موسكو (رويترز) - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء إن تصاعد حدة العنف بين إسرائيل والفلسطينيين مثال حي على فشل سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وقال الكرملين إنه على اتصال مع الطرفين المتحاربين.
وذكر المتحدث باسم بوتين أن موسكو ستسعى للعب دور في حل الصراع لكنه لم يحدد كيفية القيام بذلك. وانتهز بوتين الفرصة في المقابل وألقى بالمسؤولية عن التصعيد الحاد على السياسة الأمريكية المستمرة منذ سنوات في المنطقة.
وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي يزور روسيا حاليا "أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن هذا مثال حي على فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وذكر بوتين أن الولايات المتحدة سعت إلى "احتكار" الجهود الدولية لإقامة سلام في المنطقة واتهم واشنطن بإهمال البحث عن تسوية تكون مقبولة للطرفين.
وقال إن الولايات المتحدة تجاهلت مصالح الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحاجة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ولم يتحدث عن دور روسيا في عملية السلام بالشرق الأوسط على مر السنين. وشكلت روسيا، إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، منذ عام 2002 جزءا من "رباعي" الوساطة للسلام في الشرق الأوسط.
وتشن إسرائيل على غزة أعنف الضربات الجوية في تاريخ صراعها مع الفلسطينيين الممتد منذ 75 عاما، ردا على موجة من هجمات قاتلة شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مطلع الأسبوع. وعبرت موسكو عن قلقها من احتمال تصاعد العنف إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وسعى الكرملين منذ اندلاع الأزمة الأخيرة إلى اتخاذ موقف محايد، ليؤكد على قوة علاقاته مع الجانبين.
وتتمتع موسكو بعلاقات راسخة مع الفلسطينيين، من بينهم حماس، التي كانت آخر مرة ترسل فيها وفدا رفيع المستوى لإجراء محادثات في موسكو في مارس آذار. لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن هناك "الكثير من القواسم المشتركة" مع إسرائيل مثل حقيقة أن العديد من الإسرائيليين كانوا مواطنين روس في السابق.
وأردف قائلا "لذلك، نحافظ على العلاقات مع طرفي هذا الصراع. ونجري اتصالات ونشارك في جميع الصيغ، القليلة للأسف، التي تبحث عن أرضية مشتركة للتسوية والتي لم تعمل بفعالية كبيرة، كما كشفت الممارسات الأخيرة".
وأضاف "لكننا نعتزم رغم ذلك مواصلة بذل الجهود ولعب دورنا في مجال تقديم المساعدة للبحث عن سبل للتسوية".
وقال بيسكوف إن الكرملين يحاول التأكد مما إذا كان هناك أي روس بين عشرات الرهائن الذين احتجزتهم حماس.
وأضاف "نجري الاتصالات اللازمة لمعرفة ما إذا كان هذا صحيحا أم لا وما هو مصير هؤلاء الأشخاص في المستقبل".
وذكر أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن من مصلحة روسيا تأجيج الحرب في الشرق الأوسط لإضعاف الوحدة العالمية "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وأضاف "هذا صراع طويل الأمد، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي له جذور عميقة للغاية، والعديد من التناقضات الشديدة. كثيرون يعرفون الخلفية، لكنها عميقة جدا بحيث لا يعرف الجميع الفروق الدقيقة".
(إعداد محمد عطية ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين وأيمن سعد مسلم)