في غزة
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة لديها علم بتقارير عن مقتل عدة أمريكيين واختطاف البعض الآخر في إسرائيل وتعمل على التحقق من التفاصيل والأعداد.
وقال "لدينا تقارير عن مقتل عدة أمريكيين. نعمل على مدار الساعة للتحقق من هذا".
ووصف بلينكن الهجوم على إسرائيل بأنه "هجوم إرهابي شنته منظمة إرهابية".
وأضاف أن الهدوء النسبي ساد معظم أنحاء إسرائيل يوم الأحد لكن القتال كان عنيفا في غزة، التي شهدت احتجاجات على مدى أسابيع نظمها شبان بسبب المظالم الطويلة الأمد المتعلقة بالقضية الوطنية الفلسطينية والمعاناة الاقتصادية الطويلة.
وأوضح أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل رصدته الولايات المتحدة على وقوف إيران وراء الهجوم الأخير في إسرائيل، لكنه أشار إلى العلاقات طويلة الأمد بين إيران وحماس، التي تحكم غزة.
(إعداد محمد علي فرج ومحمد أيسم وسامح الخطيب وعلي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)