من نانديتا بوس وكاثرين جاكسون
واشنطن 15 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - حذر مسؤولون أمريكيون كبار يوم الأحد من احتمال تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) واتساع نطاقه إلى أنحاء الشرق الأوسط، وقالوا إنهم قلقون من احتمال مهاجمة جماعة حزب الله اللبنانية شمال إسرائيل أو احتمال اشتراك إيران.
وتوجهت مجموعة أخرى من السفن الحربية الأمريكية إلى المنطقة في استعراض للقوة يهدف إلى الحيلولة دون حدوث مثل هذا التصعيد.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم السبت عن نشر حاملة طائرات ثانية ووصف ذلك بأنه دلالة على "عزمنا على ردع أي دولة أو جماعة تسعى إلى تصعيد هذه الحرب".
ومن المقرر أن تنضم حاملة الطائرات أيزنهاور إلى أسطول صغير يضم حاملة الطائرات الضخمة جيرالد فورد (NYSE:F) في شرق البحر المتوسط.
وأطلقت إسرائيل بالفعل حملة قصف عنيفة على قطاع غزة ردا على تنفيذ حماس هجمات غير مسبوقة داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدت إلى مقتل نحو 1300 إسرائيلي معظمهم من المدنيين. وتقول سلطات غزة إن 2670 قُتلوا هناك وربعهم من الأطفال. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على القطاع الصغير المكتظ بالسكان.
وقال مسؤول أمريكي تعليقا على زيادة الوجود العسكري "إيران مثل فيل في غرفة. حاملتا الطائرات ترافقهما سفن حربية وطائرات هجومية. نبذل كافة الجهود للحيلولة دون تحول ذلك إلى صراع إقليمي".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.بي.إس) إن "ثمة خطر لتصاعد هذا الصراع وفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع، اشتراك إيران".
وردد هذه التعليقات جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، وقال لشبكة فوكس نيوز إن البيت الأبيض قلق إزاء "احتمال تصاعد الصراع أو اتساع نطاقه".
وفي تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن بلاده قد تتحرك. وقال إن بلاده نقلت رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين عبر داعميهم بأنه "إذا لم توقف إسرائيل جرائم الحرب والإبادة الجماعية فلا يمكن لإيران أن تقف موقف المتفرج".
وحذر من أنه "إذا اتسع نطاق الحرب فإن خسائر فادحة ستلحق بأمريكا أيضا".
ويتصاعد العنف بالفعل على الحدود الشمالية لإسرائيل. وشن مقاتلو حزب الله اللبناني المدعوم من إيران هجمات على نقاط عسكرية إسرائيلية وقرية على الحدود الشمالية يوم الأحد، وردت إسرائيل بشن هجمات على لبنان.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم المضي قدما في الاجتياح البري لغزة لإتاحة الفرصة للجهود الإنسانية للسكان المحاصرين في القطاع.
وقال سوليفان إن حزمة المساعدات الجديدة المتوقع تقديمها لإسرائيل وأوكرانيا من الأسلحة ستتجاوز قيمتها ملياري دولار بكثير.
وأضاف في تصريحات لشبكة (سي.بي.إس) أن الرئيس جو بايدن يعتزم إجراء محادثات مكثفة بخصوص هذه المساعدات مع الكونجرس.
وأدت مساعي الجمهوريين لاختيار رئيس جديد لمجلس النواب الأمريكي بعد عزل كيفن مكارثي قبل نحو أسبوعين إلى التأخير في اتخاذ إجراء بشأن التشريع.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في تصريحات في تل أبيب يوم الأحد إن مجلس الشيوخ قد يتحرك أولا. وقال "نحن لا ننتظر مجلس النواب".
في غضون ذلك قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري لينزي جراهام إنه سيتوجه إلى المنطقة مع أعضاء آخرين في المجلس خلال الأيام المقبلة لحث الجانبين الإسرائيلي والسعودي على مواصلة المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بينهما.
وقال جراهام إنه يعتزم تقديم مشروع قانون من شأنه أن "يسمح للولايات المتحدة باتخاذ إجراء عسكري بالتعاون مع إسرائيل لاستهداف قطاع النفط الإيراني" إذا هاجمت طهران إسرائيل.
* أزمة إنسانية
قال مسؤولون حكوميون أمريكيون إنهم يحشدون جهودهم للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة. وقال بايدن في رسالة نشرت على موقع إكس، تويتر سابقا، "يجب ألا نغفل حقيقة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا علاقة لهم بهجمات حماس المروعة وهم يعانون جراءها".
وعينت الولايات المتحدة سفيرها السابق لدى تركيا ديفيد ساترفيلد مبعوثا خاصا للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تركيزه سينصب على أزمة غزة "بما يشمل العمل على تسهيل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص الأكثر ضعفا وتعزيز سلامة المدنيين".
وعندما سُئل مباشرة عما إذا كانت الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتأخير حربها البرية ضد المدنيين، قال سوليفان لشبكة (إن.بي.سي) "إننا لا نتدخل في تخطيطهم العسكري أو نحاول أن نعطيهم تعليمات أو طلبات محددة تتعلق بتخطيطهم العسكري".
ومع ذلك، أضاف أن الولايات المتحدة تقول لإسرائيل إن أي إجراءات يجب أن تتبع قانون الحرب، وأنه "يجب أن تتاح للمدنيين فرصة حقيقية للوصول إلى بر الأمان".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد إن معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه مصر ويفصلها عن قطاع غزة سيعاد فتحه، مضيفا أن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل والأمم المتحدة لمرور المساعدات عبره.
وظلت مئات الأطنان من المساعدات من عدة دول عالقة في سيناء لأيام في انتظار اتفاق لتسليمها بشكل آمن إلى غزة وإجلاء بعض حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر المعبر.
وقال سوليفان لشبكة (إن.بي.سي) "لم نتمكن حتى الآن من إدخال مواطنين أمريكيين عبر المعبر الحدودي، ولست على علم بأن بمقدور أي شخص آخر الخروج في هذا الوقت".
وأضاف أن الولايات المتحدة تركز على ضمان توفير الغذاء والمياه والدواء والمأوى للسكان المدنيين الذين يغادرون غزة والحصول على هذه الخدمات في مناطق آمنة.
وقال لشبكة (سي.إن.إن) إن المسؤولين الإسرائيليين "أعادوا تشغيل خط أنابيب المياه في جنوب غزة" مؤخرا.
(إعداد حسن عمار ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)